الأمم المتحدة: 51 ألف نازح سوري منذ بدء هجوم النظام السوري على حلب

التحالف يبحث تسريع الحرب عـلى «داعش».. و«الناتو» يدعم الحملة العسكرية

وزير الدفاع الأميركي «يسار» يصل إلى مقر «الناتو» في بروكسل لبحث الحرب ضد «داعش». أي.بي.أيه

عقدت دول التحالف الدولي ضد «داعش» اجتماعاً، أمس، في بروكسل، داخل مقر الحلف الأطلسي «ناتو»، بمشاركة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يترأس وفد السعودية، حيث تناول الاجتماع بحث تسريع الحرب على التنظيم الإرهابي، واقتراح السعودية إرسال قوات. وفيما وافق «الناتو» على دعم الحملة العسكرية ضد «داعش» من دون تدخل مباشر، أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 51 ألف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي أطلقه النظام السوري على حلب، في وقت باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي.

وتفصيلاً، بحثت دول التحالف الدولي ضد «داعش»، في اجتماع بروكسل داخل مقر الحلف الأطلسي، بمشاركة ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الاقتراح السعودي بإرسال قوات برية للمشاركة في الحرب على «داعش»، تحت راية التحالف الدولي.

وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أمس، بأن «الناتو» وافق على طلب أميركي بدعم التحالف الذي يحارب تنظيم (داعش) من خلال تزويده بطائرات مراقبة، لكن لن يتم نشر هذه الطائرات في حملة جوية.

وقال ستولتنبرغ إن وزراء دفاع «الناتو» وافقوا على تقديم نظام الإنذار والسيطرة المحمول جواً (أواكس) للحلفاء المشاركين في التحالف، وذلك لتوفير مواردهم الوطنية للمشاركة في العملية التي تجرى في العراق وسورية.

وقال ستولتنبرغ إن الحرب ضد «داعش» تمثل محور اجتماع دول التحالف الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة.

وأوضح أنه من المقرر أن توجه الولايات المتحدة المزيد من طائرات الإنذار المبكر لتعزيز الحرب ضد «داعش»، في مقابل تولي الحلف حماية أجواء الولايات المتحدة.

وأضاف أمين عام «الناتو» أن حرب النظام السوري ضد شعبه، وحرب «داعش»، والحروب بالوكالة التي تمزّق سورية، شرّدت الملايين، وتدفع الآن مئات الآلاف من المدنيين إلى سلوك طرقات اللجوء نحو أوروبا.

وقال وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، وهو في طريقه إلى بروكسل، حيث عقدت المحادثات: «لا أعتقد أن هناك طرفاً راضياً عن وتيرة (العملية)»، وأضاف «نحن بحاجة إلى تسريع الحملة، ولدينا صورة عملية واضحة للغاية لكيفية تنفيذ ذلك، الآن نحتاج فقط إلى موارد وقوات لتعزيزها».

وفي جنيف، أفادت الأمم المتحدة، أمس، بأن أكثر من 51 ألف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي أطلقه النظام السوري، في الأول من فبراير، بدعم من الطيران الروسي، على فصائل المعارضة في محافظة حلب.

وقال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، في بيان: «منذ بدء هجمات القوات الحكومية الأخيرة على محافظة حلب، الأسبوع الماضي، يرافقها العديد من الضربات الجوية، من قبل مقاتلات روسية وسورية - كما ذكرت التقارير - نزح نحو 51 ألفاً من المدنيين ويواجه 300 ألف آخرون خطر الوقوع تحت الحصار».

وأضاف المفوض الأعلى أن «عشرات من المدنيين قتلوا منذ الأول من فبراير طبقاً للتقارير»، فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى سقوط أكثر من 500 قتيل، بينهم نحو 100 مدني منذ بدء الهجوم.

وعبر عن «قلقه الشديد» حول أوضاع حقوق الإنسان، التي تشهد تدهوراً سريعاً في مدينة حلب وحولها، وكذلك في أجزاء أخرى من سورية، حيث قال «إن الانتهاكات والتجاوزات المروعة ترتكب هناك بشكل يومي».

وقال إن «النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى والمعاقين يُستخدمون ورقة مساومة ووقوداً للحرب يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر.. هذا وضع بشع».

وأوضح المفوض الأعلى لحقوق الإنسان «في معضمية الشام ومضايا ودير الزور والفوعة وكفريا، يعيش الناس في وضع بائس تماماً، مع العديد من الوفيات، بما في ذلك الأطفال الصغار، نتيجة للسوء الحاد في التغذية وانعدام فرص الحصول على الرعاية الطبية».

من جانبها، أبدت روسيا، أمس، استعدادها لمناقشة وقف لإطلاق النار في سورية، وذلك قبيل اجتماع ميونيخ، بهدف العمل على إنقاذ عملية السلام التي انطلقت في جنيف، والسعي لوقف تدفق المهاجرين من سورية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، قبل ساعات قليلة من اجتماع ميونيخ، بحضور أبرز الفاعلين في النزاع السوري: «نحن مستعدون لمناقشة الإجراءات المتعلقة بوقف لإطلاق النار في سورية»، مضيفاً «هذا ما سنبحثه في ميونيخ».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مستهل لقائه نظيره الأميركي، جون كيري، أن روسيا قدمت عرضاً «ملموساً» لوقف إطلاق النار في سورية، وتنتظر رداً أميركياً.

وقال لافروف في مستهل الاجتماع الثنائي في ميونيخ، الذي يسبق اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية، التي تضم 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الطرف: «قدمنا اقتراحات ملموسة جداً حول وقف لإطلاق النار».

وأضاف «ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سورية».

من جهته، أكد كيري أن المباحثات ستتناول «كل أوجه النزاع في سورية». وأضاف «بالتأكيد، في مرحلة معينة، نريد إحراز تقدم حول مسألتي تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار».

من جهة أخرى، عقد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اجتماعاً مع نظيره الأميركي، جون كيري، ووفد الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية، وذلك على هامش اجتماع مجموعة فيينا المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، وجرى خلال الاجتماع بحث مستجدات الأزمة في سورية وتطوراتها.

وبحث محمد بن سلمان في مقر حلف «الناتو» في بروكسل، مع وزراء دفاع بريطانيا وإيطاليا وأميركا وألمانيا، جدول أعمال اجتماع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ووزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، ووزير الدفاع الأميركي، ووزيرة الدفاع الألمانية اورسولا در لاين، رحبوا بالخطوة التي اتخذتها المملكة بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب.

ميدانياً، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان اشتباكات على بُعد ثلاثة كيلومترات منها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس»: «باتت قوات النظام، والمسلحون الموالون لها، مع استمرار تقدمها في ريف حلب الشمالي، بغطاء جوي روسي، على مشارف مدينة تل رفعت، حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في بلدة كفرنايا التي تبعد ثلاثة كيلومترات عنها».

ويأتي تقدم قوات النظام باتجاه تل رفعت في إطار هجوم واسع بدأته مطلع فبراير، بدعم جوي روسي في ريف حلب الشمالي.

تويتر