توعد بطرد التنظيم من معاقله الرئيسة في سورية

الجيش النظامي يستعيد تدمر من «داعش» ويمهد لنقل المعركة إلى الرقـــــة

عناصر من جيش النظام السوري يتموقعون في تدمر. أ.ب

أعلن جيش النظام السوري، أمس، استعادة السيطرة الكاملة على مدينة تدمر ومطارها بريف حمص الشرقي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، ووعد بطرده من معاقله الرئيسة في سورية، في حين أكد رئيس النظام بشار الأسد أن استعادة مدينة تدمر التاريخية من التنظيم تعتبر إنجازاً مهماً.

وتفصيلاً، ألحق جيش النظام السوري بدعم روسي، أمس، هزيمة ساحقة بتنظيم «داعش» عبر استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية. وهذا الانتصار هو الأكبر للنظام على «داعش» منذ بدء تدخل روسيا في الحرب.

وبعد استعادة المدينة الأثرية، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كلم جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل، والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بالجزء الأكبر منها للتنظيم.

وأشاد الأسد باستعادة السيطرة على المدينة، معتبراً ذلك «إنجازاً مهماً».

وقال الأسد خلال استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً في دمشق أن استعادة تدمر تعد «إنجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب».

وكان مصدر عسكري قال لمراسل وكالة فرانس برس من تدمر بعد معارك عنيفة طوال ليلة السبت «يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية». وأضاف أن «عناصر (داعش) انسحبوا من المدينة».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، إن «معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم داعش»، مؤكداً «أنها اكبر حصيلة يتكبدها في معركة واحدة منذ ظهوره» في أوج النزاع السوري في 2013.

وأضاف أن «ما لا يقل عن 180 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا» في هذه المعارك أيضاً.

ونقل التلفزيون الرسمي صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معركة عنيفة، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف. وأفاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس بأن «وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية» التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف بعضها.

وأعلنت القيادة العامة لجيش النظام السوري في بيان نقله التلفزيون، أن «السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة». وفي وقت سابق أمس أفاد مصدر عسكري لفرانس برس، بأن مقاتلي تنظيم «داعش» «انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور» معاقلهم في شمال وشرق سورية.

كما أكد عبدالرحمن لفرانس برس، أن «عناصر التنظيم انسحبوا بأوامر من قيادتهم في الرقة» مع بقاء «عدد من عناصر التنظيم الذين رفضوا الخروج من المدينة».

وتشكل خسارة تدمر الهزيمة الكبرى الثانية للتنظيم في سورية، بعد طرده من كوباني (شمال) في يناير 2015 في معركة قادتها فصائل مسلحة كردية بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركا.

وتأتي استعادة جيش النظام لتدمر بعد نحو شهر على سريان هدنة في سورية بين النظام وفصائل المعارضة، تلته جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين الأطراف برعاية الأمم المتحدة في سبيل الحل السياسي. وتسعى الأمم المتحدة إلى تنظيم جولة ثانية في 9 - 10 أبريل المقبل.

تويتر