اتفاق على عودة الهدوء إلى القامشلي.. وأوباما يعتبر من الخطأ إرسال قوات برية إلى سورية

14 قتيلاً بقصف على حلب.. وغارات للنظام في أرياف حمص ودمشق

سوريون يتفقدون حجم الدمار في حلب نتيجة غارات النظام على المدينة وضواحيها. رويترز

قُتل 14 مدنياً على الأقل، أمس، جراء القصف المتبادل بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة، لليوم الثالث على التوالي، في مدينة حلب، وفي حين سقط قتلى وجرحى في غارات مماثلة على ريف حمص الشمالي وريف دمشق، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه من «الخطأ» التدخل برياً للإطاحة بنظام الرئيس، بشار الأسد.

في الأثناء، توصل مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي، ويتضمن تثبيت الهدنة وتبادل المعتقلين بين الطرفين.

وتفصيلاً، تشهد مدينة حلب، منذ ثلاثة أيام، وضعاً أمنياً متدهوراً، مع تصعيد قوات النظام قصفها للأحياء الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، ورد الأخيرة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف.

وأفاد مصدر في حلب بأن طائرات حربية سورية وروسية أغارت، أمس، على أحياء في المدينة، بينها حي الأشرفية، ما أسفر عن مقتل شخصين. وقال ناشطون إن القصف استهدف أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة، بينها الصاخور والشعار والمواصلات والصالحين وقرلق والسكري، وتقع بعض المناطق المستهدفة في حلب القديمة.

وفي الأحياء الشرقية، قتل ثمانية مدنيين في غارات مكثفة للطائرات السورية، بحسب ما قال مصدر في الدفاع المدني.

وأوضح المصدر «سقط خمسة قتلى جراء غارة جوية استهدفت سوقاً للخضراوات في حي الصاخور»، كما قتل مدنيان آخران في قصف جوي على حي الشعار، وثالث في حي الأتارب.

وأشار المصدر إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب إصابات بينها حالات خطيرة.

وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن «المستشفيات الميدانية في الأحياء الشرقية تطلب التبرع بالدم جراء النقص وعدد الإصابات المرتفع في حي الصاخور».

وفي الأحياء الغربية، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن «مقتل ستة مدنيين، بينهم طفلتان، جراء قذائف استهدفت أحياء منيان وحلب الجديدة والموكامبو».

وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في المكان، بأن القذائف توالت على الأحياء الغربية فجر أمس.

واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن الانتهاكات في حلب من جانب قوات النظام والفصائل المقاتلة، على حد سواء، تعني أن الهدنة «انتهت».

وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب»، التي تنضوي في إطارها عشرات الفصائل المقاتلة، في بيان «نمهل المجتمع المدني مدة 24 ساعة للضغط على النظام وحلفائه نحو وقف هذه الهجمات الغاشمة ضد المدنيين، وإلا فإننا.. سنكون في حل كامل لاتفاق الهدنة».

وفي ريف حمص الشمالي، بوسط سورية، أغار الطيران الحربي السوري، أمس، على بلدات الحولة وتلدو وتل الذهب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن طفلاً قتل في الحولة جراء غارة جوية، في حين أصيب آخرون في قصف مدفعي من قوات النظام السوري على بلدة كفرلاها بالمحافظة نفسها.

كما قالت لجان التنسيق إن ثلاثة أشخاص قتلوا إثر غارات شنتها مروحيات سورية على الجبل الشرقي في مدينة الزبداني بريف دمشق.

وتجددت الغارات الجوية، أمس، في أكثر من منطقة بسورية، بينما تدور اشتباكات بين قوات النظام السوري وبين فصائل سورية في جبهات بمحافظات اللاذقية وحلب وريف دمشق.

تأتي تلك التطورات الميدانية في حين أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أنه «سيكون من الخطأ إرسال قوات برية وقلب نظام الأسد»، مشيراً إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكل الدول الغربية المشاركة في التحالف ضد تنظيم «داعش» في سورية.

وأضاف اوباما «لكني أعتقد حقاً أن بوسعنا ممارسة ضغوط على المستوى الدولي على كل الأطراف الموجودة (في الساحة السورية) لكي تجلس حول الطاولة وتعمل على التفاوض من أجل مرحلة انتقالية»، ذاكراً روسيا وإيران، اللتين تقدمان الدعم للنظام السوري، والمعارضة.

وتضغط الولايات المتحدة من أجل إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، التي تواجه عقبات عدة، وتستمر حتى يوم الأربعاء، على الرغم من تعليق وفد المعارضة الأساسي مشاركته فيها.

وكرر أوباما كذلك القول إن «الحل العسكري وحده» لن يسمح بحل المشكلات على المدى البعيد في سورية.

وفي القامشلي، وبعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والأكراد، تم التوصل، فجر أمس، إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى المدينة.

ويتضمن الاتفاق، وفق ما أعلنت الهيئة الداخلية التابعة للإدارة الذاتية للأكراد، تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتبادل المعتقلين، ورفع حالة الطوارئ في المدينة، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وأكد مصدر أمني كردي لـ«فرانس برس» أن الاتفاق ينص على الإفراج عن الأكراد الموقوفين في القامشلي منذ ما قبل عام 2011، كما سيحتفظ المقاتلون الأكراد بالمناطق التي سيطروا عليها خلال الاشتباكات، مثل سجن علايا، وشوارع ونقاط أخرى تابعة لقوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.

تويتر