حجاب يشترط تحقيق المطالب الإنسانية.. وروسيا ترفض مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»

الأمم المتحدة تبدأ مفاوضــات جنيف حول سورية في غياب المعـارضة

تظاهرة ضد النظام السوري أمام مقر انعقاد محادثات جنيف. أ.ب

أطلقت الأمم المتحدة، أمس، محادثات جنيف، بلقاء مع ممثلي النظام السوري، في ظل غياب الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة، التي أعلن منسقها العام رياض حجاب، أنها تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات، في وقت رفضت روسيا «قطعياً» مشاركة «جيش الإسلام»، وحركة «أحرار الشام» في المفاوضات.

وقالت الأمم المتحدة، في بيان، إن مبعوثها إلى سورية، ستافان دي ميستورا، بدأ المحادثات كما كان مقرراً، أمس، بالاجتماع مع وفد النظام السوري برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. وأضافت أن اجتماعات أخرى مع «مشاركين آخرين» ستجرى «بعد ذلك» من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وقال مصدر قريب من السلطات السورية لـ«فرانس برس» في جنيف، إن وفد الحكومة مؤلف من 16 عضواً، بينهم نائبان ودبلوماسيون ويترأسه الجعفري. وسيشرف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على المحادثات من دمشق، إذ لم يتمكن من الانتقال «لأسباب صحية».

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم نشر اسمه، «هذا فشل تام»، ووصف المحادثات بأنها «هدية» لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف «تخلصوا تماماً من الورطة. مع من سيتحدثون؟ إذا كنت تريد الدخول في مفاوضات، فيجب أن يكون هناك شريك، إنها مناسبة رائعة للنظام ليظهر أنه عازم (على الحوار)».

وقال الدبلوماسي إن أعضاء المعارضة إذا حضروا «فإنهم سيقولون إنهم حضروا بصفتهم الشخصية».

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم جماعات معارضة سياسية ومسلحة، أول من أمس، بعد اجتماعها في الرياض هذا الأسبوع، إنها لن تحضر بداية المحادثات، لأنها لم تتلق أي ردود مقنعة على مطالبها لخطوات تنم عن حسن النية مثل وقف إطلاق النار.

واستبعدت المحادثات الأكراد الذين يمثلون قوة رئيسة، ويبسطون سيطرتهم على مساحات واسعة من شمال شرق سورية، والذين أثبتوا أيضاً أنهم من الجماعات القليلة القادرة على السيطرة على مناطق من مقاتلي تنظيم «داعش».

وجاء استبعاد الأكراد من المحادثات، بعد أن طالبت تركيا بذلك. ويقول الأكراد إن غيابهم عن المباحثات يعني أن مآلها الفشل.

وسيشكل هذا اللقاء إشارة الانطلاق لحوار يرتقب أن يستمر ستة أشهر، ويجري بطريقة «غير مباشرة»، أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا، الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات قبل يومين، انها وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طلبت فيه أن تلتزم الأطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن في ديسمبر، والذي ينص على إرسال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، ووقف قصف المدنيين.

وتعتبر المعارضة ان هذه الموضوعات حسمت في قرار مجلس الأمن، ولا يفترض ان تكون موضع بحث على طاولة التفاوض، متهمة النظام بـ«المساومة على الموضوع الإنساني»، وتتمسك بضرورة البحث على طاولة التفاوض في العملية الانتقالية في سورية.

وردت واشنطن على موقف المعارضة، معتبرة أن المطالب الإنسانية التي قدمتها «مشروعة»، لكن يجب ألا تكون سبباً لأن تفوت المعارضة «الفرصة التاريخية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، «إنها بالفعل فرصة تاريخية لهم للذهاب إلى جنيف، لاقتراح وسائل جدية وعملية لإرساء وقف لإطلاق النار، وإجراءات أخرى لبناء الثقة». وأضاف «مازلنا نعتبر انه يتعين عليهم اغتنامها من دون أي شروط مسبقة». وصعّدت المعارضة السورية موقفها عشية الموعد المحدد للمفاوضات. وقال منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية، أول من أمس، «غداً لن نكون في جنيف». وأضاف «قد نذهب إلى جنيف (في وقت لاحق)، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الإنسانية».

وقال: «السكان يموتون جوعاً على الرغم من تعهدات الأمم المتحدة». وأوضح ان الهيئة لم تجد «أن هناك معطيات لنجاح العملية التفاوضية، لان أي عملية تفاوضية تحتاج إلى بيئة ملائمة»، معتبراً ان «روسيا وإيران والنظام لا يسعون إلى حل سياسي، بل يعملون على تأجيج الصراع في المنطقة، لفرض الحل العسكري والأمني».

وقال المتحدث باسم الهيئة، سالم مسلط، في وقت سابق، إن دي ميستورا بعث برسالة جوابية إيجابية إلى المجتمعين حول مطالب إنسانية تقدموا بها، لكنهم لايزالون ينتظرون رداً من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول التزام الأطراف المعنية بتنفيذ هذه المطالب.

وفي إسطنبول، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أنه سيكون من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام، من دون وقف لإطلاق النار، لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها.

وقال: «يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص، مشكلة كبيرة للمعارضة». وأضاف «ستكون مشاركتهم من دون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون».

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها، أمس، إن من غير المقبول أن تشارك جماعتا «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» الإسلاميتان في محادثات السلام السورية التي تعقد في جنيف.

تويتر