مقتل 19 مدنياً في قصف جوي على مدينة حلب وريفها

دي ميستورا يختتم محادثات جنيف اليوم ويطلع مجلس الأمن على التــطورات

مدنيون يسعفون شاباً أصيب بغارة جوية على حي الفردوس الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. أ.ف.ب

يختتم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، اليوم، جولة المحادثات الحالية في جنيف، وسيطلع مجلس الأمن اليوم على تطورات، فيما تحدث وفد النظام عقب لقائه دي ميستورا، أمس، عن محادثات «مفيدة ومثمرة». في حين قتل 19 مدنياً، بينهم خمسة عناصر من الدفاع المدني، في غارات جوية استهدفت أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها الغربي في شمال سورية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، أمس، إن دي ميستورا سيطلع القوى الكبرى في مجلس الأمن، على الموقف في محادثات السلام السورية في وقت متأخر اليوم، بعد ختام الجولة الحالية من المحادثات.

وذكر المتحدث أحمد فوزي أن دي ميستورا سيلقي كلمة في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي من جنيف. وأضاف في إفادة إخبارية «طلب منه إبلاغ مجلس الأمن وعليه إبلاغ مجلس الأمن أولاً».

من جهته، قال رئيس وفد النظام، مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين، أمس، بعد الاجتماع مع دي ميستورا إن الجولة الأخيرة من المحادثات كانت «مفيدة ومثمرة».

ورفض الجعفري تلقي أسئلة من الصحافيين.

في السياق، أعلن المعارض السوري المقرب من موسكو والقيادي في «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، قدري جميل، في جنيف أن وفده طلب من دي ميستورا إجراء مفاوضات مباشرة وتوحيد المعارضة في وفد واحد.

وبعد لقاء جمع دي ميستورا، أمس، بوفد يضم شخصيات من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين عن مؤتمر القاهرة، قال جميل «طالبنا بمفاوضات مباشرة وطلبنا من دي ميستورا أن يقوم بمساعيه الحميدة بجهد في هذا الاتجاه، لأن المفاوضات المباشرة تسرع التقدم».

وأضاف «طالبنا أيضاً جمع المعارضة في وفد واحد». وأكد أن «الوضع الحالي في ظل وجود وفود عديدة هو وضع غير طبيعي وشاذ، ويجب ألا يستمر»، مشيراً إلى أن «الجاد بالوصول إلى نتيجة يعني أن يسعى إلى وفد واحد».

وأوضح أن «وفداً واحداً لا يعني وفداً موحداً، فالتجمع في وفد واحد لا يعني التوافق على المواقف، وإنما على الحدود الدنيا الممكنة».

واعتبر أن «هذا هو الطبيعي لأنه يعكس وضع المعارضة السورية التي هي معارضة تعددية».

وبخلاف الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، والتي تصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو أو تلك المقبولة من النظام برحيله الفوري.

وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات الأسبوع الماضي مشاركتها في جولة المحادثات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الانسانية وانتهاكات تتهم بها قوات النظام لاتفاق وقف الاعمال القتالية.

وعلى الرغم من ذلك، استمرت الجولة الراهنة من المفاوضات الصعبة حول سورية بوجود الوفد الحكومي، ووفد المعارضة المقربة من موسكو، وشخصيات من مؤتمر القاهرة، ووفد ثالث من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

وقال جميل «نحن قمنا بكل وظائفنا، واليوم ننتظر الامم المتحدة أن تقوم بوظيفتها ما بين الجولتين، أي غربلة وتجميع الآراء المختلفة وتقديم شيء ما يعكس التقاطعات، فمهمة الأمم المتحدة تدوير الزوايا».

على الصعيد الميداني، قال الدفاع المدني، أمس، إن 19 مدنياً بينهم خمسة عناصر من الدفاع المدني، قتلوا في غارات جوية استهدفت أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها الغربي.

ونفذت طائرات حربية، بحسب مراسل لـ«فرانس برس»، غارات جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وأسفر القصف الجوي، وفق ما قال مسؤول في الدفاع المدني، عن «مقتل 14 مدنياً كحصيلة أولية في احياء الفردوس وكرم البيك وباب النيرب وطريق الباب».

وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن الغارات الجوية أصابت أبنية سكنية وطرقاً عامة.

وأظهرت صور التقطها مصور «فرانس برس» دماراً في حي الفردوس، حيث تحطمت واجهات مبانٍ، وتناثر الحطام في الشارع الضيق. وبدا رجلان وهما يمسكان بشاب مصاب في رأسه ورجله اليسرى.

وتشهد مدينة حلب بقسميها الشرقي والغربي (الواقع تحت سيطرة النظام) حالة من الشلل جراء التصعيد العسكري المتبادل منذ خمسة أيام. وفي الأحياء الشرقية، أفاد مراسل «فرانس برس» بأن غالبية السكان باتوا يفضلون البقاء في منازلهم خلال النهار ليقوموا بأعمالهم مساء حين تتراجع حدة القصف.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تشهد الاحياء الغربية أيضاً «حالة من الشلل»، خصوصاً بعد القصف العنيف الذي تعرضت له أمس من الفصائل المقاتلة، وأسفر عن مقتل 19 مدنياً، وإصابة 120 آخرين بجروح.

وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الروسي الأميركي المدعوم من مجلس الامن، والذي بدأ تطبيقه منذ 27 فبراير. ويتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، لاسيما في حلب ومحيطها، ما يثير خشية من انهياره بالكامل.

وفي بلدة الاتارب في ريف حلب الغربي، قتل خمسة عناصر من الدفاع المدني، وأصيب آخرون في قصف جوي استهدف مركزاً للتدريب تابعاً لهم، وفق ما أورد الدفاع المدني في تغريدة على «تويتر».

ونشر الدفاع المدني صور عناصره الخمسة، ووصفهم بـ«الأبطال»، وصوراً للدمار الذي لحق بالمركز، حيث تضررت سيارة إطفاء وسيارة إسعاف.

تويتر