دمشق والمعارضة وتركيا ترفض.. وبوتين يؤكد عودة روسيا إلى سورية إذا اقتضى الأمر

الأكراد يعلنون «النظام الفيدرالي» شمال سورية

صورة

أعلن الأكراد في سورية، أمس، النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية، خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، وفيما رفضت كل من دمشق والائتلاف السوري المعارض النظام الفيدرالي الكردي، قالت تركيا إنها تعارض أي خطوات منفردة لتغيير الهيكل السوري. في الأثناء، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الجيش الروسي يمكنه، في حال الضرورة، أن يعيد نشر طائرات «خلال ساعات» في سورية التي سيتم سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية منها خلال يومين أو ثلاثة.

 

وتفصيلاً، أكد مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأكبر في سورية، سيهانوك ديبو، لـ«فرانس برس» أنه «تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا - شمال سورية»، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك».

 

وقال عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية، الدار خليل «نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا - شمال سورية».

 

وجاء التصويت بالموافقة على إقامة نظام اتحادي في المناطق الثلاث الخاضعة للأكراد، التي تتمتع بالحكم الذاتي، خلال مؤتمر في بلدة رميلان في شمال شرق سورية.

 

والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاثة، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، إضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية أخيراً، خصوصاً في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).

 

وشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثلاً عن شمال سورية، إضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية، وكان هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وأشوريين وتركمان وأرمن.

وأعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفيدرالي الكردي الذي تم إعلانه في شمال سورية، محذراً من تشكيل «كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري».

وأكد الائتلاف في بيان «لا مكان لأي مشروعات استباقية تصادر إرادة الشعب السوري»، وحذر «من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري».

وشدد على أن «تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فيدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده»، بل سيتم ذلك «بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد».

من جانبها، ذكرت الحكومة السورية أنه «لا أساس قانونياً أو لا أثر سياسياً لإعلان الأكراد إقامة نظام فيدرالي».

وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن الحكومة «تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية، تحت أي عنوان كان، بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصدر تأكيده أن «طرح موضوع الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية، ولا قيمة قانونية له».

من جهته، أعلن مسؤول تركي كبير أن بلاده تعارض إقامة أي كيانات جديدة في سورية، وأنه لا يمكن اتخاذ خطوات منفردة على أسس عرقية.

وقال «ينبغي أن تظل سورية واحدة دون إضعافها، وينبغي أن يقرر الشعب السوري مستقبلها بالاتفاق وبموجب دستور، فأي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سورية».

ورغم دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، التي أثبتت أنها الأكثر فعالية في قتال تنظيم «داعش»، أعلنت واشنطن، الأربعاء، أنها «لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سورية».

ولم تتم دعوة فصائل كردية إلى مفاوضات جنيف بجولتيها الأول والثانية، رغم مطالبة روسيا بضرورة إشراك حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سورية.

وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن الجيش الروسي يمكنه، في حال الضرورة، أن يعيد نشر طائرات «خلال ساعات» في سورية، التي سيتم سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية منها خلال يومين أو ثلاثة.

وقال بوتين خلال مراسم تقليد عسكريين عائدين من سورية أوسمة في حال الضرورة، يمكن لروسيا أن تعزز وجودها في المنطقة إلى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك.

وأضاف «هذا ليس ما نريد، فالتصعيد العسكري ليس من مصلحتنا، لذلك نأمل أن يغلّب جميع الأطراف المنطق في سبيل عملية السلام» الجارية في جنيف.

لكنه حذر من أن رد فعل بلاده سيكون سريعاً إن انتهكت فصائل معارضة وقف إطلاق النار المبرم في 27 فبراير.

من جهة أخرى، أكد بوتين إبقاء بطاريات مضادات جوية روسية متطورة من طراز اس-400 في القاعدة الروسية في سورية، في إطار «بعثة قتالية دائمة».

وأكدت روسيا، أمس، أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها في سورية «في غضون يومين إلى ثلاثة»، عملاً بأوامر أصدرها بوتين.

 

 

تويتر