روسيا: أميركا تتخذ خطوات عدائية تهدّد أمننا القومي

معارك وغارات في حلب بعد فشل الجهود الدبلوماسية الأممية

صورة

تواصلت المعارك والغارات الكثيفة المرافقة لها، أمس، في مدينة حلب السورية بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي فشل في التوصل إلى قرار ينهي معاناة سكان المدينة، حيث استخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنّيه في مجلس الأمن الدولي الذي رفض بدوره مشروع قرار قدمته موسكو. وبالتزامن نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله، إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات عدوانية تهدد أمن روسيا القومي.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن المعارك في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب تركزت على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها.

وأوضح عبدالرحمن أن «الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة».

وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام عن تواصل القصف العنيف على مناطق الاشتباكات التي لم تتوقف.

وتنفذ قوات النظام السوري هجوماً على الأحياء الشرقية منذ 22 سبتمبر، وحققت منذ ذلك الوقت تقدماً بطيئاً على جبهات عدة، وتمكنت السبت من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول في شمال المدينة.

ونقلت صحيفة «الوطن»، المقربة من الحكومة السورية، عن مصدر ميداني، أن الجيش السوري وبعد تقدمه في شمال المدينة وسيطرته على دوار الجندول بات يطل على «أحياء عدة وأصبح يشرف نارياً على أحياء الإنذارات وعين التل والهلك».

وترد الفصائل المعارضة على الهجوم بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وقصفت الفصائل المعارضة، أمس، بحسب المرصد السوري، أحياء الحمدانية والأعظمية وسيف الدولة في الجهة الغربية.

وتشكل مدينة حلب محور الجهود الدبلوماسية حول سورية، إلا أن اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي، السبت، ابرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية حول سورية وحلب تحديداً.

واستخدمت روسيا، الداعم الرئيس لدمشق، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب ووقف فوري للقصف الجوي على المدينة.

وهذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في الأمم المتحدة ضد مشروعات قرارات تتعلق بالنزاع السوري.

وبعيد ذلك، طرحت روسيا للتصويت مشروع قرار آخر يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في شكل اكثر شمولاً، خصوصاً في حلب، ولكن دون ذكر للغارات.

إلا أن تسعة أعضاء من أصل 15 صوتوا ضد مشروع القرار الروسي، بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

واعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، التصويت على القرارين من «أغرب» ما حصل في مجلس الأمن، كون جميع أعضائه كانوا على دراية بأنهما لن يمرّا.

وقال: «مضيعة الوقت هذه غير مقبولة»، لكنه شدد على أن الجهود الدبلوماسية لم تنتهِ، بل إن ما حصل «هو نهاية اجتماع غريب جداً لمجلس الأمن». ووصف سفير بريطانيا بدوره ما حصل بانه «يوم سيئ لروسيا، لكنه أسوأ لسكان حلب».

على صلة نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله أمس، إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات عدوانية تهدد أمن روسيا القومي.

ونقلت الوكالة عنه: «شهدنا تغيراً جوهرياً في الأوضاع عندما يتعلق الأمر بهوس الخوف من روسيا العدواني، والذي يكمن الآن في لب السياسة الأميركية تجاه روسيا». مضيفاً: «إنه ليس فقط هوساً بلاغياً تجاه روسيا وإنما خطوات عدوانية تضر فعلياً بمصالحنا القومية وتمثل تهديداً لأمننا».

جاء هذا بعد أن أكد المندوب الأميركي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن سورية أن روسيا ونظام الأسد يدمران مدينة حلب، وأن روسيا تشارك بقتل السوريين، مردفاً: «إنه لأمر مروّع».

وأضاف: «روسيا كالعادة تطرح سيناريو مختلفاً، وتلقي باللوم على الولايات المتحدة، متهمة إياها بالتلكؤ في محاربة الإرهاب، لكن الواقع أنها مجرد حجة لتبرير مساعدة نظام الأسد، وإلا لماذا يتم استهداف كل مستشفى في شرقي حلب؟ ولماذا استهدف قافلة للمساعدات الإنسانية؟ إنها جرائم حرب».

كما شدد على أنه لا يمكن لروسيا استخدام بضع مئات من مقاتلي «النصرة» من أجل تبرير قصف الآلاف من المدنيين. وأضاف: «روسيا باتت واحداً من اللاعبين الرئيسين الذين يمارسون الإرهاب في حلب».

إلى ذلك، صرّح لافروف أن بلاده قادرة على حماية أصولها في سورية حال قررت الولايات المتحدة قصف القواعد الجوية السورية بكثافة وتدميرها.

وأضاف أنه سمع أن هذا من ضمن الخيارات التي يدعو إليها بعض صنّاع السياسة في واشنطن.

وقال لافروف لقناة «فيرست» التلفزيونية الروسية، وفق نص لمقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني «هذه لعبة خطرة للغاية، باعتبار أن روسيا - الموجودة في سورية بدعوة من الحكومة الشرعية لهذا البلد ولها قاعدتان هناك - لديها أنظمة دفاع جوي هناك لحماية أصولها».

وأضاف لافروف في المقابلة أنه مقتنع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يوافق على مثل هذا السيناريو.

 

تويتر