22 قتيلاً بينهم 4 أطفال في غرق قارب المهاجرين قبالة السواحل التركية

المجر تغلق حدودها.. وألمانيا تندّد بفشـل أوروبــا في تقــاسـم اللاجئين

مئات المهاجرين عالقين أمام حاجز أقامته السلطات المجرية على الحدود مع صربيا. رويترز

علق مئات المهاجرين، أمس، على الحدود بين صربيا والمجر، بعد أن أغلقتها بودابست أمام تدفق اللاجئين، في مؤشر إلى خلاف كبير بين الأوروبيين حول تبني سياسة لجوء مشتركة، أثار غضب ألمانيا التي أكدت أن «أوروبا جلبت لنفسها العار مجدداً»، غداة فشل اجتماع طارئ في بروكسل لبحث توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. في حين شهدت أزمة اللاجئين مأساة جديدة، أمس، مع مقتل 22 مهاجراً من بينهم أربعة أطفال في غرق قاربهم المحمل بأكثر من طاقته بين اليونان وتركيا.

وبدأت المجر التي تشكل نقطة العبور الرئيسة للمهاجرين الساعين للتوجه إلى ألمانيا، أمس، بتطبيق تشريع جديد ينص على عقوبة بالسجن ثلاث سنوات لأي شخص يعبر السياج الشائك الذي أقيم على طول الحدود مع صربيا (175 كلم)، وأعلنت الحكومة أن هذه الإجراءات الجديدة أدت إلى تراجع عدد الوافدين إلى البلاد بشكل كبير.

وأغلق مركزا العبور الرسميان في «اسوتالوم» و«روسكي-أورغوس»، ما يقفل الحدود بالكامل أمام المهاجرين بعد اغلاق نقطة العبور الرئيسة أول من أمس، الواقعة على مسافة كيلومترين شرقاً على طول سكة حديد.

كما تعتزم المجر بناء سياج جديد على حدودها مع رومانيا لوقف تدفق اللاجئين.

وصباح أمس، كان قرابة 300 مهاجر بينهم أطفال ينتظرون وسط الغموض وأحيانا الدموع على أمل إعادة فتح نقطة العبور الرسمية بين صربيا والمجر، فيما أعلن حرس الحدود المجري أن ذلك لن يتم إلا «إذا توافرت الشروط المواتية».

وأمضى بعض المهاجرين الليل داخل خيم نصبت وسط الطريق، فيما انتشر من الجانب المجري 20 شرطياً من قوات مكافحة الشغب خلف سياج علوه متران تم مده بين خطي الطريق الذي تسلكه السيارات عادة في الاتجاهين.

وتمكن رقم قياسي بلغ 9380 مهاجراً، أول من أمس، من عبور الحدود، ما يرفع إلى 200 ألف عدد المهاجرين الذي دخلوا إلى المجر منذ مطلع العام بحسب الشرطة.

كما أعلنت المجر بدء إجراءات قضائية بحق 60 مهاجراً أوقفوا أمس، واتهموا بإحداث «أضرار» بالسياج الشائك الذي اقيم على الحدود مع صربيا، وهي تهمة يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات بموجب التشريع الذي دخل حير التنفيذ أول من أمس.

ويحق لدول الاتحاد الأوروبي فرض رقابة مؤقتة لأسباب أمنية بموجب معاهدة «شنغن»، لكن هناك مخاوف من انهيار مبدأ «أوروبا من دون حدود»،

وعلى الرغم من موجة التأثر والتضامن حيال تدفق عشرات آلاف اللاجئين ونصفهم سوريون فارون من النزاع في بلادهم، بحسب الامم المتحدة، فشلت دول الاتحاد الأوروبي الـ28، أول من أمس، في التوصل إلى توافق حول توزيع ملزم للمهاجرين الـ120 ألفاً الجدد، إضافة إلى المهاجرين الـ40 ألفاً الذين سبق أن دخلوا أوروبا في يوليو الماضي.

وطالبت سلوفاكيا بعقد قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي حول المهاجرين وهي تعتزم أن تكرر فيها رفضها القاطع لفرض حصص إلزامية لاستقبال اللاجئين.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، إنه «في موضوع جدي ودقيق مثل مسألة إملاء على دولة ما عدد الأشخاص الذين يتحتم عليها استقبالهم من دون أن تتمكن من اختيارهم، فإن مثل هذا القرار يتخذ بالتأكيد ضمن اجتماع قمة»، مؤكداً أنه سيشارك في القمة «بتفويض واضح وهو عدم القبول بالحصص الإلزامية أياً كانت الظروف».

وأسفت ألمانيا التي تتوقع استقبال ما بين 800 ألف ومليون لاجئ بحلول نهاية العام لعدم الاتفاق حول هذه المسألة، ملوّحة بإمكان الحد من مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى الدول الأعضاء التي رفضت فكرة تقاسم أعباء اللاجئين بناء على نظام حصص، أي المجر وبولندا وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية.

وأكد وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير لقناة «زد دي إف» الألمانية أنه «علينا درس أساليب للضغط». وبرر فكرته قائلاً إن الدول التي ترفض نظام الحصص «هي دول تحصل على الكثير من المساعدات الهيكلية»، منتقداً «عدم تضامن أقلية» من البلدان.

غير ان المستشارة أنغيلا ميركل عارضت «التهديدات» بفرض عقوبات على هذه الدول، وقالت «أعتقد ان علينا ان ننجح في نشر روح أوروبية من جديد، لكن التهديدات ليست السبيل للتوصل إلى اتفاق».

من جهتها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، في جنيف أنها «تخشى أن يؤدي تردد أوروبا إلى سقوط المزيد من القتلى»، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها ليونارد دويل.

في السياق، قتل 22 مهاجراً من بينهم اربعة أطفال صباح أمس، قبالة سواحل جنوب غرب تركيا عند غرق قاربهم خلال توجهه إلى جزيرة كوس اليونانية.

وقالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء، إن خفر السواحل تمكنوا من إنقاذ 211 شخصا لم تحدد جنسياتهم، كانوا على متن القارب الذي انطلق من منطقة داتشا (جنوب غرب). وأفادت وسائل الاعلام التركية بأن القارب غرق في المياه الدولية.

ومنذ أشهر يجازف عدد متزايد من المهاجرين واللاجئين غالبيتهم من السوريين والأفغان والأفارقة بعبور بحر ايجه انطلاقاً من السواحل الجنوبية الغربية لتركيا لبلوغ الجزر اليونانية نقطة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.

تويتر