حلفاء الأسد يحذرون تركيا من أي تقدم في حلب.. ويستهدفون المعارضة المدعومة من أنقرة

26 قتيلاً بينهـم 11 طفلاً بغـارات على مدرسـة ومحيطـها بريــف إدلب

صورة

قتل 26 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، أمس، في غارات للنظام على مدرسة ومحيطها في قرية حاس في محافظة إدلب شمال غرب سورية. في وقت قصفت القوات السورية النظامية المعارضة المدعومة من أنقرة ببراميل متفجرة، في أول اشتباك مباشر بينهما منذ أن توغلت تركيا في شمال سورية في أغسطس الماضي، فيما حذر حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، تركيا من أي تقدم في حلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن 26 مدنياً قتلوا وأصيب العشرات بجروح «في ست غارات جوية لم يعرف اذا كانت سورية أو روسية، استهدفت مدرسة ومحيطها في قرية حاس في ريف إدلب الجنوبي».

وأكد أن «بين القتلى 11 طفلاً كانوا موجودين داخل المدرسة التي تضررت جراء الغارات»، مشيراً إلى أن عدد القتلى «مرشح للازدياد لوجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة».

وقال ناشط في «مركز إدلب الإعلامي» المعارض، لـ«فرانس برس»، إن أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة خلال خروج التلاميذ منها «بعدما قررت ادارة المدرسة إغلاقها نتيجة الغارات التي استهدفت القرية».

وأفاد المرصد بغارات كثيفة وقصف مدفعي يستهدفان منذ الخميس الماضي ريف إدلب، ما تسبب في مقتل العشرات بينهم اطفال.

ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل أهمها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.

من ناحية أخرى، قال الجيش التركي إن طائرة هليكوبتر يعتقد أنها تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على المعارضة المدعومة من أنقرة، أول من أمس.

وذكر في بيان أن طائرة هليكوبتر «يفترض أنها تابعة لقوات النظام» قصفت المقاتلين في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق دابق. وكانت دابق معقلاً سابقاً لتنظيم «داعش» انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها من التنظيم المتشدد هذا الشهر.

وأضاف البيان، أن اثنين من المقاتلين المدعومين من أنقرة قتلا وأصيب خمسة آخرون.

وقال الجيش السوري الأسبوع الماضي إنه سيسقط أي طائرات عسكرية تركية تدخل المجال الجوي السوري رداً على ضربات جوية نفذتها تركيا في شمال سورية.

ويدخل مسلحو المعارضة، لدى تقدمهم جنوباً صوب مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة «داعش» على بعد 35 كيلومتراً شمال شرق حلب، في مواجهات مع قوات كردية وأخرى موالية للأسد بسبب قرب خطوط المواجهة في الطريق إلى الباب.

وحذرت القوات الموالية للأسد تركيا، أمس، من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب، قائلة إن أي تقدم سيتم التعامل معه «بحزم وقوة».

وقال قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية لدمشق خلال جولة على جبهات القتال بشمال حلب، إن أي تقدم سيمثل «تجاوزاً للخطوط الحمراء».

وأضاف القائد، الذي لم يكشف عن اسمه أو جنسيته أو انتمائه: «إننا لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لتنظيم داعش للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء».

ويضم التحالف الذي يقاتل دعماً للأسد جماعة «حزب الله» اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني.

من جهتها، قالت تركيا إنها ستواصل هجومها العسكري في سورية إلى أن يخرج تنظيم «داعش» من مدينة الباب.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن عمليات الجيش التركي في سورية تهدف لتأمين السيطرة على بلدتي الباب ومنبج، لكنه لا يعتزم أن يمد هذه العمليات إلى مدينة حلب.

وقال في خطاب في أنقرة «لنبدأ معركة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية، لكن حلب ملك لأهلها، علينا أن نوضح ذلك».

وأضاف: «نحن مصممون على تطهير منبج في أقرب وقت من حزب الاتحاد الديمقراطي، إما أن ينسحبوا وينتقلوا إلى شرق الفرات، وإما سنفعل اللازم».

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلحة «وحدات حماية الشعب» الكردية منظمات «إرهابية»، وتوجه اللوم الى واشنطن على تقديم الدعم لهما لمقاتلة «داعش».

وكثف الجيش التركي ضرباته مستهدفاً وحدات حماية الشعب خلال الأيام الماضية.

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو «هذا النوع من الهجمات لن يوقف قتالنا ضد داعش». وأضاف: «العملية ستستمر إلى أن تصل إلى (مدينة) الباب، هناك ضرورة لاستمرار العملية، وستستمر».

تويتر