دمشق تدعو الأمم المتحدة إلى التحرك.. وقتلى في غارات روسية على حلب ودرعا

تركيا تقصف لليوم الثاني منــــــاطق في شمال سورية

عناصر من قوات النظام السوري تتموقع في بلدة دوما. إي.بي.إيه

جدّدت تركيا، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، استهدافها مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب، وذلك غداة إعلان استعدادها للتحرك عسكرياً في سورية، وفيما دعت واشنطن أنقرة إلى وقف القصف، شنت روسيا غارات على حيّ القاطرجي في حلب أوقعت قتلى، في حين قُتلت عائلة بأكملها، بسبب غارت للطيران الروسي على مدينة الحراك بريف درعا.

وفي التفاصيل، أسفر القصف المدفعي التركي، أمس، عن مقتل مقاتلين اثنين، وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان في قوات سورية الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن القصف المدفعي التركي تركز على مناطق سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية خلال الأيام الماضية، بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال، إلى جنوب الشرق منه.

وأكدت وكالة الأناضول التركية قصف الجيش التركي مواقع الأكراد، وأوضحت أن مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في جوار مدينة أعزاز السورية في محافظة حلب، قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود. وأضاف الإعلام التركي، أن دوي القصف كان مسموعاً بوضوح عند المعبر الحدودي المجاور لمدينة كيليس التركية. وبحسب مصادر تركية مقربة من الحكومة، فإن المدفعية التركية ضربت 19 هدفاً، معظمها في ريف حلب الشمالي.

ومساء السبت، وبعد ساعات من إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد، بدأت المدفعية التركية بقصف مواقع سيطرة هؤلاء في ريف حلب الشمالي.

وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن الضربات تأتي «عملاً بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في إعزاز ومحيطها، والتي تشكل تهديداً».

ودعت الولايات المتحدة أنقرة إلى وقف هذا القصف، والمقاتلين الأكراد إلى «عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي»، معربة عن قلقها إزاء الوضع في شمال حلب، ومؤكدة العمل على وقف التصعيد من كل الأطراف.

ودانت دمشق من جانبها القصف التركي للأراضي السورية، وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك، وضرورة اضطلاعها بمسؤوليتها في حفظ السلام والأمن الدوليين. وقال بيان لوزارة الخارجية السورية، إن 12 سيارة مزوّدة برشاشات من نوع دوشكا توغلت داخل الأراضي السورية قادمة من الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي، يصحبها نحو 100 مسلح. وأوضحت الوزارة أن عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة لاتزال مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي إلى داخل منطقة إعزاز السورية.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، بدوره بدخول نحو 350 مقاتلاً من فصيل فيلق الشام، المدعوم من أنقرة، السبت الماضي، عبر الحدود التركية إلى مدينتي إعزاز وتل رفعت بالإضافة إلى مارع، في ريف حلب الشمالي.

وفي موازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الجاري، تقدمت قوات سورية الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف مجموعات عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب، في المنطقة على حساب الفصائل المقاتلة.

ودارت اشتباكات بين الطرفين عند الأطراف الغربية والشمالية الغربية لمدينة تل رفعت، وقد أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من الفصائل المقاتلة، وفق المرصد السوري.

وفي حلب، استهدف الطيران الروسي حي القاطرجي بغارات عدة، ما أدى إلى تهدم مبنيين سكنيين ووقوع عدد من القتلى في صفوف المدنيين، بحسب ما أفاد به مركز حلب الإعلامي. وقال مصدر آخر إن 10 أشخاص قتلوا بسبب الغارات الروسية على حيّ القاطرجي، في حين قُتلت عائلة بأكملها بسبب غارت للطيران الروسي على مدينة الحراك بريف درعا.

كما شن الطيران الروسي غارات عدة على مواقع في محيط مدينة إعزاز ومواقع أخرى شمال المحافظة نفسها.

وأول من أمس، استهدف الطيران الروسي مدينة تل رفعت، التي يسيطر عليها الثوار بعشرات الغارات. وقال ناشطون إنها المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة هذه الكثافة من الغارات بالطيران الروسي والقصف المدفعي من قبل قوات النظام.

وكانت قوات النظام السوري مدعومة بغارات جوية روسية تمكّنت من السيطرة على مناطق خاضعة للمعارضة في ريف حلب الشمالي، كما بدأت التقدم نحو محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش».

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن قوات الجيش والميليشيات الداعمة لها سيطرت على تلتي ضهرة القرعة وضهرة القنديلة وكاملِ مرتفعات الطامورة بريف حلب الشمالي.

وأضافت الوكالة أن قوات النظام خاضت معارك عنيفة مع المقاتلين على طول المحور الممتد من قرية الرميلة إلى منطقة سلمية في ريف حماة الشرقي.

وقال مصدر عسكري سوري، إن الجيش السوري ينوي التقدم إلى محافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، وذلك بعد السيطرة على مواقع على أطراف المحافظة التي تعد المعقل الرئيس للتنظيم. وأضاف المصدر أن العملية مستمرة منذ أيام عدة، وأن جيش النظام تمكن من نزع السيطرة على مواقع عدة من التنظيم بين حماة والرقة في اليومين الماضيين.

تويتر