واشنطن ترفض شن غارات مشتركة مع موسكو في سورية.. والنظام يقصف الغوطة بـ 20 برميلاً متفجراً

التحالف يلقي للمـرة الأولى منشورات تطلب من سكان الرقة مغـادرتها

صورة

ألقى التحالف الدولي، للمرة الأولى، منشورات، طلب فيها من سكان مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، مغادرتها. في وقت اقترحت موسكو على واشنطن شن غارات مشتركة في سورية، اعتباراً من 25 مايو الجاري، لاستهداف «جبهة النصرة»، وغيرها من الجماعات التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار، لكن واشنطن سارعت إلى رفض الاقتراح، مشددة على أنها «لا تتعاون» عسكرياً مع روسيا في سورية. في حين قصفت مروحيات النظام السوري مزارع قرب منطقة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، بما لا يقل عن 20 برميلاً متفجراً.

وقالت حملة «الرقة تذبح بصمت»، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ألقى أول من أمس، للمرة الأولى منشورات طلب خلالها من سكان مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية، مغادرتها.

وقال «أبو محمد»، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف منشورات فوق الرقة، لكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان، وتطلب منهم المغادرة».

وأوضح أن المنشورات الأخرى، كانت تتوجه إلى عناصر تنظيم «داعش»، بالقول: «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم».

ونشرت حملة «الرقة تذبح بصمت»، على حسابها على موقعي «تويتر» و«فيس بوك»، صوراً للمنشور، وهو عبارة عن رسم يظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفلاً، وهم يركضون ابتعاداً عن لافتة كتب عليها «داعش - ولاية الرقة - نقطة تفتيش»، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر، وحولهم جثث للمتطرفين.

وكتب على المنشور: «حان الوقت الذي طالما انتظرتموه، آن الأوان لمغادرة الرقة».

ورأى «أبومحمد»، وهو ناشط يقدم نفسه باسم مستعار، ويعمل سراً كما الناشطون الآخرون في الحملة، أن السبب خلف تلك المنشورات الجديدة يعود الى «وجود (داعش) بين المدنيين، واتخاذهم كدرع بشرية»، مضيفاً «في السابق كانت لـ(داعش) مقار واضحة، ومنذ بدء الحملة الجوية ضدهم، باتوا يلجؤون إلى الاختباء بين المدنيين».

من جهته، أكد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحاً أن تكون «تلك المنشورات مجرد جزء من الحرب الإعلامية ضد (داعش)»، لكنه تحدث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد التنظيم في الرقة، بدعم من التحالف الدولي»، مستبعداً حصول الهجوم على الفور «كون الرقة تحتاج إلى التخطيط لمعركة ضخمة، وأعداد كبيرة من المقاتلين، وحاضنة شعبية».

من ناحية أخرى، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، أن بلاده عرضت على الولايات المتحدة، والتحالف الدولي، شن غارات مشتركة ضد «مجموعات إرهابية» في سورية، اعتباراً من 25 مايو الجاري.

وقال، خلال اجتماع بوزارة الدفاع نقله التلفزيون الروسي: «نعرض على الولايات المتحدة أن تبدأ القوات الجوية الروسية وطيران التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، بالتخطيط وشن غارات جوية معاً، اعتباراً من 25 مايو» ضد مجموعات «إرهابية»، بينها «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية.

وتقترح روسيا أن تستهدف هذه الضربات، أيضاً قوافل الأسلحة، بما في ذلك التي تعبر إلى سورية من تركيا.

وأضاف شويغو أن الاقتراح طرح بالتنسيق مع الحكومة السورية، وجرت مناقشته مع خبراء عسكريين أميركيين في العاصمة الأردنية عمان.

وأوضح شويغو أن روسيا تحتفظ من جهة أخرى «بحق شن ضربات بشكل أحادي، اعتباراً من 25 مايو ضد مواقع التنظيمات الإرهابية، والمجموعات المسلحة غير الشرعية، التي لا تحترم وقف إطلاق النار».

وفي واشنطن، رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاقتراح الذي عرضته موسكو.

وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس «لا نتعاون ولا ننسق مع الروس» في شأن العمليات العسكرية في سورية.

وأوضح أن هدف العمليات العسكرية الروسية والأميركية ليس نفسه، مضيفاً أن «العمليات الروسية تقضي بدعم وإسناد نظام (الرئيس بشار) الأسد، في حين أننا نركز فقط على إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش».

وأكد أن موسكو لم تتقدم باقتراح رسمي لواشنطن حول الغارات المشتركة، وقال «لم أشاهد سوى المقالات الصحافية نفسها التي شاهدتموها، لم نتلق أي شيء رسمي».

إلى ذلك، أفاد المرصد بأن خمس طائرات مروحية، تابعة للنظام السوري، ألقت ما لا يقل عن 20 برميلاً متفجراً على مزارع محيطة بأوتوستراد السلام، قرب منطقة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وذكر أن قوات النظام السوري استهدفت أيضاً مناطق في أطراف مدينة داريا بالرشاشات الثقيلة، إلا أنه أفاد بأنه لم ترد معلومات عن إصابات، بينما قتل رجل من مدينة التل، جراء التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية. وأشار إلى أن اشتباكات في أطراف القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، وقعت بين «حزب الله» اللبناني مدعماً بقوات النظام والمسلحين الموالين له من طرف، والفصائل المقاتلة من طرف آخر.
 

تويتر