اتفاق على خروج المسلحين تدريجياً من حي الوعر بحمص

«النصرة» تفرج عن 16 عسكرياً لبنانياً في صفقة تبادل

صورة

أفرجت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس، عن 16 عسكرياً لبنانياً كانوا مخطوفين لديها منذ أكثر من عام، بموجب صفقة تبادل شملت إطلاق السلطات اللبنانية سراح عدد من المساجين، في وقت اتفقت الحكومة السورية ومقاتلو الفصائل المقاتلة على خروج المسلحين من حي الوعر، آخر نقاط تمركزهم داخل مدينة حمص (وسط)، على مراحل عدة بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل.

وقال الأمن العام اللبناني في بيان، إنه تمت ظهر أمس، عملية تحرير 16 عسكرياً كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة» في جرود عرسال «وهم الآن في عهدة الأمن العام».

ووصل موكب العسكريين الذي اجتاز الحدود من سورية إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية (شرق)، إلى بلدة اللبوة المجاورة، حيث توقف عند مركز لقيادة الجيش في البلدة.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في المكان، إن احتفالاً شعبياً أقيم للعسكريين فور وصولهم، واستقبلوا بنثر الأرز وإطلاق الرصاص وحملوا على الأكتاف ابتهاجاً.

وبعد وقت قصير، تابع الموكب طريقه في اتجاه بيروت.

وذكر بيان الأمن العام أن ثلاثة من المفرج عنهم هم من عناصر الجيش اللبناني، و13 من قوى الأمن الداخلي.

وأكد مصدر أمني لـ«فرانس برس» أن صفقة التبادل تضمنت الإفراج عن 13 معتقلاً في السجون اللبنانية، بينهم سجى الدليمي، وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي، التي أوقفت في نهاية عام 2014، وعلا العقيلي التي أوقفت في الفترة نفسها، وهي زوجة أحد قياديي «جبهة النصرة»، وجمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال أوقفت في فبراير 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة.

وأشرف على العملية مدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، الذي تولى التفاوض حول العملية. وقال إبراهيم لصحافيين في اللبوة إن بعض السجناء المفرج عنهم سيبقون في بيروت، مضيفاً أنه ستتم تسوية أوضاعهم.

وأوضح مصدر في الأمن العام لـ«فرانس برس»، أن 10 من المساجين اختاروا بعد ايصالهم إلى الحدود، العودة إلى لبنان، بينهم الدليمي التي كانت برفقة أولادها الثلاثة.

وقالت الدليمي لقناة «الجزيرة» بعد وصولها الى نقطة تجمع مسلحي «جبهة النصرة»، إنها ترغب في العودة إلى بيروت، على أن تتوجه مع عائلتها بعدها إلى تركيا. وأكدت أنها طليقة البغدادي من ست أو سبع سنوات.

ووقعت في الثاني من أغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال استمرت أياماً، وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم عدداً من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وقتل الخاطفون أربعة من الرهائن، وكانوا لايزالون يحتفظون بـ25 منهم، 16 كانوا لدى «جبهة النصرة»، وتسعة لايزالون لدى «داعش».

وأكدت المديرية العامة للأمن العام في بيانها أنها لن «تألو جهداً» في العمل على استعادة العسكريين المخطوفين لدى «داعش». وأعلنت وزارة الخارجية القطرية نجاح الوساطة القطرية في إطلاق الجنود، مؤكدة أن «الوساطة القطرية جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية».

من ناحية أخرى، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، توصل الحكومة السورية ومقاتلي الفصائل المقاتلة على خروج المسلحين من حي الوعر، آخر نقاط تمركزهم داخل مدينة حمص.

وقال «سنبدأ بتنفيذ الاتفاق الذي تم إعداده على مراحل بخروج نحو 200 إلى 300 مسلح في المرحلة الاولى بدءاً من يوم السبت المقبل»، بموجب اتفاق ترعاه الأمم المتحدة.

وتم التوصل إلى الاتفاق خلال لقاء عقد صباح أمس «بحضور ممثلين عن جميع الفصائل (المقاتلة) في الوعر، وآخرين عن المجتمع المدني في الحي، وبمشاركة ممثل بعثة الأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو، وممثل عن مكتب (موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان) دي ميستورا في دمشق»، وفق البرازي.

وأشار البرازي إلى أن «تنفيذ الاتفاق الذي سيتم على مراحل قد يستمر شهراً أو شهرين»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق أيضاً «على الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل خلق ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق».

ويتضمن الاتفاق كذلك خروج بعض عائلات المسلحين، وتسليم القسم الأول من السلاح الثقيل والمتوسط، وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين في تسليم سلاحهم.

وبحسب البرازي، فإن تنفيذ الاتفاق «سيؤدي بشكل طبيعي إلى خروج بعض الموقوفين (لدى النظام) على خلفية الأحداث وإطلاق سراح بعض المخطوفين (لدى المسلحين) من مدنيين وعسكريين موجودين في حي الوعر».

تويتر