«التنظيم» يحاصر مارع في ريف حلب.. و100 ألف سوري محاصرون قرب حدود تركيا

غارات كثيفة للتحالف على مـواقع «داعش» في ريف الرقــــــــة.. وتقدم للأكراد

مدنيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن انفجار سيارة مفخخة خارج مسجد شعيب وسط مدينة إدلب. رويترز

نفذ التحالف الدولي أكثر من 150 غارة على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في شمال سورية، منذ بدء هجوم مزدوج تشنه «قوات سورية الديمقراطية» في ريف محافظة الرقة، حيث حققت تقدماً كبيراً، وانترعت السيطرة على 10 قرى، في حين تمكن التنظيم، إثر هجوم مباغت، أمس، من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى مدينة مارع، ثاني أهم معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو 100 ألف سوري عالقين قرب الحدود التركية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن الاشتباكات المستمرة في ريف الرقة الشمالي بين تنظيم «داعش» و«وقوات سورية الديمقراطية» ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل، استهدفت مواقع عناصر التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض.

وتوفر غارات التحالف وكذلك قوات أميركية خاصة على الأرض الدعم والاسناد لـ«قوات سورية الديمقراطية»، التي بدأت هجومها الثلاثاء الماضي في ريف الرقة.

وأكد عبدالرحمن أن «هناك تكثيفاً كبيراً في الضربات، لكن كانت الأقوى في أول يوم للهجوم»، موضحاً أن كل صاروخ تطلقه طائرة يشكل «ضربة».

وأكد التحالف الدولي تنفيذ ضربات بالقرب من عين عيسى والرقة.

وأضاف مدير المرصد أن «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية، على رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية، تمكنت من تحقيق تقدم في ريف عين عيسى لنحو خمسة كيلومترات، والسيطرة على نحو 10 قرى ومزارع، منها النمرودية وقرتاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة، إضافة إلى مزارع أخرى قريبة منها.

وقال إن الاشتباكات وضربات التحالف «أسفرت منذ بدء الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 31 عنصراً من داعش، إضافة إلى معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سورية الديمقراطية يتم التكتم عليها من قبل القوات».

وأكد عبدالرحمن أنه «لا يوجد قتلى من المدنيين، لأن القرى والحقول التي تشهد معارك هي شبه خالية من المدنيين».

أما بالنسبة للرقة، فإن «داعش لا يعطي تصاريح خروج للسكان الراغبين في المغادرة، وأصبح الخروج صعباً حتى للمرضى».

وتمكنت بعض العائلات من الهروب من مدينة الرقة باتجاه محافظة إدلب الى الغرب، وهي مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة و«جبهة النصرة»، ولايزال 300 ألف شخص يعيشون في مدينة الرقة.

وقال أبومحمد، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، إن السكان يدفعون للمهربين 400 دولار عن كل شخص لإخراجهم من المدينة. وكانت هذه الحملة حذرت من أن التنظيم يستخدم السكان «دروعاً بشرية».

وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في تعزيز التنسيق بين موسكو وواشنطن في قضية تحرير مدينة الرقة من «داعش».

ونقلت شبكة «روسيا اليوم» الأخبارية الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، قوله، أمس، إن الجانب الروسي يتبادل المعلومات مع الأميركيين يومياً على مستوى وزيري الخارجية ووزارتي الدفاع للبلدين، لبحث تطورات الوضع، والالتزام بوقف إطلاق النار، ورصد انتهاكات.

وأضاف أن موسكو تدعو لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف، تحت إشراف الأمم المتحدة، بأسرع وقت ممكن.

وفي محافظة حلب، شن تنظيم «داعش» هجوماً مباغتاً على عدد من المناطق، وتمكن من تشديد الحصار على مدينة مارع.

ويهدد الهجوم سيطرة المعارضة على ما يسمى «جيب أعزاز»، الذي يقع داخله «معبر السلامة» الحدودي مع تركيا.

وقال رامي عبدالرحمن إن التقدم الجديد وضع بلدة إعزاز الحدودية في مرمى نيران «داعش». وأكد أن التنظيم سيطر «على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، في تقدم هو الأبرز لداعش في المنطقة منذ عام 2014».

وبتقدمه هذا، قطع التنظيم «طريق الإمداد الواصلة بين مدينة إعزاز ومدينة مارع»، ثاني أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب بعد إعزاز.

وبحسب الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء القريبة من المعارضة، مأمون الخطيب، الموجود في اعزاز، باتت مارع «محاصرة بشكل تام، بعدما تمكن داعش من السيطرة على قريتين تقعان على الطريق الواصل بين مارع وإعزاز».

وقال «الوضع كارثي وصعب جداً مع وجود 15 ألف مدني محاصرين داخل المدينة، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، عدا عن العسكريين».

ودفع هجوم التنظيم المنظمات الإنسانية والناشطين المعارضين إلى اخلاء مخيمين على الأقل في منطقة إعزاز، لقربهما من مناطق الاشتباك، وفق الخطيب.

وقال مدير العمليات في منظمة «أطباء بلا حدود» في الشرق الأوسط بابلو ماركو، أمس، إن المنظمة «اضطرت إلى إجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة»، بعدما وصلت المعارك على بعد ثلاثة كيلومترات عنه.

وأضاف «مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار».

وأبدت المنظمة «قلقها الشديد» على «مصير ما يقدر بـ100 ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات»، بعد ساعات على شن التنظيم هجوماً «مفاجئاً» في ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية.

بدوره، أكد التنظيم في بيان تناقلته مواقع تعنى بأخبار الجماعات المتطرفة، أنه شن «هجوماً مباغتاً، وتسلل إلى عدد من القرى» في ريف حلب الشمالي.

كما ذكر المرصد أن مقاتلات سورية قصفت أماكن في منطقة فرن الشهداء ببلدة حريتان الواقعة في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد، إن شخصين قتلا، وأصيب العشرات بانفجار سيارة قرب مسجد شعيب وسط مدينة إدلت مكز المحافظة.

تويتر