موسكو تقترح على واشنطن محادثات «بين عسكريين».. ومقتل 19 شخصاً بقصف جوي على حلب

دي ميستورا يبحث خطته للسلام في دمشق.. والنظام يبدأ استخدام أسلحة روسية جديدة

سوري يحمل طفلتين نجتا من قصف النظام حلب أمس بالبراميل المتفجرة. أ.ف.ب

بحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، مع المسؤولين في دمشق خطته الجديدة للسلام، في وقت اقترحت موسكو على واشنطن إجراء «محادثات بين عسكريين» تفادياً لأي احتكاك ميداني بين الدولتين، فيما قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المقدمة من روسيا، في ما يمثل تأكيداً للدعم الروسي المتنامي لدمشق، الذي شكّل مصدر قلق للولايات المتحدة، بينما قتل 19 شخصاً في قصف جوي للنظام على حلب.

وفي التفاصيل، تأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق في حين يبدو أن الغرب الغارق في أزمة المهاجرين يبحث عن حل سياسي مقابل أي ثمن للنزاع في سورية، وإن كان ذلك يعني تسوية مع الرئيس بشار الأسد.

وبعد لقائه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اكتفى دي ميستورا، بالقول للصحافيين «سنواصل اجتماعاتنا، لاتزال لدينا لقاءات، لذلك لا أستطيع الإدلاء بأي تعليقات».

من جهته، أكد المعلم أن «موضوع مكافحة الإرهاب في سورية هو الأولوية، باعتباره المدخل للحل السياسي في سورية»، موضحاً أن دمشق «ستدرس الأفكار التي قدمها المبعوث الخاص لاتخاذ الموقف المناسب تجاه مبادرته»، بحسب وكالة الأنباء السورية.

ولفتت صحيفة «الوطن» السورية، القريبة من النظام، إلى الاختلاف في وجهات النظر بين دمشق وموسكو من جهة، والأمم المتحدة من جهة ثانية.

وتحدثت «الوطن» في افتتاحيتها عن «تطابق الموقفين الروسي والسوري تجاه الحلول المقترحة للأزمة السورية وللحرب على سورية»، ووفق سانا، فإنه خلال لقائه المعلم «قدم دي ميستورا إجابات عن التساؤلات التي أثارها الجانب السوري بشأن مقترحه المتعلق بفرق العمل»، مشيراً إلى أن «لقاءات فرق العمل هي للعصف الفكري وغير ملزمة».

وكان مصدر دبلوماسي قال إن دمشق لا تريد أن تكون النتائج التي ستتوصل إليها مجموعات العمل إلزامية.

وتتزامن تحركات دي ميستورا الدبلوماسية مع متغيرات من شأنها أن تطلق مرحلة جديدة في هذا النزاع الدموي الذي أودى بحياة 240 ألف شخص على الأقل.

وتسعى روسيا تحديداً إلى استعراض وجودها العسكري في سورية إلى جانب النظام، في رسالة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».

وكشف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أول من أمس، أن موسكو اقترحت على واشنطن إجراء «محادثات بين عسكريين» من الدولتين، حول النزاع في سورية، تفادياً لأي احتكاك ميداني بين الطرفين.

ويبدو أن الغرب يتجه اليوم نحو اعتماد مقاربة جديدة إزاء النظام السوري، خصوصاً في مواجهة تدفق آلاف اللاجئين الهاربين من نيران الحرب، وفق ما رأى خبراء.

يأتي ذلك في وقت قال مصدر عسكري سوري، أمس، إن الجيش السوري بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية المقدمة من روسيا، ووصف الأسلحة بأنها ذات فعالية ودقة عالية. وقال إن الجيش بدأ استخدامها خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن تدرب على استخدامها في سورية في الشهور الأخيرة.

ميدانياً، قال نشطاء إن طائرات حربية سورية شنت نحو 12 غارة على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وذلك في هجوم كبير، غير مألوف أن تشنه القوات الحكومية على منطقة يستهدفها تحالف تقوده الولايات المتحدة.

وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، وإصابة عشرات آخرين جراء قصف الطائرات النظامية الحربية مبنى عند أطراف حي الشعار بمدينة حلب.

 

 

تويتر