عدم الاتفاق على وفد المعارضة يحول دون إرسال الدعوات لمحادثات جنيف

إدخال مساعدات إلى الزبداني للمرة الأولى

فرق الإغاثة دخلت الأسبوع الماضي مرتين إلى مضايا والفوعة وكفريا.. لكنها لم تتمكن من دخول الزبداني. إي.بي.إيه

تمكنت الفرق الإنسانية والهلال الأحمر السوري من إيصال كمية من الأغذية والمساعدات الطبية إلى الزبداني، للمرة الأولى، بالإضافة إلى مضايا والفوعة وكفريا المحاصرة في سورية، في وقت أكدت الأمم المتحدة، أنه لم يتم إرسال دعوات بعد للمشاركين في محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية، لعدم اتفاق الدول الكبرى على من ينبغي أن يمثل المعارضة.

وأكد بيان مشترك صادر عن مكتب الأمم المتحدة في سورية، والهلال الأحمر العربي السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه تم «بعد تأخير استمر لساعات»، إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى مدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية، والتي تحاصرها قوات موالية للنظام، في وقت متزامن مع إدخال الوقود إلى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب)، وإلى بلدة مضايا المحاصرة من قوات النظام و«حزب الله» في ريف دمشق.

وتمكنت فرق الإغاثة من الدخول الأسبوع الماضي مرتين إلى الفوعة وكفريا ومضايا، لكنها لم تتمكن من الدخول إلى الزبداني.

وأفاد البيان المشترك أن الفريق الإنساني لم يتمكن من الدخول إلى الفوعة وكفريا لتقدير احتياجات السكان، «إثر تسلم تقارير من جماعات المعارضة المسلحة بأنهم في حاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال الترتيبات الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم»، وأضاف «لذلك، عاد الفريق المشترك إلى دمشق، بعد وصوله إلى قلعة المضيق».

ويعيش نحو 42 ألف شخص تحت الحصار في مضايا منذ ستة أشهر، حيث قالت منظمات إنسانية إن نحو 32 شخصاً فيها قضوا بسبب الجوع، وإن عدداً منهم يعاني نقصاً حاداً في التغذية.

والوضع أفضل قليلاً في كفريا والفوعة، حيث يعيش 20 ألف شخص، وحيث كانت قوات النظام تلقي لهم ببعض المؤن عبر المروحيات، وفي الزبداني، حيث يحاصر نحو 1000 شخص.

وتم الاتفاق في سبتمبر الماضي على وقف إطلاق النار في البلدات الأربع، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية إليها، ولكن الأمر لم ينتظم حتى 11 يناير الجاري عندما نشرت صور أطفال جوعى في مضايا.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن العشرات من أفراد القوات النظامية السورية، قتلوا في اشتباكات استمرت ثلاثة أيام مع تنظيم «داعش» في شرق البلاد، حيث هاجم التنظيم مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وذكر المرصد أن 120 من أفراد القوات النظامية و70 مقاتلاً من «داعش» قتلوا في اشتباكات منذ يوم السبت الماضي.

وكانت الوكالة السورية الرسمية للأنباء، قالت، أول من أمس، إن القوات النظامية انتزعت السيطرة على مناطق سكنية كان «داعش» يسيطر عليها في قرية البغيلية قرب مدينة دير الزور وقتلت عدداً من المسلحين.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن المنظمة الدولية لم ترسل بعد دعوات خاصة بمحادثات السلام السورية المقرر انعقادها الأسبوع المقبل، بسبب أن دولاً كبرى لم تتفق بعد على من ينبغي أن يمثل المعارضة.

وأضاف «في هذه المرحلة، ستمضي الأمم المتحدة في إصدار دعوات، عندما تتوصل الدول التي تدفع عملية المجموعة الدولية لدعم سورية إلى تفاهم حول من ينبغي دعوته من بين المعارضة».

وأخطر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، مجلس الأمن بجهوده الرامية إلى عقد المحادثات التي دعت إليها مجموعة من نحو 20 دولة، ضمن خريطة طريق شاملة تهدف إلى حل الصراع.

وقال مندوب أوروغواي لدى الأمم المتحدة الرئيس الحالي لمجلس الأمن، إلبيو روسيلي، إنه قبل أسبوع واحد من بداية المحادثات المقررة، توحد مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة على «دعمه القوي للغاية» لدي ميستورا.

وأضاف أنه «لم يتم النظر في موعد آخر».

من جهته، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن «كل شيء ممكن» في ما يتعلق بموعد البداية، لكن «مع إعلان (موعد) 25 يناير، من المهم أن يتم الالتزام بذلك الموعد». وأضاف «نتفق جميعاً على أنه يتعين أن تبدأ تلك المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة».

وفي بروكسل، قالت المنسقة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، «نحن نتعامل مع حرب، لا يمكنك توقع أن يتفق أطراف الحرب على شيء ما في بداية العملية». وأضافت «إنه هدف مشترك لكل الأوروبيين، أن تتم حماية العملية الهشة التي بدأناها قبل بضعة أشهر، وتحظى بأهمية بالغة»، خلال المحادثات في فيينا بشأن الأزمة السورية.

تويتر