«سورية الديمقراطية» توسّع هجومها على «داعش» قرب الرقة

استقالة كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية إلى جنيف

صورة

استقال كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، محمد علوش، مساء أول من أمس، بسبب محادثات جنيف بجولاتها الثلاث، مع استمرار المعارك، وعدم إحراز تقدم في الملف الإنساني، في وقت وسّعت «قوات سورية الديمقراطية» نطاق هجومها ضد تنظيم «داعش» قرب معقله الرئيس في مدينة الرقة، مستهدفة منطقة الطبقة التي يسيطر فيها التنظيم على قاعدة جوية غير مستخدمة.

وقال علوش في بيان نشره على حسابه على «تويتر»، «لم تكن التجربة التي مرت بها المفاوضات في الجولات الثلاث ناجحة، بسبب تعنت النظام واستمراره في القصف والعدوان على الشعب السوري، وعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته، خصوصاً ما يتعلق بالجانب الإنساني من فك الحصار وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين، والالتزام بالهدنة» السارية منذ 27 فبراير برعاية روسية ــ أميركية.

وأضاف «وحيث إني كنت مصرّاً مع زملائي في الهيئة والوفد على عدم التنازل عن ثوابت الثورة بتحقيق انتقال سياسي لا وجود لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد ورموز نظامه فيه، وبينت أكثر من مرة ان المفاوضات إلى ما لا نهاية هي ضرب من العبث بمصير هذا الشعب، فإنني أعلن انسحابي من الوفد، وقدمت استقالتي إلى الهيئة من منصب كبير المفاوضين».

وعلوش الذي عين كبيراً لمفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر الماضي، ينتمي إلى «جيش الإسلام» الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق.

ويعد «جيش الإسلام» من أبرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية، ويتهمه ناشطون معارضون بالتورط في خطف ناشطين حقوقيين في دوما.

وتأتي استقالة علوش بعد أيام من إبلاغ مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا مجلس الأمن الدولي، أنه لا ينوي استئناف المفاوضات قبل أسبوعين أو ثلاثة.

ولم تحقق جولات المفاوضات الثلاث التي بدأت في نهاية يناير أي تقدم ملحوظ، وهي تصطدم دائماً بتمسك طرفي النزاع بمواقفهما حيال مستقبل الأسد. وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، مشترطة رحيل الأسد، مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصرّ الوفد الحكومي على أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش في جنيف، مقترحاً تشكيل حكومة وحدة موسعة تضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية» وعن السلطة الحالية.

وتعليقاً على استقالة علوش، اعتبرت المتحدثة باسم دي ميستورا، جوزيفين غيريرو، أنها «مسألة داخلية في الهيئة العليا للمفاوضات». وقالت «نتطلع إلى مواصلة العمل مع جميع الأطراف، لضمان تقدم العملية» السياسية.

أما الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط للدراسات شارلز ليستر، فاعتبر أن استقالة علوش قد تكون بمثابة إنذار لنهاية المفاوضات، وبحسب ليستر فإن هذه الاستقالة قد تؤدي إلى انسحابات اخرى من بينها رئيس وفد الهيئة العميد أسعد الزعبي.

وقال ليستر إن «الفصائل المسلحة تهدد منذ مدة بالانسحاب من المفاوضات»، مضيفاً «في حال لم يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حلول لتحسين الأوضاع ميدانياً، فإن انسحاب فصائل معارضة أخرى سيصبح أمراً محتوماً».

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات سورية الديمقراطية» المؤلفة من تحالف كردي ــ عربي، مشكل بغالبيته من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وسعت نطاق هجومها ضد «داعش» قرب معقله الرئيس في مدينة الرقة. وبعد هجوم شنته القوات على مناطق يسيطر عليها التنظيم شمال الرقة، الأسبوع الماضي، وسعت، أمس، العملية لتشمل استهداف منطقة الطبقة، التي يسيطر عليها التنظيم على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. وانتزع التنظيم السيطرة على قاعدة الطبقة الجوية من قوات الحكومة في 2014، في ذروة توسعه السريع في العراق وسورية، وأسفر الهجوم آنذاك عن مقتل عشرات الجنود السوريين هناك.

وتتقدم «قوات سورية الديمقراطية» صوب الطبقة من عين عيسى، وهي بلدة تسيطر عليها القوات، وتقع على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي.

ولمنطقة الطبقة أهمية، لأنها تربط مدينة الرقة بالمناطق التي يسيطر عليها التنظيم قرب حلب. وقال المرصد إن الطبقة ستكون هدفاً عسكرياً صعباً، لأن التنظيم يخزّن كميات كبيرة من الأسلحة هناك.

وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أنه سيتعين على القوات أن تعبر نهر الفرات للوصول إلى بلدة الطبقة، الأمر الذي يزيد صعوبة أي هجوم.

تويتر