الرئيس السوري في موسكو بأول زيارة خارجية منذ بدء الأزمة

بوتين والأسد يشددان على الخطوات السياسية بعد العمليات العسكرية

بوتين للأسد: التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع ليس ممكناً إلا بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية في البلاد. أ.ب

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري، خلال زيارة مفاجئة قام بها بشار الأسد إلى موسكو، على أن العمليات العسكرية يجب أن تتبعها خطوات سياسية تسهم في إنهاء النزاع المتواصل في سورية منذ نحو خمس سنوات.

وزار الأسد موسكو في أول زيارة له خارج سورية منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، ولم يعلن عنها الكرملين إلا بعد عودته إلى دمشق. وتكتسب أهمية كبرى كونها تأتي بعد حملة جوية بدأتها روسيا في نهاية الشهر الماضي لدعم القوات السورية.

وقال بوتين للأسد، بحسب بيان صادر عن الكرملين «نحن مستعدون للمساهمة، ليس فقط بالأعمال العسكرية في مكافحة الإرهاب، وإنما أيضاً في عملية سياسية».

وذكر أن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع «ليس ممكناً إلا بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية» في البلاد، معتبراً أن القرار الأخير يجب أن «يعود إلى الشعب السوري».

وأضاف بوتين «بناء على طلبكم قدمنا مساعدة قيمة إلى الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب».

من جهته، أكد الأسد أن أي عمل عسكري «يفترض أن تليه خطوات سياسية»، بحسب ما اوردت الرئاسة السورية على حسابها على موقع «تويتر». وقال إن «هدف العمليات العسكرية في سورية هو القضاء على الإرهاب الذي يعرقل التوصل الى حل سياسي».

واعتبر الأسد، وفق تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إن «مشاركة القوى الجوية الروسية في العمليات ضد الإرهاب في سورية ساهمت في وقف تمدد التنظيمات الإرهابية، فيما تستمر دول أخرى بدعم الإرهاب».

وشدد على «ضرورة وقف جميع أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية، وفتح المجال أمام الشعب السوري لتقرير مستقبل بلاده بنفسه».

وأعرب الأسد لبوتين، وفق الوكالة «عن تقدير الشعب السوري للدعم الروسي المستمر له منذ بداية الأزمة، والذي توج بدعم القوى الجوية الروسية للعمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية».

ونقلت الوكالة أن الرئيسين ناقشا «جميع الجوانب المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ودعم القوات الجوية الروسية للعمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية».

وأشارت إلى أن الأسد «اطلع بوتين على الوضع في سورية، وخطط الجيش العربي السوري». وتعكس الزيارة بوضوح استمرار الدعم الروسي الثابت للأسد.

ووصف الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الزيارة بأنها «زيارة عمل»، موضحاً أنها تمت مساء أول من أمس.

وقال بيسكوف إن اللقاء «لم يتطرق إلى مسألة رحيل الأسد»، وهو ما كانت تطالب به في السنوات الاولى للنزاع الدول الغربية.

وأكد أن الرئيس الروسي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن زيارة الأسد مساء إلى موسكو. وقال إن بوتين وأردوغان بحثا الوضع في سورية، وأبلغ نظيره التركي بنتائج زيارة الأسد. كما بحث بوتين زيارة الأسد المفاجئة إلى روسيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اللذين يدعمان التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش».

كما اتصل بوتين هاتفياً بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبحث معه نتائج زيارة الأسد لروسيا، بحسب الرئاسة الروسية.

وأكد متحدث باسم الرئاسة السورية لـ«فرانس برس»، أمس، أن الأسد عاد إلى سورية، وأنه «في دمشق حالياً».

وأوضح أن «بوتين أبلغ الرئيس الأسد بأنه سيجري محادثات مع القوى الدولية، بهدف التوصل الى حل سياسي مع محاربة الإرهاب في الوقت نفسه».

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن طائراتها نفذت 46 طلعة جوية، وقصفت 83 هدفاً «إرهابياً» في سورية خلال 24 ساعة، في محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) ودمشق وحماة (وسط).

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بضربات روسية استهدفت مناطق في جبل الاكراد في محافظة اللاذقية (غرب) وفي ريف حماة الشرقي، وهي مناطق تقود فيها قوات النظام عمليات برية منذ السابع من الشهر الجاري.

تويتر