أنقرة لن تسمح بسقوط مدينة إعزاز السورية بيد «قوات سورية الديمقراطية»

الأكراد يتقدمون في حلـب وسط قصف تركي

صورة

حقّقت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، تقدماً في ريف حلب، على الرغم من القصف التركي لمواقعها منذ ثلاثة أيام، وسيطرت على بلدة كفرنايا، التي تقع على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من تل رفعت، فيما أكدت تركيا، أمس، أنها لن تسمح بسقوط مدينة إعزاز السورية، القريبة من الحدود التركية، بأيدي المقاتلين الأكراد، في حين دانت موسكو ما وصفته بالقصف التركي «الاستفزازي».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات تواصلت أمس، بين «قوات سورية الديمقراطية» وفصائل مقاتلة، بينها في الأحياء الغربية لمدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المعارضة للنظام السوري في ريف حلب الشمالي، إلى جانب مارع إلى الشرق منها، وإعزاز شمالاً والأقرب إلى الحدود التركية.

وعلى الرغم من القصف التركي، نجحت «قوات سورية الديمقراطية» في السيطرة على بلدة كفرنايا التي تقع على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من تل رفعت، وفق المرصد.

ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش السوري بغطاء جوي روسي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الأكراد، وشبه محاصرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

في المقابل، ركزت المدفعية التركية، أمس، قصفها على الطريق بين مطار «منغ» العسكري في محافظة حلب ودير الجمال باتجاه تل رفعت، في محاولة لقطع طريق التعزيزات عن «قوات سورية الديمقراطية»، كما استهدفت مناطق وجود الأكراد بين إعزاز وعفرين، الواقعة إلى جنوب غرب إعزاز، وتحديداً قريتي قطمة ومريمين.

وقتل طفلان، أمس، في بلدة دير جمال جراء القصف التركي، بحسب المرصد.

وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سورية في العام 2012، وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الأغلبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في ثلاث مناطق، هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وعين العرب (كوباني)، وسمّيت هذه المناطق «روج آفا»، أي غرب كردستان.

ويسعى الأكراد في معركة حلب إلى ضمان أمن المناطق الثلاث، وربطها ببعض، بغض النظر عن الطرف الذي يقاتلونه.

ويقول مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، ان هذا «خط أحمر بالنسبة للأتراك» الذين يخشون قيام دولة كردية على حدودهم.

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سورية، مع جناحه العسكري «وحدات حماية الشعب»، فرعاً لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي تصنفه «إرهابياً»، وتخوض معه مواجهة منذ عقود.

ويسيطر الأكراد، بحسب المرصد، على ثلاثة أرباع الحدود التركية ــ السورية، وتتقاسم الفصائل المقاتلة وتنظيم «داعش» القسم المتبقي من الحدود.

وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده لن تسمح بسقوط مدينة إعزاز السورية القريبة بأيدي مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي يستهدفها قصف مدفعي تركي منذ ثلاثة أيام.

وقال لصحافيين في طائرة كانت تقله إلى أوكرانيا «لن نسمح بسقوط إعزاز، ولا بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية نحو غرب الفرات، أو شرق (منطقة) عفرين».

وطالب المقاتلين الأكراد في سورية بالانسحاب من مطار «منغ» العسكري، الذي سيطروا عليه الأسبوع الماضي، خلال تقدمهم نحو إعزاز في محافظة حلب، التي تبعد أقل من 10 كيلومترات عن الحدود التركية.

وأضاف داود أوغلو، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إن تي في» للأنباء، «لابد أن ينسحبوا من المطار، وإلا سنجعله غير صالح للاستخدام».

وقال إن «عناصر وحدات حماية الشعب أرغموا على الابتعاد من محيط إعزاز، وإذا ما اقتربوا مجدداً، فسنتصرف بأشد الوسائل».

ووجه مجدداً أصابع الاتهام إلى موسكو، التي تشن منذ نهاية سبتمبر عملية عسكرية دعماً لدمشق، واتهمها باستخدام أكراد سورية.

وقال إن «وحدات حماية الشعب هي حالياً وبصورة واضحة بيدق ضمن المساعي الروسية التوسعية في سورية».

ونفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماز بشدة، أمس، اتهامات النظام السوري بأن الجيش التركي أرسل قوات إلى الأراضي السورية، مكرراً أن بلاده لا تعتزم القيام بذلك.

غير أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، كان أعلن السبت الماضي، أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية.

وقال المسؤول الكردي عبدو إبراهيم، الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، لـ«فرانس برس»، إنه بالإضافة إلى العمل على ضمان «كسر حصار» الفصائل وبينها «جبهة النصرة» على مقاطعة عفرين، فإن أحد أهداف تقدم «قوات سورية الديمقراطية» هو «مواجهة تنظيم داعش، وتحرير ريف حلب الشمالي منه».

وعلى الرغم من نفي الأكراد أي تنسيق مع النظام أو مع روسيا، تترافق الاشتباكات بين «قوات سورية الديمقراطية» والفصائل المقاتلة مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي على مناطق الاشتباكات.

وقال إبراهيم «ليس هناك تنسيق مع الروس»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «القوى الكبرى إن كان روسيا أو التحالف الدولي بقيادة أميركية، مضطرة إلى التعاون مع (قوات سورية الديمقراطية) الأكثر فعالية في مواجهة (داعش)».

وأعربت روسيا، أمس، عن «قلقها الشديد حيال الأعمال العدوانية للسلطات التركية»، معتبرة أن أنقرة تعتمد «خطاً استفزازياً، يشكل خطراً على السلام والأمن ويتجاوز حدود الشرق الأوسط». في المقابل، قال أوغلو «إذا واصلت روسيا التصرف، كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار، فسنوجه إليها رداً حاسماً جداً».

 

تويتر