«التنظيم» يفرج عن 37 مسيحياً آشورياً في محافظة الحسكة

قوات التحالف تستعد لزيادة عدد الضربات الجوية ضد «داعش» في العراق وسورية

آثار غارة جوية على منطقة دوما شرق العاصمة دمشق أمس. أ.ف.ب

قال قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، اللفتنانت جنرال تشارلز براون، أمس، إن قوات الولايات المتحدة والتحالف ستزيد على الأرجح ضرباتها الجوية ضد أهداف تنظيم «داعش» في العراق وسورية، خلال الأسابيع المقبلة، بعد فترة هدوء في سبتمبر وأكتوبر، وفي وقت اتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التنظيم باستخدام أسلحة كيماوية في سورية، أفرج التنظيم عن 37 مسيحياً آشورياً في محافظة الحسكة شمال شرق سورية.

 

وفي التفاصيل، أبلغ براون الصحافيين في المؤتمر الدولي لقادة القوات الجوية في دبي، أن تقليص الضربات الجوية كان بسبب الطقس وبطء وتيرة الأنشطة على الأرض، وليس بسبب الضربات الجوية الروسية في المنطقة.

وأضاف أن القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة يزيدون من أنشطتهم على الأرض، ما قد يتيح مزيداً من الفرص حتى تنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها المزيد من الضربات الجوية ضد أهداف التنظيم المتشدد. وقال «إذا لم يمارس (مقاتلو تنظيم داعش) أنشطة، فسيكون من الصعب توجيه ضربات، ولاسيما بالنسبة لعدو يمكن أن يختبئ وسط المدنيين».

كما رفض براون الانتقادات بأن الولايات المتحدة لا تستخدم الضربات الجوية بشكل كبير أو فعال كلما أمكن ذلك، قائلاً إن قوات التحالف تسعى لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين، الأمر الذي قد يعزز مساعي التجنيد لصفوف «داعش». كما أشار إلى أن عدد الضربات ليس مؤشراً بقدر الأهداف التي أصيبت وعدد الأسلحة التي استخدمت.

وأبلغ براون الصحافيين بأن اتفاقاً أبرم مع روسيا لتفادي احتمال التصادم في الجو يسير بشكل جيد، وإنه لم تقع حوادث حتى الآن. وقال «لا يريدون (حوادث) في الجو، ولا نحن أيضاً». وذكر أن الاتفاق لا يعرقل القوات الأميركية عن شن ضربات أينما اقتضت الضرورة.

يأتي ذلك في وقت ذكر تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية اطلعت عليه «رويترز» أن خبراء الأسلحة الكيماوية خلصوا إلى أن غاز الخردل استُخدم في بلدة سورية خلال اشتباكات بين تنظيم «داعش» وجماعة أخرى.

وخلص تقرير سري للمنظمة في 29 أكتوبر واطلعت «رويترز» على ملخص له «بمنتهى الثقة إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل» في بلدة مارع شمالي حلب، يوم 21 أغسطس. وقال التقرير «من المرجح بشدة أن يكون غاز الخردل تسبب في وفاة رضيع».

 

ويقدم التقرير أول تأكيد رسمي عن استخدام غاز الخردل في سورية، منذ وافقت دمشق على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية التي كان بينها غاز الخردل.

 

ولم يذكر التقرير «داعش»، لأن بعثة تقصي الحقائق ليست مفوضة بتوجيه اللوم، لكن مصادر دبلوماسية قالت إن الأسلحة الكيماوية استخدمت في اشتباكات بين «داعش» وجماعة مقاتلة أخرى كانت في البلدة في ذلك الوقت.

 

وقال مصدر إن التقرير يثير «تساؤلاً مهماً بشأن من أين جاء غاز الخردل؟ إما اكتسب تنظيم داعش القدرة على صناعته بنفسه، أو ربما جاء من مخزون لم يعلن عنه، وسيطر عليه التنظيم. كلا الخيارين يبعث على القلق».

 

وقال تقرير ثانٍ إن حوادث عدة وقعت في محافظة إدلب جنوبي حلب بين مارس ومايو عام 2015، «شملت على الأرجح استخدام مادة كيماوية سامة أو أكثر» بما في ذلك الكلور. وأُنحي باللائمة على القوات الحكومية في هذه الهجمات التي أسفرت عن سقوط ستة قتلى على الأقل في تلك المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن «شهوداً ذكروا أنهم سمعوا أزيز طائرات هليكوبتر في وقت انفجار الذخيرة الكيماوية. ولا يملك طائرات هليكوبتر سوى نظام الأسد». وقال البيت الأبيض إنه «قلق للغاية» من النتائج الأولية التي توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وقالت مصادر في المنظمة إن المجلس التنفيذي للمنظمة المؤلف من 41 عضواً دعا إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة النتائج الخاصة باستخدام الغاز في سورية، وستعقد الجلسة في لاهاي يوم 23 نوفمبرالجاري.

وقال التقرير الثالث لبعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة في سورية: «إن الفريق لم يستطع حتى الآن إثبات مزاعم من الحكومة السورية، بأن مقاتلين من المعارضة استهدفوا قواتها بأسلحة كيماوية».

في المقابل، أفرج «التنظيم»، أمس، عن 37 مسيحياً آشورياً، معظمهم من النساء، كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، وفق ما أكدت منظمات آشورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مصدر في المرصد الآشوري بأن المفرج عنهم «يتوزعون بين 27 امرأة و10 رجال، معظمهم من كبار السنّ». وفي مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «23 مدنياً قتلوا، بينهم ستة أطفال وسبع نساء جرّاء غارات يعتقد أنها من طائرات روسية استهدفت وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية، حيث تكثر الأسواق الشعبية والتجارية».

تويتر