مفاوضات جنيف تدخل يومها الثاني.. و«داعش» يتقدم في شمال سورية

المعارضة تقبل بحكم انتقالي يشمل وزراء من نظام الأسد

دي ميستورا يأسف لعدم وصول مساعدات كافية إلى مناطق سورية محاصرة. أ.ب

قالت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة الرئيسة في سورية، إنها مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكن ليس الأسد نفسه. وفيما أعرب الموفد الدولي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، عن خيبة أمل وإحباط مجموعة العمل الإنسانية جراء النقص الحاصل في إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة من قوات النظام، حقق تنظيم «داعش» تقدماً على حساب الفصائل المعارضة للنظام في محافظة حلب، حيث تدور معارك على أكثر من جبهة.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة الرئيسة، سالم المسلط، في اليوم الثاني من جولة جديدة من المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف، إن هناك العديد من الأشخاص على الجانب الآخر الذين يمكن التعامل معهم. وأضاف أن الهيئة لن تعترض طالما لن يرسلوا «مجرمين» تورطوا في قتل السوريين.

وصرّح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، بأن الانتقال السياسي سيكون محور الجولة الحالية من محادثات السلام، التي تسعى لإنهاء خمس سنوات من الحرب التي أودت بحياة ربع مليون نسمة.

وجاء في قرار للأمم المتحدة خاص بالمحادثات أن هيئة الحكم الانتقالي ستتمتع بسلطات تنفيذية كاملة، وقال المسلط إن الهيئة ستدعو لمؤتمر وطني سيشكل بدوره لجنة دستورية.

وأضاف أن الهيئة العليا للمفاوضات مستعدة لشغل أقل من نصف المقاعد في هيئة الحكم الانتقالي، مادامت ترضي السوريين، وتتوصل إلى تسوية سياسية.

واستطرد أنه إذا مارست روسيا، حليفة سورية الرئيسة، ضغوطاً على حكومة دمشق، وإذا كان وفد الحكومة جاداً في المفاوضات، فيمكن التوصل إلى اتفاق في الجولة الحالية.

وتمسكت الهيئة العليا للمفاوضات دوماً بعدم وجود مكان للأسد في أي حكم انتقالي، لكن المسلط قال إن هناك مجالاً للتفاوض بشأن كيفية رحيله.

وقال إنه من أجل التوصل إلى حل يساعد فعلاً في إنهاء معاناة سورية، يمكن للنظام أن يقترح ما يريد بالنسبة للأسد، وأن يكون ذلك محل نقاش. وأضاف أنه يمكن بحث كل شيء على طاولة الأمم المتحدة، وأن الهيئة العليا للمفاوضات مستعدة لمناقشة هذه الأمور. في الأثناء، أعرب دي ميستورا عن خيبة أمل وإحباط مجموعة العمل الإنسانية حول سورية، جراء النقص الحاصل في إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة من قوات النظام بمعظمها.

وقال دي ميستورا لصحافيين عقب اجتماع عمل عقدته المجموعة التي تضم ممثلين عن 17 دولة، بينهم الولايات المتحدة وروسيا «لا يمكنني أن أنكر أن الجميع يشعر بخيبة الأمل، وعدد كبير من أعضاء المجموعة يشعر بالإحباط، جراء النقص في إرسال قوافل مساعدات جديدة إلى المناطق المحاصرة».

وأضاف «حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى دوما وداريا وحرستا».

وأفاد دي ميستورا بنجاح ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية جواً إلى المدنيين المحاصرين من تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، كان آخرها أمس عبر برنامج الأغذية العالمي.

من جهة أخرى، حقق تنظيم «داعش» تقدماً على حساب الفصائل المعارضة للنظام في محافظة حلب، حيث تدور معارك على أكثر من جبهة. ويأتي تقدم «داعش» غداة تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التنظيم بات في «وضع دفاعي» في سورية كما في العراق.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن «تدور اشتباكات عنيفة في شمال حلب بين الفصائل المقاتلة وتنظيم داعش، بعد تقدم الأخير وسيطرته على ست قرى بالقرب من الحدود التركية، أهمها قرية حوار كلس».

وإضافة إلى المعارك بين «داعش» والفصائل المعارضة، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين أطراف مختلفة على جبهات عدة، من شأنها تهديد الهدنة المعمول بها منذ نهاية فبراير، والتي وصفها أوباما بـ«الهشة».

ويلتقي دي ميستورا وفداً من المعارضة السورية القريبة من موسكو، في عدادها نائب رئيس الوزراء السوري سابقاً قدري جميل المقيم في موسكو، والمتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي.
 

تويتر