دي ميستورا يستأنف اليوم محادثاته.. ومقتل 11 مدنياً في معارك وقصف بمدينة حلب

كبير مفاوضي المعارضة الســـورية يدعو إلى قتال النظام رغم الهدنـــــة

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته أمس مخيم الدلهمية للاجئين السوريين في منطقة البقاع اللبناني. رويترز

دعا كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف محمد علوش، أمس، إلى قتال قوات النظام، رغم وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق عدة منذ 27 فبراير الماضي، بالتزامن مع مقتل 11 مدنياً في مدينة حلب جراء معارك هي الأعنف منذ بدء الهدنة التي باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتفصيلاً، كتب كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات والموجود بجنيف، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر، «إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام... ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان».

وعلوش الذي عين كبيراً لمفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر، ينتمي إلى «جيش الإسلام»، الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق. ويُعد «جيش الإسلام» من أبرز الفصائل الموقعة اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق سورية عدة منذ 27 فبراير بموجب اتفاق روسي أميركي، لكنه يتعرض لانتهاكات متكررة أخبراً.

وفي تغريدة ثانية، توجه علوش إلى الفصائل المقاتلة في سورية بالقول «نحن معكم جميعاً، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصياً مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف».

ولم يصدر أي موقف رسمي حول مواقف علوش من الهيئة العليا للمفاوضات التي عقدت اجتماعاً مع منسقها العام رياض حجاب وتلتقي عدداً من السفراء الغربيين والعرب. لكن عضواً في الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة قال لوكالة فرانس برس أمس، ان موقف علوش يعبر عن «وجهة نظر شخصية».

وتأتي مواقف علوش غداة إعلان عضو مفاوض في وفد الهيئة العليا للمفاوضات لوكالة فرانس برس، أن الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا نقل إلى وفد المعارضة اقتراحاً ينص على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته اليهم، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.

وأكد عضو الفريق الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف يحيى العريضي، لفرانس برس، أن «موقف علوش يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات أن تتبناه».

وشدّد العريضي على أنه «لا يمكن للمعارضة أن تتنازل عن ثوابتها الرئيسة في ما يتعلق برحيل بشار الأسد عن السلطة» في المرحلة الانتقالية، مضيفاً «جئنا إلى جنيف لبحث الانتقال السياسي بناء على القرارات الدولية ذات الصلة وبيان جنيف 1».

ويُشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف رئيسة بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما، إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره صناديق الاقتراع فقط وتقترح تشكيل حكومة موسعة.

وعقدت الهيئة العليا للمفاوضات أمس، اجتماعاً مطولاً في مقر إقامتها في جنيف برئاسة رياض حجاب غداة وصوله السبت. ومن المقرر أن تلتقي وفق ما أكد مصدر معارض لفرانس برس في جنيف «مجموعة من سفراء الدول الغربية والعربية الصديقة للشعب السوري، للتداول في آخر المستجدات».

وشدّد الائتلاف السوري المعارض، أبرز مكونات الهيئة العليا للمفاوضات، في بيان السبت على انه «في حال تم طرح أي خطة تخالف تشكيل هيئة الحكم الانتقالي حسب القرارات الدولية، فإنه سيدرس الإجراءات التي سيتخذها ومنها تعليق مشاركة أعضائه في الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض» في جنيف.

ويستأنف دي ميستورا اليوم المحادثات بعد توقف ليومين، ويلتقي الوفد الحكومي برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري، على أن يجتمع مساء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات.

من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 11 مدنياً على الأقل السبت في مدينة حلب جراء معارك هي الأعنف منذ بدء الهدنة.

وبالإضافة إلى مدينة حلب، تتواصل الاشتباكات على جبهات عدة في محافظة حلب بعدما تصاعدت حدتها بداية الأسبوع الجاري.

وأفاد المرصد السوري بـ«مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة ثمانية آخرين بجروح في مدينة حلب، جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد» في الجزء الشرقي من المدينة الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

كذلك، استهدفت الفصائل المقاتلة، بحسب المرصد، بالقذائف وقوارير الغاز الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 20 آخرين بجروح في حيي الخالدية والأعظمية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «هناك تصعيد واضح، هو الأكثر عنفاً، في مدينة حلب وريفها من الأطراف كافة» منذ بدء الهدنة في سورية في 27 فبراير الماضي.

وتابع عبدالرحمن أن «الهدنة في كامل سورية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى جراء هذا التصعيد كون محافظة حلب ومدينتها لها أهمية كبيرة وتوجد فيها أطراف النزاع كافة».

وأضاف أن «حلب تمتلك مفتاح السلام والحرب في سورية».

على صعيد آخر، حصل حزب البعث الحاكم في سورية وحلفاؤه، على معظم مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي غطت المناطق التي يسيطر عليها النظام. وذكرت اللجنة العليا للانتخابات أن المشاركة في استحقاقات الـ13 من أبريل الجاري وصلت إلى 57.56%.

وأكدت المعارضة السورية في الداخل والخارج، رفضها للانتخابات واصفة إياها بغير الشرعية، فيما باركتها موسكو.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى إقامة انتخابات عامة في 2017، في نطاق حل تنص عليه خارطة طريق أقرها مجلس الأمن.

من جهة أخرى، أنهى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس زيارته إلى لبنان، محطته الأولى في رحلة شرق أوسطية، في مخيم

الدلهمية العشوائي في منطقة البقاع الذي تقيم فيه مئات العائلات من اللاجئين السوريين، وذلك غداة تعهده بتقديم مساعدة إنسانية بقيمة 100 مليون يورو.

تويتر