مقتل 18 مدنياً بغارات على إدلب.. و«التنظيم» يعدم 3591 خلال 17 شهراً

ألمانيا تنشر 1200 جندي لمساعدة فرنسا لقتال «داعش» في سورية

سوريون يساعدون رجلاً مصاباً بعد الضربات الجوية التي يعتقد أنها نفذت من قبل الطائرات الحربية الروسية في وسط مدينة أريحا بمحافظة إدلب. أ.ب

أعلنت ألمانيا، أمس، أنها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم «داعش» في سورية، وهذا ما سيجعل من هذه الخطوة أكبر مهمة تقوم بها في الخارج، فيما كثفت حكومة ديفيد كاميرون جهودها، أمس، للتوصل إلى توافق حول توسيع الضربات البريطانية ضد التنظيم إلى سورية، على أمل تصويت في هذا الصدد، الأسبوع المقبل، في البرلمان، بينما اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، بعض الدول بزيادة تسليح المجموعات المعارضة للنظام، وفي وقت قتل 18 مدنياً بغارات على مدينة أريحا في محافظة إدلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تمكن من توثيق إعدام التنظيم 53 شخصاً في مناطق سيطرته بسورية، خلال الفترة بين 29 أكتوبر الماضي وحتى أمس، ليرتفع عدد من أعدمهم التنظيم منذ سيطرته على بعض المناطق إلى 3591 شخصاً.

 وفي التفاصيل، قال رئيس هيئة أركان الجيش الألماني، فولكر فيكر، في تصريح لصحيفة «بيلد» أمس «من وجهة نظر عسكرية فإن عدد الجنود الضروري لتأمين عمل الطائرات والسفن، يجب أن يناهز 1200»، وأضاف أن المهمة يمكن أن تبدأ «بسرعة كبيرة بعد صدور تفويض» في هذا الشأن.

 وقد أعلنت ألمانيا، التي تحفّظت فترة طويلة على تدخل عسكري في سورية، موافقتها المبدئية، الخميس الماضي، على مثل هذه المهمة، إثر اعتداءات باريس، لكنها لم تقدم تفاصيل حول عدد الجنود الذين سيشاركون في المهمة. وهي تريد إرسال فرقاطة لحماية حاملة الطائرات «شارل ديغول» في البحر المتوسط، وطائرات استطلاع وأخرى لتزويد الوقود، في إطار عمليات قصف مواقع التنظيم.

وأوضح رئيس هيئة الأركان أن بلاده سترسل ما بين أربع وست طائرات استطلاع تورنيدو، بحيث تتمكن من القيام بعمليات تناوب متواصلة في الأجواء، وستتمركز في قاعدتين مختلفتين. وقال «نجري مناقشات في هذا الشأن مع تركيا والأردن، بخصوص قاعدتي انجرليك وعمان الجويتين»، وتضم قاعدة انجرليك وحدات من القوات الجوية الأميركية في أوروبا لدعم عمليات الحلف الأطلسي.

وفي لندن، لفتت الصحف الصادرة، أمس، إلى أن التصويت في مجلس العموم حول توسيع الضربات البريطانية ضد التنظيم إلى سورية، قد يجرى بعد غد. لكن وزير الدفاع، مايكل فالون، صرح أمس لـ«بي بي سي» بأن الحكومة لم تتوصل حتى الآن إلى ضمان الحصول على أغلبية لطرح المسألة أمام البرلمان.

يأتي ذلك في وقت اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، بعض الدول بزيادة تسليح المجموعات المعارضة للنظام. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن الأسد قوله، خلال لقائه المستشار الأعلى لمرشد إيران، علي أكبر ولايتي، إن «الإنجازات المهمة التي يحققها الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب، بدعم من الأصدقاء وفي مقدمتهم إيران وروسيا، قد دفع بعض الدول المعادية لسورية، التي تدعي محاربة الإرهاب، إلى مزيد من التصعيد، وزيادة تمويل وتسليح العصابات الإرهابية».

وكرر الأسد تأكيد «تصميم سورية وأصدقائها على المضي قدماً في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله، لأنهم واثقون بأن القضاء على الإرهابيين سيشكل الخطوة الأساسية في إرساء استقرار المنطقة والعالم، كما سيشكل المدخل الحقيقي لنجاح أي حل سياسي يقرره السوريون».

ميدانياً، أفاد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، عن «استشهاد 18 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 40 بجروح جراء غارات شنتها طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، على مدينة أريحا في محافظة إدلب» التي سيطر عليها «جيش الفتح» الذي يقاتل ضد النظام.

من ناحية أخرى، قال المرصد «ارتفع إلى 3591 عدد المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعناصر التنظيم الذين أعدمهم تنظيم داعش بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، منذ إعلانه السيطرة على بعض المناطق في 29 يونيو 2014 حتى فجر أمس». وأضاف أن التنظيم أعدم 1945 مواطناً مدنياً، بينهم 77 طفلاً و103 نساء «رمياً بالرصاص، أو بالنحر، أو فصل الرؤوس عن الأجساد، أو الرجم، أو الرمي من شاهق، أو الحرق»، وذلك في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة. وبين القتلى المدنيين، بحسب المرصد، أكثر من 930 من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، و223 مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بمدينة كوباني في محافظة حلب.

ويحكم التنظيم بالإعدام على كل من يتهمه بممارسة السحر والشعوذة والكفر والقتل والسرقة و«التخابر مع الصحوات» و«سب الذات الإلهية» و«التواصل مع المرتدين» والزنا والمثلية الجنسية والتجسس لمصلحة دول إقليمية أو أجنبية.

وفي ما يتعلق بالجنود والمقاتلين، أحصى المرصد إعدام التنظيم «975 ضابطاً وعنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بعد أسرهم في المعارك أو توقيفهم على الحواجز في مناطق تحت سيطرته.

كما أعدم «247 من مقاتلي الكتائب المسلحة وجبهة النصرة ووحدات حماية الشعب الكردية». ولم يسلم عناصر التنظيم من الإعدامات أيضاً. وأفاد المرصد عن إعدام 415 من عناصر التنظيم، «بعضهم بتهمة الغلو والتجسس، وأغلبهم بعد اعتقالهم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم»، في إشارة إلى مقاتلين أجانب.

تويتر