واصلت تعقب التنظيم في محيط تدمر غداة طرده منها

القوات النظامية تبدأ هجومـاً لاستعادة مدينة القريتين من «داعش»

صورة بثتها وكالة الأنباء الرسمية السورية لدورية من القوات النظامية في أحد شوارع مدينة تدمر. أ.ب

حققت قوات النظام السوري، أمس، تقدماً في محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش»، وتمكنت من السيطرة على تلال عدة في المنطقة، بدعم من طائرات حربية روسية وسورية، فيما واصلت القوات تعقب التنظيم غداة طرده من مدينة تدمر الأثرية.

 

وقال مصدر عسكري سوري لـ«فرانس برس»، أمس، إن القوات النظامية بدأت صباح أمس، عملية عسكرية لاستعادة مدينة القريتين، مشيراً إلى أن «الجيش أرسل حشوداً إلى مدينة القريتين».

وأضاف «العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم داعش من تدمر»، لكن «العملية العسكرية لم تبدأ فعلياً على الأرض بعد».

وأكد أن «الجيش السوري يعمل أولاً على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانياً على القضاء على المسلحين الذين هربوا الى المناطق القريبة من تدمر».

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام والمسلحين الموالين لها تستعد بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد باتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرق تدمر.

وأشار إلى «معارك عنيفة تدور على أطراف مدينة القريتين، حيث يسعى الجيش الى حماية أطراف تدمر لمنع المتطرفين من العودة إليها مجدداً».

وأوضح أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى في الريف الشمالي الشرقي من مدينة تدمر، التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها أول من أمس، ترافق ذلك مع قصف طائرات حربية روسية وسورية، في حين لايزال بعض العناصر من التنظيم متوارين عن الأنظار داخل المدينة، وسط استمرار قوات النظام بتفكيك الألغام داخلها. وقال إن «معلومات وردت عن البدء بإعادة استخدام مطار تدمر العسكري من قبل المروحيات العسكرية بعد السيطرة عليه من قبل قوات النظام».

وتمكنت القوات النظامية، أول من أمس، بدعم جوي روسي من استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص (وسط)، في خطوة وصفها الرئيس بشار الأسد، بأنها تُعد «إنجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب».

وبحسب المرصد، في حال تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصبح بإمكانه التقدم الى مشارف محافظة دير الزور (شرق) التي يسيطر تنظيم «داعش» على معظمها. وفي الوقت نفسه، فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرق تدمر تمكنه من الوصول الى تخوم محافظة الرقة (شمال) أبرز معاقل التنظيم في سورية.

وأعلنت القيادة العامة للجيش في بيان، أن «السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد التنظيم الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة».

ويبقى أمام الجيش حالياً طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية التي يخضع الجزء الأكبر منها لسيطرة التنظيم.

وغداة طرد التنظيم منها، بدت تدمر أشبه بمدينة «أشباح» وخلت من المدنيين الذين فر معظمهم في الأيام الأخيرة جراء الاشتباكات العنيفة التي تبدو آثارها واضحة على الأبنية والمنازل في الأحياء السكنية.

وعملت القوات النظامية، أمس، على تفجير الألغام والعبوات التي خلفها التنظيم وراءه في الأحياء السكنية والمدينة الأثرية في تدمر.

وبحسب المصدر العسكري، تم تفجير «اكثر من 50 عبوة ولغماً منذ الأحد (أول من أمس)»، في وقت عاودت الطائرات المروحية، أمس، حركة الاقلاع والهبوط في مطار تدمر العسكري.

في السياق، أكد الكرملين، أمس، أن القوات البرية الروسية لم تشارك في العملية التي قام بها الجيش السوري لطرد «داعش» من مدينة تدمر، لكن سلاح الجو الروسي قدم الدعم لقوات الحكومة السورية وسيستمر في ذلك.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف «نتحدث عن دعم جوي من جانب طائراتنا، لا تقوم قواتنا المسلحة بأي عمليات برية هناك».

وأضاف «بعد سحب جزء من فرقتنا (العسكرية) من سورية ستواصل وحدات سلاح الجو الموجودة في قاعدتي حميميم وطرطوس محاربة الجماعات الإرهابية، وستواصل دعم هجوم الجيش السوري».

 

من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، أمس، خلال رئاسته لاجتماع مجلس الأمن القومي، أهمية تحرير مدينة تدمر السورية من قبضة «داعش».

 

إلى ذلك، قال بيسكوف إن بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني تبادلا وجهات النظر بشأن الصراع السوري وعدد من القضايا الأخرى خلال اتصال هاتفي. ولم يقدم الكرملين مزيداً من التفاصيل.

 

ونقل عن روحاني القول إن التعاون والتنسيق بين طهران وموسكو ضروري لتحقيق السلام في سورية. ورحبت إيران، الحليف الإقليمي الرئيس لسورية، أمس، باستعادة القوات السورية مدينة تدمر. ووصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في رسالة الى الأسد، انتصار الجيش السوري في تدمر بأنه «مشرف»، ووعد بأن «الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية ستواصلان دعمهما الكامل» لسورية وسائر قوى «المقاومة» التي تدعم النظام السوري.

 

 

تويتر