الجيش الروسي يعلن بدء «عمليات إنسانية» في سورية

مستشفى متنقل إلى مضـــــــــايا لمعالجة حالات سـوء التغذية «الحــاد»

الأمم المتحدة تمكنت من إدخال شاحنات مساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة أ.ب

أرسلت الأمم المتحدة، أمس، مستشفى متنقلاً وفريقاً طبياً إلى بلدة مضايا السورية المحاصرة، حيث أبلغ سكان محليون عن موت 32 شخصاً جوعاً خلال شهر، بينما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في البلدة، في حين أعلن الجيش الروسي، بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سورية، لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري.

 

وأعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، أن مستشفى متنقلاً وفريقاً طبياً في طريقهما إلى بلدة مضايا السورية المحاصرة.

 

وقال طارق جاسارفيتش، من منظمة الصحة العالمية في تصريحات صحافية، إن الحكومة السورية أعطت الإذن بدخول المستشفى المتنقل والهلال الأحمر العربي السوري إلى البلدة، كما وافقت على حملة تطعيمات.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا لوشا، إن لجنة إغاثة محلية أبلغت مسؤولين بالبرنامج بأن 32 شخصاً ماتوا جوعاً في الأيام الـ30 الماضية.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لارك، إن المنظمة الدولية تأمل إرسال قوافل إلى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا، اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في إدلب، الأسبوع المقبل، لكن لم يتم تحديد موعد لإرسال مساعدات إلى مدينة الزبداني.

من جهتها، قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية رنا صيداني، لـ«فرانس برس»، إن «عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر السوري، أرسلت إلى مضايا لمعالجة حالات سوء التغذية».

وأضافت الفرق الطبية التي رافقت قافلة المساعدات الأخيرة إلى مضايا عاينت 350 شخصاً، مؤكدة وجود «حالات سوء تغذية حادة». وأكدت «يونيسيف»، أمس، أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا.

وقالت في بيان، إنه «يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال»، بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين والخميس، لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ أكتوبر الماضي.

وأضافت أن بين 25 طفلاً دون سن الخامسة فحصهم العاملون فيها ومنظمة الصحة العالمية، ظهرت أعراض سوء تغذية «متوسطة إلى حادة» على 22 منهم.

وعملت طواقم طبية تابعة لـ«يونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية على تدريب طواقم صحية في مضايا على طرق وبروتوكولات علاج سوء التغذية الحاد، وإقامة مركز علاج متخصص.

وأعلنت الأمم المتحدة، الاثنين الماضي، أن نحو 400 شخص يعانون سوء التغذية و«مشكلات طبية» أخرى «مهددون بالموت» في مضايا، و«بحاجة إلى الإجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة». وتؤوي مضايا نحو 42 ألف شخص بينهم 20 ألف طفل، ويعمل طبيبان فقط في البلدة، وفق الأمم المتحدة. ولم يحصل الأطفال الصغار في مضايا على التلقيح ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو الأمراض الأخرى منذ نحو 10 أشهر.

وتشكل مضايا مع الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا في شمال غرب البلاد، المحاصرتين من الفصائل المقاتلة، أربع مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاق في سبتمبر بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، وينص الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة على وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى والمقاتلين، ويتم تنفيذه على مراحل.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، أن «استخدام التجويع سلاحاً حربياً يشكل جريمة حرب»، وقال إن الطرفين، «يصبحان مسؤولين عن ذلك، وعن فظاعات أخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية».

في السياق، أعلنت قيادة أركان الجيش الروسي، بدء تنفيذ «عمليات إنسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري.

وقال قائد العمليات في قيادة الأركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، إنه «تمت استعادة 217 بلدة من تنظيم داعش».

وأوضح خلال اجتماع نقله التلفزيون، أن السكان يعودون تدريجياً إلى هذه البلدات، وأن المهمة الجديدة للقوات الجوية الروسية في سورية هي القيام بعمليات إنسانية.

ولم يحدد رودسكوي طبيعة المساعدات الروسية ولا كيفية التنسيق لها، لكنه أشار إلى ان بلدة دير الزور (شرق) هي المعنية الأولى.

وأشار إلى أن «القسم الأكبر من المساعدات يتم إرساله حالياً إلى دير الزور التي يحاصرها إرهابيو (داعش) منذ فترة».

وأضاف أن طائرة عسكرية من طراز «اليوشين-76» تابعة للجيش السوري أوصلت 22 طناً من المساعدات الإنسانية، سيتم توزيعها «بمساعدة السلطات المحلية».

وأكد أن بلاده «لن تتوقف، وستقدم كل مساعدة ممكنة للشعب السوري، عندما سيحين موعد تحرير البلاد من المتطرفين، وإعادة بناء حياة سلمية».

وكانت موسكو كشفت في وقت سابق، أنها وقّعت مع دمشق في أغسطس الماضي اتفاقاً يقضي بمنح موسكو الضوء الأخضر لوجود عسكري «مفتوح» في سورية.

وتم التوقيع على الاتفاق في دمشق في 26 أغسطس 2015، قبل اكثر من شهر من بدء روسيا حملة عسكرية دعماً لنظام الرئيس بشار الاسد، تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» وغيره من «الإرهابيين».

ونشرت الحكومة الروسية، أول من أمس، نص الاتفاق الذي يتحدث عن «فترة غير محدودة زمنياً» للتدخل العسكري.

تويتر