لافروف يؤكد أن العملية العسكرية الروسية في سورية سمحت بـ «قلب الوضع»

قوات النظام تسيطر على بلدة الشيخ مسكين في درعا

صورة

حققت قوات النظام السوري، أمس، تقدماً ميدانياً كبيراً على حساب الفصائل المقاتلة، بسيطرتها على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية في محافظة درعا جنوب البلاد، في وقت أعلنت موسكو، أمس، أن تدخلها العسكري ساهم في «قلب الوضع» ميدانياً في سورية، مؤكدة في الوقت نفسه أن المفاوضات المقررة في جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة، لن تثمر بغياب الأكراد، الأمر الذي ترفضه تركيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بريد إلكتروني، إن قوات النظام بدعم من ضباط إيرانيين ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى مسلحين موالين لها، تمكنت من السيطرة على كامل بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، عقب هجوم بدأته قبل نحو شهر.

وكانت البلدة معقلاً رئيساً للفصائل المقاتلة، وبينها «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) منذ السيطرة عليها بشكل كامل قبل سنة.

وتشكل البلدة المدخل الشمالي للمنطقة الجنوبية، وتقع على تقاطع طرق استراتيجية، إذ تصل بين دمشق ومدينة درعا (طريق دمشق درعا القديم)، ومحافظة القنيطرة (جنوب). وتوجد قوات النظام في أجزاء كبيرة من مدينة درعا ومحافظة القنيطرة، بينما يسيطر مقاتلو المعارضة إجمالاً على مجمل ريف درعا.

وتربط الشيخ مسكين بين بلدتي بصر الحرير ونوى، خزان المقاتلين في محافظة درعا، وفق المرصد.

وقال مصدر أمني سوري في درعا لـ«فرانس برس» إن بلدة الشيخ مسكين «تشكل قاعدة تجمع وانطلاق للمسلحين، وهي أحد مراكز الثقل في كامل محافظة درعا، ومنها بدأت عشرات العمليات التي هاجمت جنوب دمشق».

وتأتي سيطرة قوات النظام على البلدة إثر هجوم بداته في 28 ديسمبر بغطاء جوي من الطائرات الروسية وطائرات النظام التي شنت غارات كثيفة على المنطقة منذ ذلك الحين.

وسيطرت قوات النظام في 29 ديسمبر على مقر «اللواء 82» القريب من البلدة، والذي كان يعد أبرز نقاط وجود النظام في ريف درعا قبل سيطرة الفصائل عليه قبل عام.

وتعد السيطرة على الشيخ مسكين آخر الاختراقات التي حققتها قوات النظام في درعا، بعد إحرازها تقدماً على جبهات عدة، أبرزها في حلب (شمال) واللاذقية (غرب) في الأشهر الأخيرة، بفعل الدعم الروسي منذ بدء موسكو حملة جوية في 30 سبتمبر.

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، خلال مؤتمر صحافي، أن تدخل الجيش الروسي في سورية سمح بـ«قلب الوضع».

وقال إن «عمليات سلاح الجو الروسي التي نفذت بناء على طلب السلطات السورية ساعدت فعليا ًفي قلب الوضع في البلاد، وتقليص مساحة الاراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون».

ويطلق الروس والنظام السوري تسمية «إرهابيين» على كل المجموعات المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد.

وقبل ثلاثة أيام من الموعد الجديد الذي حدده مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، لانطلاق محادثات جنيف، اندلع سجال حول مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فيها، بين موسكو وأنقرة.

وقال لافروف إنه «من دون هذا الحزب، من دون ممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها، وهي تسوية سياسية نهائية»، لكنه أكد أن روسيا لن تقاطع المحادثات التي يفترض أن تبدأ الجمعة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، في حال لم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة صالح مسلم إليها.

وأكدت تركيا، أمس، مجدداً أنها ترفض رفضاً قاطعاً أن يجلس حزب الاتحاد الديمقراطي و«وحدات حماية الشعب» الكردية إلى طاولة المفاوضات. وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمام نواب حزبه «نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب حول طاولة المفاوضات»، مذكراً بأن حكومته تعتبر هاتين الحركتين المقربتين من حزب العمال الكردستاني «إرهابيتين».

وأضاف «من غير المقبول من وجهة نظرنا وجود منظمة إرهابية في صفوف المعارضة خلال المحادثات».

وشكلت المعارضة السورية التي عقدت اجتماعاً موسعاً في الرياض، الشهر الماضي، في حضور ممثلي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة، وفداً للمشاركة في مفاوضات جنيفـ يستثني حزب الاتحاد الديمقراطي وفصائل معارضة أخرى، ما آثار تحفظات لدى موسكو ولدى معارضين.

وتسعى روسيا، حليفة النظام السوري، الى اشراك هؤلاء، سواء في إطار وفد موسع او وفد مواز، لكن الائتلاف الوطني اتهم موسكو بالسعي إلى ضم شخصيات قريبة من النظام، وهدد بمقاطعة المفاوضات في حال دعوة ممثلين آخرين من المعارضة.

تويتر