المعارضة تطالب روسيا بأفعال.. والأمم المتحدة تتحدث عن «آفاق غائمة» لاستئناف المحادثات

القوى الكبرى تتفق على «وقف الأعمال العدائية» في سورية

صورة

اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ، أمس، على وقف الأعمال العدائية في سورية خلال أسبوع، وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية، وفيما طالبت المعارضة السورية، روسيا بأفعال، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، حرصه على عقد جولة جديدة من محادثات السلام، مشيراً إلى أن خطط استئناف مفاوضات جنيف لاتزال «غائمة».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد محادثات مطولة شارك في رعايتها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الدول الـ17 المشاركة في مؤتمر ميونيخ اتفقت على وقف للمعارك في جميع أنحاء سورية في غضون أسبوع.

كما اتفقت المجموعة الدولية لدعم سورية على «بدء تسريع وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية فوراً».

وأضاف كيري أن ذلك «سيبدأ هذا الأسبوع أولاً إلى المناطق الأكثر احتياجاً، ثم إلى الذين يحتاجون إليها في البلاد، خصوصاً في المناطق المحاصرة، التي يصعب الوصول إليها».

وأشار إلى أن هذه المساعدات ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور (شرق)، حيث يطوّق تنظيم «داعش» القوات الحكومية.

وأكد أن الأولوية ستكون أيضاً لإيصال المساعدة الإنسانية «إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق مضايا والمعضمية وكفر بطنا».

وأضاف أن «وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، حيث الحاجة إليها أشد إلحاحاً، يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى جميع أنحاء البلاد».

وكانت مفاوضات السلام انهارت هذا الشهر، بعد بدء هجوم لقوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي في حلب شمال البلاد.

وأجبرت عمليات القصف 50 ألف شخص على الفرار، وسمحت بتطويق المعارضة، وأدت إلى مقتل أكثر من 500 شخص، حسب التقديرات، منذ ان بدأت في الأول من فبراير.

وقال كيري إن المفاوضات بين المعارضة والنظام ستستأنف في أسرع وقت ممكن، لكنه حذر من أن «ما لدينا الآن هو حبر على ورق، ونحتاج لأن نرى في الأيام المقبلة أفعالاً على الأرض».

وعبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي يستضيف المؤتمر عن الرأي نفسه. وقال «سنرى في الأيام القليلة المقبلة، ما إذا كان هذا اختراقاً فعلاً، عندما يرى العالم أن اتفاقات اليوم قائمة، وتنفذ من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والمعارضة السورية و(حزب الله) ومسلحي المعارضة، وكذلك من قبل روسيا».

بدوره، دعا لافروف إلى «اتصالات مباشرة بين العسكريين الروس والأميركيين» في سورية. وأكد أن المفاوضات حول انتقال سياسي «يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن دون إنذارات أو شروط مسبقة».

من جهته، صرّح كيري بأن «وقف الأعمال العدائية»، العبارة التي اختيرت عمداً بدلاً من وقف كامل لإطلاق النار، ينطبق على كل المجموعات باستثناء «المنظمات الإرهابية» مثل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال إن مجموعة عمل خاصة للأمم المتحدة تترأسها روسيا والولايات المتحدة ستعمل في الأسابيع المقبلة على «وضع طرق وقف طول الأمد وشامل ودائم لأعمال العنف». وستشرف مجموعة اخرى على تسليم المساعدات بما في ذلك الضغط على سورية لفتح الطرق، بينما لم تتم الموافقة إلا على نحو 10 طلبات من أصل 116 تقدمت بها الأمم المتحدة.

واجتمعت مجموعة العمل في مقر الأمم المتحدة بجنيف، أمس.

وقال رئيس مجموعة العمل المعنية بإيصال المساعدات الإنسانية في سورية، يان إيغلاند: «قدمنا بالفعل طلبات إلى الأطراف التي تطوق المناطق المحاصرة من أجل الدخول، ونتوقع الدخول من دون إبطاء».

وأكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، جورج صبرا، أن الفصائل المقاتلة هي التي ستتخذ القرار النهائي بشأن اتفاق القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الأعمال العدائية في سورية.

وقال لـ«فرانس برس» عبر الهاتف أن «مشروع إجراء هدنة مؤقتة من اجل وقف الأعمال العدائية سيدرس مع الفصائل المقاتلة على الأرض».

وشدد على أننا «ملتزمون بالقرار المشترك بين الهيئة العليا والفصائل، وهذه نقطة واضحة أمام طاولة التفاوض».

وأوضح المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، أمس، أن «إقرار الهدنة المؤقتة التي تهدف إلى إيقاف الأعمال العدائية ضد السوريين، مشروطة بموافقة الفصائل الجنوبية والشمالية في الجبهات».

وفي حال وافقت الفصائل على الهدنة، و«ترافق ذلك مع تنفيذ البندين 12 و13 من قرار مجلس الأمن الدولي، فإن الباب سيفتح أمام استئناف المفاوضات في جنيف»، بحسب صبرا.

ويتعلق البندان 12 و13 من قرار مجلس الأمن الدولي 2254 حول سورية، بإيصال المساعدات لاسيما إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين تعسفاً ووقف الهجمات ضد المدنيين. وقال المتحدث باسم المعارضة سالم المسلط، إنه «يجب أن نرى عملاً على الأرض، يجب أن نرى تطبيق لذلك»، وأضاف «إن رأينا جدية وتطبيق، لذلك سنكون جاهزين للعملية السياسية».

ورحبت تركيا باتفاق القوى الكبرى معتبرة، انه يشكل «خطوة مهمة» على طريق تسوية سياسية للنزاع في هذا البلد.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن «الإعلان الذي صدر عن أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية يشكل خطوة مهمة على طريق حل الأزمة السورية».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، إن دي ميستورا حريص أشد الحرص على عقد جولة جديدة من محادثات السلام، بعد أن اتفقت القوى الكبرى على ضرورة الإسراع بوقف القتال، لكنه أشار إلى أن خطط استئناف المحادثات لاتزال «غائمة».

وعلق دي ميستورا فجأة الجولة الأولى من المحادثات بين الأطراف السورية في الثالث من فبراير، قائلاً إن هناك حاجة لأن تبذل القوى الكبرى التي ترعى المحادثات المزيد من الجهد، لكنه عبر عن أمله في استئناف الحوار في جنيف بحلول 25 فبراير. وأضاف فوزي أن الحبر «لم يجف بعد» على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ، وأحجم عن قول ما إذا كان يقدم ما يكفي حتى يتسنى لدي ميستورا استئناف محادثات السلام.

وقال في إفادة صحافية بالأمم المتحدة «تطلبون تأكيداً وسط وضع غائم للغاية».

تويتر