أردوغان يعلن بدء عملية «درع الفرات» في سورية ضد التنظيم والأكراد

المعارضة تطرد «داعش» مــــن جرابلس بمساعدة برية تركية

صورة

سيطرت فصائل سورية معارضة، بدعم بري مباشر من الجيش التركي، على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سورية، بعد ساعات على بدء أنقرة عملية «درع الفرات» لطرد تنظيم «داعش» منها. في وقت أكد فيه الرئيس التركي رجب أردوغان أن العملية تستهدف «داعش»، والمقاتلين الأكراد.

وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد»، أحمد عثمان، لـ«فرانس برس» عبر الهاتف: «باتت جرابلس محررة بالكامل»، الأمر الذي أكده مصدر في المكتب الإعلامي لـ«حركة نور الدين زنكي»، مشيراً إلى انسحاب تنظيم «داعش» إلى مدينة الباب، التي باتت معقله الأخير في محافظة حلب.

وشن الجيش التركي، مدعوماً بقوات التحالف الدولي، عملية غير مسبوقة، أمس، في سورية حيث أرسل دباباته وطائراته المقاتلة، لطرد «داعش» من مدينة جرابلس، على الجانب الآخر من الحدود.

وسيطرت الفصائل المعارضة السورية، المدعومة من أنقرة، «على قرية ككلجة، على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب من جرابلس، وثلاثة كيلومترات داخل الأراضي السورية»، وفق ما أعلنت وكالة «أنباء الأناضول» التركية، التي أكدت أن 1500 مقاتل معارض منتشرون في المنطقة.

وبعد ساعات من شن العملية فجر أمس، دخلت 10 دبابات الأراضي السورية، متجهة الى مواقع التنظيم في جرابلس، بحسب مصور «فرانس برس» في كركميش، المدينة التركية الصغيرة على الجانب الآخر من الحدود، والتي أخليت أول من أمس.

وقال وزير الداخلية التركي أفكان آلا: «سيتم اجتثاث هذا التهديد في وقت قصير»، ملمحاً إلى أن العملية العسكرية ستكون قصيرة.

وكان عدد صغير من عناصر القوات الخاصة التركية، توغل أولاً كيلومترات عدة داخل الأراضي السورية، لتأمين المنطقة قبل توغل الدبابات.

ثم ألقت طائرات «إف-16» تركية، مدعومة من طائرات التحالف الدولي، قنابل على أهداف للتنظيم في جرابلس، في أول هجوم من نوعه، منذ أن أسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في نوفمبر 2015، فوق الحدود التركية السورية، بحسب قنوات التلفزيون.

وجرابلس، التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، بينهم الكثير من التركمان السوريين، تشكل آخر نقطة عبور، يسيطر عليها التنظيم على الحدود السورية التركية.

وبعد أن اتهمت لفترة طويلة بالتساهل مع المتطرفين، تؤكد السلطات التركيا حالياً أن هدفها يتمثل في اجتثاث «داعش».

في السياق، قال مسؤول أميركي، موجود مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور تركيا، إن واشنطن تقدم دعمها لعملية «درع الفرات»، في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مع وجود مستشارين عسكريين «كما يمكن أن تقدم دعماً جوياً عند الحاجة».

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته: «نريد مساعدة الأتراك على تخليص الحدود، من وجود تنظيم داعش».

لكن الرئيس التركي، رجب أردوغان، أعلن أن العملية تهدف إلى «إنهاء» المشكلات على الحدود التركية، ولا تستهدف فقط تنظيم «داعش»، وإنما المقاتلين الأكراد.

وقال أردوغان «أطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي (داعش)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) الإرهابيتين». وأضاف أن تركيا «لن تسمح بـ(فرض) أي أمر واقع في سورية». وتنظر أنقرة بقلق إلى كل محاولة من الأكراد السوريين، لإقامة منطقة ذاتية، على طول حدودها مع سورية.

وندد رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، صالح مسلم، في تغريدة بالعملية. وكتب: «تركيا في المستنقع السوري، وستهزم كما هزم (داعش)».

في الأثناء، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس «تشيد بتكثيف جهود تركيا الشريك في التحالف، في مجال مكافحة (داعش)».

ونددت سورية بالعملية العسكرية التركية في أراضيها، معتبرة ذلك «خرقاً سافراً»، وفق مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن المسؤول قوله: «تدين سورية عبور دبابات ومدرعات تركية عند الحدود السورية التركية إلى مدينة جرابلس، تحت غطاء جوي من طيران التحالف الأميركي، الذي تقوده واشنطن، وتعتبره خرقاً سافراً لسيادتها».

واعتبر أن «محاربة الإرهاب ليست في طرد (داعش)، وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه، مدعومة مباشرة من تركيا»، مشدداً على أن «محاربة الإرهاب على الأراضي السورية، من أي طرف كان، يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري».

بدورها، أعربت روسيا عن «قلقها العميق»، إزاء عملية الجيش التركي في سورية، مشيرة إلى أنها تخشى احتمال تفاقم التوتر بين أنقرة والميليشيات الكردية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا على أساس القانون الدولي، وعبر حوار بين الاطراف السورية، بمشاركة كل المجموعات الاتنية والطائفية بما يشمل الأكراد».

وأعلن نائب الرئيس الأميركي، أمس، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، أن واشنطن أبلغت الميليشيات الكردية بعدم العبور إلى غرب نهر الفرات، حيث تقع بلدة جرابلس. وقال: «قلنا بوضوح إنه على هذه القوات أن تعبر مجدداً النهر»، مشيراً إلى «قوات سورية الديمقراطية»، التي يشكل المقاتلون الأكراد القسم الأكبر منها.

وشدد بايدن على أن القوات الكردية «لن تلقى أي دعم من الولايات المتحدة، إذا لم تحترم تعهداتها، نقطة على السطر». وجدد يلديريم تأكيد أن تركيا «لن تسمح بوجود أي كيان كردي على حدودها» مع سورية.

تويتر