المعارضة تبدأ المرحلة الرابعة من معركة ريف حماة.. ومقتل قائد فوج مدفعية النظام في محردة

الأمم المتحدة تعلن الأحياء الشرقية في حلب «منطقة محاصرة»

صورة

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في مدينة حلب السورية صنفت في فئة «منطقة محاصرة» من قبل المنظمة الدولية، بعد أشهر من تعرضها لهجمات تشنها القوات الحكومية وعدم التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إليها، في حين قتل قائد فوج مدفعية النظام في مدينة محردة بريف حماة، بقصف نفذته الفصائل المقاتلة عقب بدء المرحلة الرابعة من معركة ريف حماة للسيطرة على مواقع جديدة للنظام في المنطقة.

وأعلن الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية، ينس لاركي، أن أحياء شرق حلب «أصبحت تتوافر فيها الآن المعايير الثلاثة لمنطقة: تطويق عسكري، وعدم وصول مساعدات إنسانية، وحرمان المدنيين حرية التنقل».

وهناك حالياً 18 منطقة محاصرة في سورية بحسب الأمم المتحدة. وحلت أحياء حلب الشرقية محل داريا على اللائحة، بعدما امكن إجلاء السكان من هذه المدينة بموجب اتفاق بين الحكومة السورية وفصائل معارضة.

وبحسب الأمم المتحدة هناك نحو 275 ألف شخص يقيمون في أحياء حلب الشرقية المحاصرة. وتسيطر قوات الحكومة على الأحياء الغربية.

في السياق، أعلن برنامج الأمم المتحدة لصور الأقمار الاصطناعية، أمس، في جنيف، أن صور الأقمار الاصطناعية للهجوم على قافلة تنقل مساعدات إنسانية في 19 سبتمبر الماضي في سورية، تؤكد تعرض القافلة لغارة جوية.

وقال المستشار في برنامج «يونوسات»، لارس بروملي، «تأكدنا أن ما حصل هو غارة جوية»، بالاستناد الى حجم ونوع الحفر الواضحة في الصور.

وأبدت الأمم المتحدة تحفظاً شديداً حتى الآن على صعيد تحديد المسؤوليات عن شن تلك الغارة. وعزت واشنطن المسؤولية إلى موسكو التي نفت أي تورط في الغارة.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي عن تشكيل لجنة تحقيق.

وقال رئيس برنامج «يونوسات»، اينار بيورغو، أمس، «لم نتسلم بعد طلباً» للحصول على الصور في هذا الإطار.

وتعرضت أكثر من 30 شاحنة كانت تنقل مساعدة من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري لهجوم قرب حلب في 19 سبتمبر الماضي، وقتل 18 شخصاً منهم المسؤول المحلي للهلال الأحمر.

وتبث «يونوسات» التي نادراً ما تصدر بيانات، صوراً مستخرجة من الأقمار الاصطناعية التجارية، بناء على طلب وكالات الأمم المتحدة أو الدول.

وتستخدم الصور لدى حصول كوارث طبيعية ولتقييم أوضاع المهجرين في النزاعات.

على الصعيد الميداني، أفادت وسائل إعلام موالية للمعارضة، أمس، بمقتل قائد فوج مدفعية النظام في مدينة محردة بريف حماة، العقيد مهدي مبارك، بعد ساعات من بدء المعارضة المرحلة الرابعة من معركة أطلقوا عليها «في سبيل الله نمضي» بريف حماة للسيطرة على مواقع جديدة للنظام في المنطقة.

واستهدفت فصائل المعارضة حاجز دير محردة بقذائف الفوزديكا، ما أسفر عن مقتل قائد فوج مدفعية النظام في المدينة، إضافة إلى قتل عدد من عناصر النظام. وأضافت وسائل الإعلام أن الفصائل قصفت دبابة لقوات النظام على حاجز تل ملح في ريف حماة الشمالي الغربي بصاروخ موجه، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل طاقمها.

وقال الناطق باسم «جيش العزة» الملازم محمود المحمود في تصريح لقناة «أورينت»، إن الهدف من هذه المعركة السيطرة على كل من قرى شليوط وشيزر وتل ملح والجبين، بهدف السيطرة على طريق إمداد قوات النظام الواصل من مدينة حماة إلى منطقة سهل الغاب عبر مدينة السقيلبية غربي حماة.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الفصائل المقاتلة في قصفها المكثف لتمركزات قوات النظام في قرى الجبين وشيلوط وتل ملح بريف حماة الشمالي الغربي، وسط قصف مكثف من قبل طائرات الحربية لمحيط هذه المناطق.

وقال إن الفصائل استهدفت بصواريخ أماكن عدة في منطقة مطار حماة العسكري.

وكان المرصد أفاد في وقت سباق، بأن فصائل المعارضة سيطرت على 42 مدينة وبلدة وقرية وتلة في محافظة حماة منذ 29 أغسطس الماضي.

إلى ذلك، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن 19 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة اطفال، قتلوا جراء غارات على قرية ثلثانة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي، كما أصيب أكثر من 40 مدنياً بجروح.

وبحسب عبدالرحمن، لم يعرف إن كانت الطائرات التي نفذت الغارات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية، أم للقوات التركية التي تدعم هجوماً تشنه فصائل سورية معارضة في ريف حلب الشمالي ضد التنظيم منذ 24 أغسطس.

وتقيم أغلبية كردية في القرية التي تقع في ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 16 كيلومتراً عن مدينة الباب، آخر معقل متبقٍ للتنظيم في محافظة حلب، بعد خسارته مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا اثر بدء الفصائل المدعومة من انقرة هجومها في المنطقة.

وتمكنت هذه الفصائل الأحد الماضي من التقدم على حساب التنظيم وباتت قريبة من بلدة دابق، التي تقع على بعد 12 كيلومتراً شمال غرب ثلثانة. وتحظى دابق بأهمية رمزية لدى «داعش» لاعتقاده أنها ستشهد أكبر معاركه.

و«دابق» هو اسم أهم مجلة ترويجية للتنظيم المتطرف.

من جهته، قال الجيش التركي، أمس، إنه اشتبك مع مقاتلي «داعش» عبر الحدود في سورية، ما أسفر عن مقتل جندي و23 متشدداً. وأضاف أن ثلاثة جنود أصيبوا في الاشتباك الذي وقع قرب بلدة الزيارة، في إطار عملية «درع الفرات» التي تشنها أنقرة.

تويتر