الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على النظام تشمل 10 من كبار المسؤولين

«يونيسيف»: 22 طفلاً بين قتلى غارة استهدفت مدرسة في شمال غرب سورية

سوريون يتعرفون على جثث ذويهم قتلوا في قصف على دوما في شرق دمشق. أ.ف.ب

شهدت محافظة إدلب في شمال غرب سورية، أمس والليلة قبل الماضية، تصعيداً في القصف الجوي، الذي استهدفها موقعاً 35 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ(يونيسيف) بمقتل 22 طفلاً وستة مدرسين، في الغارات التي شنت أول من أمس، على مدرسة في المحافظة، وتزامن ذلك مع انتقاد حاد لروسيا من قبل منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، على خلفية الغارات التي شهدتها الأحياء الشرقية في حلب في الأسابيع الماضية، بينما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على سورية، شملت 10 من كبار المسؤولين في النظام، متهمين بالمشاركة في «القمع العنيف الذي يمارس ضد المدنيين».

وفي التفاصيل، أعلنت الـ«يونيسيف»، أول من أمس، مقتل 22 طفلاً وستة مدرسين، في الغارات الجوية التي استهدفت، أول من أمس، مدرسة في محافظة إدلب، واعتبر المدير العام للمنظمة الدولية أنتوني لايك، في بيان، أن هذه الضربة قد تكون «الهجوم الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب» في سورية قبل خمسة أعوام ونصف العام. وقال «إنها مأساة، إنها فضيحة. وفي حال كان الهجوم متعمداً، فهذه جريمة حرب».

ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم على المدرسة، ودعا إلى فتح تحقيق فوري، وأضاف «إذا كان هذا الهجوم متعمداً فإنه يرقى إلى جريمة حرب».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن طائرات حربية، لم يحدد هويتها، نفذت ست ضربات على بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي، استهدفت مدرسة ومحيطها، ما تسبب في مقتل 35 مدنياً بينهم أطفال، وإصابة العشرات.

وأوضح ناشط في مركز إدلب الإعلامي المعارض، أن «أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة أثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم، بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها بسبب الغارات». ولم تحدد الأمم المتحدة هوية الطائرات التي شنت الغارات.

وعلق السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، على الموضوع قائلاً «هذا مرعب، مرعب. آمل ألا نكون متورطين». وأضاف «سيكون سهلاً أن أقول لا (لسنا نحن)، ولكنني شخص مسؤول، علي أولاً أن أرى ما سيقوله وزير دفاعنا».

ويسيطر «جيش الفتح»، وأبرز أركانه «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على محافظة إدلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف السوري والروسي على المحافظة أوقع 89 قتيلاً، و150 جريحاً خلال سبعة أيام.

وفي مدينة حلب، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى «ارتقاء ثلاثة أطفال شهداء، وإصابة 14 تلميذاً بجروح، جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف على المدرسة الوطنية في حي الشهباء»، الواقع تحت سيطرة قوات النظام.

وأفادت بمقتل «ثلاثة أشقاء، وإصابة شقيقهم الرابع بجروح»، جراء قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون على أحد المنازل في حي الحمدانية، في غرب حلب.

على جبهة أخرى، قتل تسعة مدنيين على الأقل، بينهم طفل، جراء صواريخ أطلقتها قوات النظام على مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل والمحاصرة شرق دمشق.

واستعادت قوات النظام السوري، أمس، السيطرة على مدينة استراتيجية في محافظة حماة، لتتمكن بذلك من استعادة نحو نصف المناطق التي خسرتها جراء هجمات الفصائل المقاتلة في المنطقة منذ شهرين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن، بأن «قوات النظام تمكنت (أمس) من استعادة السيطرة على مدينة صوران الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي، إثر هجوم عنيف نفذته صباحاً، تزامناً مع غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي كثيف».

وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلاً عن مصدر عسكري، أمس، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، تستعيد السيطرة على صوران والمزارع المحيطة بها في ريف حماة الشمالي».

وبحسب عبدالرحمن، تعزز قوات النظام بسيطرتها على مدينة صوران وجودها في المنطقة، نظراً لموقعها الاستراتيجي على طريق دمشق حلب الدولي، كما تمكنها من أن ترصد نارياً بلدات تحت سيطرة الفصائل، منها طيبة الإمام المجاورة.

وفي نيويورك أيضاً، ندد منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، أمام مجلس الأمن، بالغارات السورية والروسية على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، والتي حصدت خلال الأسابيع الماضية مئات القتلى، قائلاً إن «تبعاتها على السكان كانت مرعبة».

وقال أوبراين إن «المدنيين يتعرضون للقصف من القوات السورية والروسية، وفي حال بقوا على قيد الحياة، يموتون من الجوع غداً»، مضيفاً «هذا تكتيك واضح وغير مقبول».

واتهم السفير الروسي في الأمم المتحدة أوبراين بالإدلاء بـ«تصريح معيب»، والظهور كـ«متعجرف». ورفض تشوركين «قبول الوعظ كما في الكنيسة».

وسارعت السفيرة الأميركية سامانثا باور، ونظيراها البريطاني والفرنسي، إلى دعم أوبراين. وقالت باور تعليقاً على إعلان موسكو أنها تستهدف في غاراتها فقط «المجموعات الإرهابية»، «هل تعتقد روسيا حقاً أن جميع الأطفال في شرق حلب ينتمون إلى تنظيم القاعدة؟».

وأكد السفير البريطاني ماثيو رايكروفت، أن على موسكو وقف القصف واستخدام تأثيرها في دمشق، و«فرض هدن إنسانية طويلة بشكل كافٍ ومنسقة» مع الأمم المتحدة.

وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، «نعلم جميعاً أن عرقلة المساعدات الإنسانية هي من فعل النظام وداعميه»، معتبراً أن «الحل يكمن في إنهاء القصف».

وأعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، عن خيبة أمله من عدم إتمام عملية الإجلاء الطبي من شرق حلب، التي كانت الأمم المتحدة قد أعدت الاستعدادات كافة لإتمامها.

يأتي ذلك في وقت فرض الاتحاد الأوروبي، أمس، عقوبات إضافية على سورية، شملت 10 من كبار المسؤولين في النظام السوري. وقال مجلس الاتحاد الأوروبي الذي يمثل الدول الأعضاء الـ28 إن العقوبات تشمل «ضباطاً في الجيش، وشخصيات من الصف الأول مرتبطين بالنظام»، مؤكداً أن هذه العقوبات ترفع إلى 217 عدد المسؤولين السوريين الممنوعين من الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، والذين تقرر تجميد أصولهم.

وكان 207 سوريين، و69 جماعة أو منظمة، مستهدفين حتى الآن بهذه التدابير التقييدية التي تم تمديدها في 27 مايو الماضي لسنة إضافية، أي حتى الأول من يونيو المقبل.

وستكشف الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، اليوم، هويات الشخصيات السورية الـ10 التي شملتها العقوبات، وفق ما أوضح مجلس الاتحاد الأوروبي أمس.

وأشار المجلس إلى أن «الاتحاد الأوروبي يبقى عازماً على التوصل إلى حل دائم للنزاع في سورية، نظراً إلى عدم وجود حل عسكري»، مذكراً بأن الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد، تنتظر الضوء الأخضر من دمشق لدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الضحايا في حلب، وتعطي الأولوية لهذا الأمر.

 

للإطلاع على الغارات في سورية ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر