دي ميستورا يعقد اجتماعاً مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف

نداء أممي لجمع 7.7 مليـارات دولار لمساعدة السوريين

صورة

أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 7.7 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، والذين مازالوا في بلدهم. في حين بحث مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، في جنيف، الأزمة في سورية مع مسؤولين أميركيين وروس، ومع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

وأطلقت الأمم المتحدة، مساء أول من أمس، نداء لجمع تبرعات بقيمة بـ7.7 مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية خلال عام 2016 للسوريين اللاجئين في الخارج، ولأولئك الذين مازالوا في بلدهم لكنهم يحتاجون إلى مساعدات.

وقالت في بيان إن هذا المبلغ سيسد حاجات 13.5 مليون سوري داخل سورية، بينهم من لايزال في دياره لكنه تضرر من الحرب، وآخرون نزحوا من مناطقهم إلى مناطق سورية أخرى، كما سيسد احتياجات 4.7 ملايين لاجئ سوري في الخارج، وكذلك أيضاً أربعة ملايين شخص من أفراد مجتمعات تستضيف هؤلاء اللاجئين.

وأوضحت أن 4.4 مليارات دولار من هذا المبلغ ستخصص لتمويل أنشطة تتولاها نحو 200 جهة شريكة في إغاثة السوريين، تشمل الوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية في كل من تركيا ولبنان والعراق ومصر.

وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة، فيليبو غراندي «علينا أن نحول دون أن يزداد اللاجئون بؤساً، وأن نمنحهم الأمل، وأن نفعل المزيد لأولئك الذين يستضيفونهم».

وأضاف غراندي في البيان أن التركيز هذا العام سيكون على التعليم وعلى احتياجات اللاجئين الأكثر فقراً.

وبحسب المنظمة الدولية، فإن 3.2 مليارات دولار ستخصص لمساعدة 13.5 ملايين سوري لايزالون في بلدهم، سواء أكانوا نازحين أم مقيمين في ديارهم لكنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة، بسبب النزاع الدائر منذ نحو خمس سنوات.

من جهته، قال مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن «الشعب السوري بحاجة الى مساعدتنا أكثر من أي يوم مضى»، داعياً الدول إلى إرسال مسؤولين رفيعي المستوى إلى مؤتمر للمانحين سيعقد في لندن في الرابع من فبراير المقبل.

والسنة الماضية جمعت الأمم المتحدة ووكالاتها 3.3 مليارات دولار فقط من أصل 8.4 مليارات كانت وجهت نداء لجمعها لإغاثة السوريين.

ومبلغ الـ7.7 مليارات دولار يندرج في إطار حزمة الـ20.1 مليار دولار التي أعلن عنها في ديسمبر الماضي لتغطية كل العمليات الإنسانية للامم المتحدة، والتي يستفيد منها 87 مليون شخص حول العالم.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم، غوردون براون، إن مانحين تعهدوا بجمع 250 مليون دولار من أجل تعليم مليون طفل سوري هذا العام، لكن هناك حاجة ماسة لجمع مبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار لتمويل البرنامج في تركيا ولبنان والأردن.

وأضاف أن تحقيق هدف جمع 750 مليون دولار تخصص للتعليم يمكن أن يؤمن مستقبل الأطفال السوريين الفارين من بلادهم، وحمايتهم من عمالة الأطفال وزواج الأطفال، التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً.

ويكلف البرنامج، الذي تم تطبيقه بالفعل في لبنان، 500 دولار لكل طفل في السنة الدراسية الواحدة.

وأعرب عن أمله أن يخدم البرنامج مليون طفل سوري هذا العام، وأن يغطي 1.3 مليون طفل يعيشون في المنطقة بحلول العام المقبل.

وقال براون إن «هذا بصيص أمل للأطفال، حيث أن معظمهم لم يحظ بفرصة التعليم منذ أن غادروا سورية».

سياسياً، بحث دي ميستورا، في جنيف، الأزمة في سورية مع مسؤولين أميركيين وروس.

وقالت متحدثة باسمه إن الاجتماع الثلاثي الذي ضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون نظم من قبل الأميركيين.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إن «المباحثات تتعلق بالتحضير للمباحثات السياسية حول سورية» التي ستبدأ في 25 يناير.

وأضافت أن الاجتماع تطرق لضرورة فتح ممرات لنقل المساعدات الإنسانية فوراً و«من دون أي عراقيل» في سورية.

وعقد دي ميستورا لقاء تمهيدياً «على مستوى السفراء» للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

ويحاول دي ميستورا الحصول على دعم تمهيداً لمفاوضات السلام المقررة في 25 من الجاري في جنيف مع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية. والأسبوع الماضي تعهدت الحكومة السورية المشاركة في المفاوضات، لكن مجموعات المعارضة الرئيسة لم تتخذ موقفاً بعد.

ويدعم مجلس الأمن الدولي خطة سلام طموحة لسورية على 18 شهراً من خلال إيجاد حل سياسي تفاوضي لإنهاء حرب أهلية تدور منذ خمس سنوات.

من ناحية أخرى، قال محافظ حمص طلال البرازي، لـ«فرانس برس»، إن حي الوعر، الذي يعد آخر نقطة تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حمص في وسط سورية، يشهد منذ أربعة أيام تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لإطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من سنتين.

وأوضح أن المرحلة الثانية تتضمن تسهيل حركة سكان الحي، وبدء تسليم المقاتلين سلاحهم، وستستمر حتى بداية شهر فبراير المقبل، مشيراً إلى أنها ستتضمن بالدرجة الأولى «السماح لاهالي الوعر المقيمين في الحي أو المهجرين بالدخول والخروج»، بعد «استحداث معبر ثان إضافي إلى الحي».

وتوصلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في حي الوعر إلى اتفاق باشراف الامم المتحدة في الاول من ديسمبر، وشملت المرحلة الاولى منه وقف إطلاق النار وخروج أكثر من 700 شخص، بينهم 300 مسلح، في التاسع من الشهر ذاته وإدخال مساعدات الى الحي.

وبحسب البرازي، تتضمن المرحلة الثانية «تسوية أوضاع المسلحين» الراغبين في تسليم سلاحهم، مقدراً وجود نحو 1000 منهم داخل الحي.

تويتر