محمد بن زايد يلتقي لافروف.. ودعوة إماراتية إلى تنحية الخلافات وإخراج الشعب السوري من مأساته

قوات النظام تتقدَّم في حلــــب.. وتقترب من بلدتي نبل والزهراء الـمحـــاصرتين

محمد بن زايد لدى استقباله لافروف بحضور عبدالله بن زايد. وام

حققت قوات النظام السوري، أمس، تقدماً كبيراً في محافظة حلب شمال سورية، وسيطرت على قرية حردتنين وعلى القسم الشمالي من بلدة رتيان، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة و«جبهة النصرة»، لتصبح على بعد خمسة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة. في حين بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، العلاقات الثنائية وتطورات الأحداث في المنطقة والمفاوضات السورية، فيما دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن قوات النظام واصلت تقدمها في ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت صباح أمس، على قرية حردتنين، وعلى القسم الشمالي من بلدة رتيان، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية و«جبهة النصرة»، بالتزامن مع شن الطائرات الروسية ضربات جوية مكثفة.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، تعيد الأمن والاستقرار إلى قرية حردتنين في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى فرض السيطرة النارية على قرية رتيان الواقعة إلى الجنوب منها».

ويأتي تقدم قوات النظام في ريف حلب الشمالي، أمس، غداة سيطرتها على قريتي تل جبين الاستراتيجية ودوير الزيتون، إثر هجوم بدأته بدعم جوي روسي، في محاولة لتضييق الخناق على مقاتلي الفصائل، وقطع طرق إمدادها إلى مدينة حلب، التي تشهد منذ صيف 2012 معارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.

وباتت قوات النظام، أمس، وفق عبدالرحمن، على بعد خمسة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، اللتين تحاصرهما الفصائل منذ عام 2013.

وقال: «إذا استكملت قوات النظام سيطرتها على رتيان، فستبقى أمامها قرية معرسة الخان التي يوجد فيها عدد قليل من مقاتلي الفصائل، قبل وصولها إلى نبل والزهراء».

وأضاف أنه يوجد «أكثر من 5000 مقاتل موالين لقوات النظام» في نبل والزهراء، «تلقوا تدريبات على أيدي (حزب الله) اللبناني».

سياسياً، بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع سيرغي لافروف، في قصر البحر، العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، وسبل دعمها وتطويرها في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة.

وتناول اللقاء، الذي حضره سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عدداً من القضايا والمستجدات في المنطقة، وبشكل خاص سير عمليات التفاوض الجارية حالياً حول الأزمة السورية في جنيف، والمشاورات الدولية للدفع بهذه المفاوضات إلى الأمام، وبما يحقق أمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية، وينهي مأساة الشعب السوري.

كما تطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، في ضوء الجهود الدولية المبذولة لدعم أسس الاستقرار والسلام للشعب الليبي، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وبما يضمن التصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

وأكد الجانبان أهمية مواصلة الجهود الإقليمية والدولية، وترسيخ مبدأ الحوار والسلام والثقة المتبادلة، بما يكفل حل جميع الملفات لاستقرار المنطقة وإرساء دعائم الأمن فيها، من أجل مستقبل أفضل لبلدان وشعوب المنطقة.

من جهته، دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي، عقده سموه في ديوان عام وزارة الخارجية، إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته.وقال سموه، «كانت هناك فرصة لمعالجة الوضع السوري في بداية الأحداث، إلا أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيداً وصعوبة، وازداد عدد الضحايا السوريين». وأعرب سموه عن أمله أن تكون مباحثات «جنيف 3» بادرة أمل جديدة لإخراج الشعب السوري من هذه المحنة، داعياً الأطراف الدولية والشركاء إلى أن يكونوا صادقين أمام أنفسهم، وأن يعملوا بشكل جماعي لإيجاد حل للأزمة، وأن يضعوا جميعاً الهدف الأسمى أمام أعينهم وهو حماية الشعب السوري.وأشار سموه إلى أنه أجرى مع وزير الخارجية الروسي مباحثات بناءة ومهمة، حول عدد من القضايا التي تهم البلدين والشعبين، من ضمنها الصراع الدائر في كل من سورية والعراق واليمن وليبيا، موضحاً أن اللقاء كان فرصة ثمينة لبحث آفاق التعاون الثنائي بين الإمارات وروسيا في مشروعات ومجالات متعددة.

وقال سموه «إن دولة الإمارات وروسيا تشعران بقلق بالغ حيال التهديد الذي يشكلة الإرهاب والتطرف على بلدينا ومنطقتنا، حيث نقوم معاً باتخاذ الإجراءات الفاعلة لمعالجة الأسباب الجذرية للتهديد الذي يشكله التطرف».

ولفت سموه إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الروسي كذلك الجهود المستمرة لإيجاد حل سلمي في سورية، وقال «يؤمن كلانا وبشدة بأن الحل السلمي هو الوحيد لإنهاء الصراع الدائر هناك، وفي هذا الصدد نرحب بالمشاركة الإيجابية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا».

وأشاد سموه بالموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية. من جهته، أكد لافروف أن روسيا ستواصل مع دولة الإمارات بحث الأوضاع في ليبيا واليمن وباكستان لمنع تمدد الارهاب.

وقال إن السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم، من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف.

وأضاف أن «العملية السياسية في سورية دقيقة والمفاوضات يجب أن تشمل جميع أطياف المجتمع السوري، لكن بعض الشركاء يشددون على انتقال السلطة، وهو أمر يعرقل الحل فالمطلوب هو توافق بين النظام والمعارضة».

وأكد أن وفد المعارضة في جنيف يجب أن يتضمن جميع أطياف القوى المعارضة، مشيراً إلى أن مشاركة «جيش الإسلام»، وحركة «أحرار الشام» في محادثات جنيف «لا يعني اعتراف موسكو بهما، وعليهما أن يوافقا على قرارات الأمم المتحدة برفض العنف».

وقال إن «الموافقة على مشاركتهما بصفة شخصية لا تعني الاعتراف بهاتين الجماعتين كشريكين في المفاوضات، ووافق على ذلك الجميع بما فيهم الولايات المتحدة، وهذا موقفنا ويشاطرنا هذا الموقف العديد من أعضاء مجموعة دعم سورية».

وأضاف أن «الحل في سورية ينطلق من تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ونحن نرحب بالحوار السوري - السوري، انطلاقاً من ثوابتنا المعروفة في ما يتعلق بتشكيل الوفود».

وأكد لافروف أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية مهمة للغاية، وعبر عن أمل موسكو تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف.

وفي جنيف، واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، أمس، مهمة الوساطة الحساسة التي يقوم بها بين أطراف النزاع السوري، على أمل أن يعزز دخول مرتقب لمساعدات إنسانية إلى مناطق قرب دمشق عملية التفاوض الصعبة.

واستقبل دي ميستورا للمرة الثانية وفد النظام السوري.

وأعلن رئيس وفد النظام السوري إلى المحادثات، سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، بعد لقائه دي ميستورا، أن المفاوضات غير المباشرة «لاتزال في مرحلة التحضيرات».

وقال لصحافيين «مازلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، مازلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحاً حتى الآن».

واعتبر مجدداً أن المعارضة «غير جدية» في المحادثات، مشيراً إلى عدم وجود أجندة للاجتماع.

تويتر