مؤتمر لندن للمانحين يتعهد بنحو 6 مليارات دولار لدعم السوريين

الإمارات تقدّم 503 ملايين درهـــــم لتخفيف الأزمة الإنسانية في سورية

لبنى القاسمي خلال إلقاء كلمة الدولة في مؤتمر لندن للمانحين. وام

أعلنت دولة الإمارات تقديمها 503 ملايين درهم إماراتي، لتخفيف الأزمة الإنسانية في سورية، وذلك خلال انطلاق أعمال مؤتمر المانحين، في لندن، أمس، حيث تعهدت فيه كل من بريطانيا والنرويج وألمانيا والكويت، بتقديم نحو 5.8 مليارات دولار، لمساعدة السوريين بحلول عام 2020، وتأمل الأمم المتحدة أن يجمع نحو تسعة مليارات دولار للعام الجاري وحده.

وتفصيلاً، قالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة اللجنة الإماراتية للمساعدات الإنسانية الخارجية، خلال مشاركتها في المؤتمر الرابع للمانحين للأزمة الإنسانية السورية الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، إنه بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن دولة الإمارات تجدد التزامها بتقديم مبلغ 137 مليون دولار، وفاء منها للإنسانية، وأملاً في أن توفر هذه المساعدات مستوى معيشياً أفضل للذين فقدوا الأمان وحرموا دفء الأوطان.

وأضافت القاسمي، بحضور ومشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات والعديد من رؤساء وممثلي المنظمات الإنسانية الدولية، أنه مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس، أصبح مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات التي نحصد ثمارها يوماً تلو الآخر، ضرورة حتمية، لأجل الحد من وطأة المعاناة، وصون الكرامة الإنسانية للأشقاء السوريين، مشيرة إلى أن دولة الإمارات سارعت للاستجابة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين داخل سورية، إلى جانب اللاجئين في الدول المجاورة.

وأشارت إلى أن المساعدات الإنسانية الإماراتية للمتضررين السوريين تخطت منذ عام 2012 حتى نهاية عام 2015 مبلغ مليارين و200 مليون درهم، (ما يعادل 600 مليون دولار أميركي)، وبما يشكل 0.15% من الدخل القومي الإجمالي للدولة، فيما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للدول المجاورة لسورية والمستضيفة للاجئين ملياري دولار أميركي.

واستعرضت القاسمي في الكلمة التي ألقتها باسم الدولة، جهود ومبادرات الإمارات النوعية تجاه الأزمة الإنسانية، والتي تضمنت إنشاء المخيم الإماراتي ــ الأردني، والمخيم الإماراتي شمال العراق، اللذين يستقبلان نحو 15 ألف لاجئ سوري، إضافة إلى تشييد المستشفى الإماراتي ــ الأردني الميداني في المفرق، والذي يستقبل 800 مراجع يومياً.

وألقت الضوء على مبادرات الإمارات لدعم التعليم، كما استعرضت لبنى القاسمي جهود الإمارات والمساعدات الهادفة لتدريب وتأهيل اللاجئين السوريين من خلال مراكز التدريب المهنية.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، أن التكثيف المفاجئ للقصف الجوي والنشاط العسكري في سورية قوض محادثات السلام، داعياً الأطراف إلى العودة لطاولة التفاوض.

وذكر بان كي مون، في مؤتمر للمانحين في لندن، أنه «من المؤلم للغاية أن تتقوض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية، وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوي والأنشطة العسكرية داخل سورية».

كما أضاف أنه يجب استغلال الأيام المقبلة في محاولة العودة لطاولة التفاوض.

وأعلن أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، تقديم 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، لدعم الوضع الإنساني في سورية.

وأكد في كلمته خلال المؤتمر، أن المأساة الإنسانية في سورية لن تنتهي إلا «بحل سياسي يحقن الدماء، ويعيد الاستقرار إلى عالمنا».

وأعرب عن أمله أن يصل الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله، ويخلص العالم من تبعاته المدمرة.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان أعلن فيه تعهد جديد بتقديم 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.75 مليار دولار) «يمكننا أن نقدم الشعور بالأمل المطلوب لإثناء الناس عن التفكير في أنهم ليس لديهم خيار سوى المخاطرة بأرواحهم في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا».

وقالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ، في بيان، وهي تعلن تعهد بلادها «إذا فشلنا في التحرك بشكل حاسم الآن، فإن وضع المدنيين والدول المجاورة لسورية سيتدهور، وسيؤثر ذلك في المجتمع الدولي بأكمله».

وذكر البيان أن تعهد النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة يفوق أي تعهد قدمته من قبل لأزمة إنسانية من هذا النوع.

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في بداية مؤتمر للمانحين في لندن، إن ألمانيا تعهدت بتقديم 2.3 مليار يورو (2.56 مليار دولار) كمعونات لسورية بحلول 2018 منها 1.1 مليار هذا العام.

وأضافت ميركل أن كل الأطراف المعنية عليها مسؤولية الاتفاق على وقف النار في سورية، لكن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول الأول عن ذلك.

في المقابل، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن أمله في تجاوز مؤتمر المانحين للأهداف المرجوة منه في قياس مستوى تقديم المساعدة والدعم فقط.

وأضاف العاهل الأردني في كلمته، أن الأردن يعيش واقعاً مفاده «أن واحداً من كل خمسة أشخاص يعيشون في الأردن هو لاجئ سوري، وأن استضافة اللاجئين السوريين تستنزف أكثر من ربع موازنة الأردن».

وأوضح الملك عبدالله أن الأردن «قد استوعب وحده، 1.3 مليون لاجئ تقريباً».

وقتل نحو 250 ألف شخص في الحرب في سورية، التي تسببت في تشريد الملايين.

ووجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 7.73 مليارات دولار، للتغلب على الكارثة هذا العام، إضافة إلى 1.2 مليار دولار مطلوبة لتمويل خطط قومية لاستيعاب اللاجئين في دول المنطقة.

تويتر