الجيش السوري يسيطر على بلدة الحاضر الاستراتيجية جنوب حلب

روحاني يرى مصير الأسد «قضية ثانوية».. و«داعش» يتوعّد روسيا

صورة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية تظهر فيها طائرات حربية داخل قاعدة كويرس. أ.ب

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، قضية مصير الرئيس بشار الأسد قضية ثانوية، وأن مكافحة الإرهاب لها الأولوية، وفي وقت هدد تنظيم «داعش» بشنّ هجمات في روسيا «قريباً جداً»، سيطر الجيش السوري ومقاتلو «حزب الله» اللبناني، أمس، بشكل كامل على بلدة الحاضر، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي في شمال البلاد.

وفي التفاصيل، وصف الرئيس روحاني مصير نظيره السوري بشار الأسد، ضمن حل سياسي محتمل للأزمة السورية بـ«القضية الثانوية»، وقال «بالنسبة لنا، في سورية الأولوية هي مكافحة الإرهاب». جاء ذلك في تصريحات أدلى بها روحاني في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديللا سيرا» الإيطالية نشرت أمس.

ونوّه روحاني، عشية جولة أوروبية تبدأ من العاصمة الإيطالية روما، بأن لقاءات فيينا حول سورية تشكل «المرة الأولى التي تجلس فيها كبرى بلدان منطقتنا على طاولة واحدة، وهذا إنجاز كبير في حد ذاته».

وأضاف «على الرغم مما لدى الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية من وجهات نظر مختلفة»، حول القضية السورية «إلا أن ما يحدث، يمثل إشارة إلى إمكانية البحث عن حلول للأزمات الإقليمية معاً».

ورأى أن «المشكلة السورية معقدة للغاية، ولا يمكننا أن نتوقع أن يتم حلها في جولة واحدة من المفاوضات»، لكن «هناك فرصة جديدة، ونحن نؤمن بأن لا حل عسكرياً للأزمة السورية، بل سياسي»، مؤكداً «انها خطوة صغيرة تعطينا بصيص أمل».

من ناحية أخرى، ذكر موقع «سايت»، الذي يتابع المتشددين على الإنترنت، أمس، أن تنظيم «داعش» بث تسجيل فيديو هدد فيه بشن هجمات في روسيا «قريباً جداً».

وأضاف أن مركز الحياة للإعلام وهو القسم الإعلامي باللغات الأجنبية التابع للتنظيم المتشدد بث فيديو باللغة الروسية يتضمن هتافات «قريباً، قريباً جداً ستسيل الدماء أنهاراً». ودعا «داعش» في السابق إلى شن هجمات على روسيا والولايات المتحدة، رداً على الضربات الجوية على مقاتليها في سورية. ويشتبه مسؤولو مخابرات غربيون في أن التنظيم المتشدد زرع قنبلة في طائرة ركاب روسية تحطمت في شبه جزيرة سيناء في مصر قبل نحو أسبوعين.

ميدانياً، قال مصدر عسكري سوري «سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بشكل كامل على بلدة الحاضر»، التي كانت تحت سيطرة فصائل مسلحة، وتبعد نحو 10 كيلومترات عن طريق حلب دمشق الدولي.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن مصدر عسكري السيطرة على البلدة «وتكبيد الإرهابيين خسائر جسيمة».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته سيطرة قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» على «أجزاء كبيرة من البلدة»، مشيراً الى «معارك عنيفة مستمرة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وأبرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) من جهة، وقوات النظام وحلفائها من جهة اخرى داخل البلدة».

وتزامنت الاشتباكات بحسب المرصد، مع «تنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية ضربات جوية، استهدفت مواقع مقاتلي الفصائل والنصرة»، لافتاً الى خسائر بشرية في صفوف الطرفين من دون تحديد حصيلة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الحاضر «تعد المعقل الأبرز للفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي»، موضحاً ان «سيطرة قوات النظام على البلدة تجعلها قريبة من طريق دمشق حلب الدولي»، الذي تسيطر الفصائل على اجزاء كبيرة منه منذ عام 2012.

بدأت قوات النظام عمليات برية في 17 أكتوبر في ريف حلب الجنوبي بغطاء جوي روسي، وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة وصولاً الى الحاضر التي تبعد نحو 25 كيلومتراً عن مدينة حلب.

وتنفذ موسكو منذ 30 سبتمبر الماضي ضربات جوية في سورية، تقول انها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، وتتهمها دول الغرب والفصائل المقاتلة باستهداف المجموعات المعارضة اكثر من تركيزها على المتطرفين.

تأتي سيطرة قوات النظام على بلدة الحاضر بعد يومين من فكها الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، والذي حاصره تنظيم «داعش» منذ ربيع 2014.

يأتي ذلك في وقت قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن 100 على الأقل من الجنود والمسلحين قتلوا في شمال سورية، خلال الاشتباكات العنيفة هذا الأسبوع، مع وصول القوات الموالية للحكومة إلى قاعدة جوية حاصرها تنظيم «داعش» لفترة طويلة. وأضاف المرصد أن معظم القتلى من متشددي «داعش» ثم القوات الحكومية وحلفائها.

تويتر