جلسة طارئة في مجلس الأمن وكي مون يتحدث عن «لحظة حاسمة» في الحرب السورية

100 غارة تستهدف حلب وريفــها وسط اشتباكات بين النظام والمعارضــة

صورة

استهدفت قوات النظام السوري، أمس، مدينة حلب ومحيطها بـ100 غارة جوية، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي واشتباكات عنيفة مع الفصائل جنوب المدينة، بعد يومين على انهيار الهدنة في سورية. في حين عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً حول سورية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلاله إن العالم «يواجه لحظة حاسمة» في الحرب السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات حربية سورية وروسية نفذت عشرات الغارات على مدينة حلب وأطرافها الجنوبية الغربية.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب، إن أكثر من 100 غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليلة قبل الماضية حتى ساعات فجر أمس، الأمر الذي منع السكان النوم نظراً لشدة القصف.

وأشار الى أن الغارات لم تتوقف إلا بعد أن بدأ هطول المطر بغزارة صباح أمس.

وأضاف أن القصف بعد منتصف الليل على حي السكري شرق مدينة حلب أدى إلى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل. وفي الأحياء الغربية من حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال أحد السكان عبر الإنترنت لـ«فرانس برس»، إن السماء بقيت مضاءة جراء كثافة القصف خلال ساعات الليلة قبل الماضية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أمس، بمقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح «جراء قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية على حي صلاح الدين في حلب».

وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليل بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل المقاتلة من جهة أخرى جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك، كما أشار إلى «تقدم لقوات النظام في المنطقة»، حيث استعادت السيطرة على أبنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي.

وقتل أربعة عاملين في منظمة طبية غير حكومية جراء غارة استهدفت مركزاً طبياً في منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي، وفق ما أفاد المرصد والمنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها.

ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء الاثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً بموجب اتفاق أميركي روسي، وشهدت خلالها جبهات القتال هدوءاً نسبياً. وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بإعاقة تنفيذ الاتفاق.

على جبهات أخرى، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة وتنظيم «جند الأقصى» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في ريف حماة الشمالي وسط البلاد.

ونفذت طائرات حربية 28 غارة على الأقل منذ فجر أمس، استهدفت مناطق الاشتباك وفق المرصد. كما تعرّضت مناطق في ريف حمص الشمالي لغارات نفذتها طائرات حربية، تزامناً مع قصف على مدينة تلبيسة، تسبب وفق المرصد بسقوط جرحى بينهم أطفال.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة بعد منتصف الليلة قبل الماضية على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي.

وفي حماة، قال مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية، إن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني بدأت فجر أمس، هجوماً باتجاه بلدة معردس والقرى التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بغية توسيع نفوذ الجيش في ريف حماة الشمالي، واستعادة القرى التي خسرها، وبالتالي تأمين مدينة حماة.

وخسرت القوات الحكومية نهاية الشهر الماضي العديد من المدن والبلدات الاستراتيجية شمال مدينة حماة، من أهمها صوران وحلفايا وطيبة الإمام وعشرات القرى المنتشرة في محيطها، إضافة إلى خسارتها مقر اللواء 87 التابع للفرقة 11، ومقتل قائده اللواء علي خلوف الذي يعد واحداً من عشرات العناصر الحكومية الذين قتلوا في معارك حماة.

وذكر المصدر أن القوات البرية بدأت الزحف باتجاه بلدة معردس في محاولة لاستعادتها كهدف ذي أولوية، كونها تشكل عقدة الوصل بين تجمعات القرى في الريف الشمالي.

وبين المصدر أن اشتباكات ضارية دارت بين القوات الحكومية وفصائل «جيش الفتح» في محيط القرية حيث تستميت قوات المعارضة في الدفاع عنها نظراً لقربها من جبل زين العابدين المشرف على مدينة حماة. وفي نيويورك، اجتمع مجلس الأمن، أمس، لإجراء مشاورات طارئة حول سورية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الاجتماع، إن العالم «يواجه لحظة حاسمة» في الحرب السورية.

ودعا كي مون دول العالم الى استخدام نفوذها للمساعدة في استئناف المحادثات السياسية بين السوريين والسماح لهم «بالتفاوض للخروج من الجحيم الذي وقعوا فيه».

وشارك وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في اللقاء الذي ساده التوتر بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بالمسؤولية عن هجوم على قافلة مساعدات دولية.

وقال كي مون أمام المجلس إنه «يدرس خيارات إجراء تحقيق جدي في هذه المسألة وفي فظاعات أخرى مماثلة ضد المدنيين» خلال الحرب في سورية.

وأكد أنه «يجب علينا أن نبقى مصممين على أن وقف إطلاق النار سيستأنف».

وأضاف: «المأساة السورية وصمة عار علينا جميعاً، والفشل الجماعي للمجتمع الدولي يجب أن يؤرق كل عضو من أعضاء» المجتمع الدولي. من جهته، طالب كيري روسيا بإجبار نظام الرئيس السوري بشار الأسد على وقف تحليق طيرانه الحربي من أجل إنعاش الآمال في وقف إطلاق النار في سورية.

وقال أمام مجلس الأمن الدولي إن الجهود للتوصل إلى حل لا يمكن إنقاذها إلا إذا تحملت روسيا مسؤولية الغارات الجوية الأخيرة.

تويتر