لافروف ينفي تعزيز الوجود العسكري الروسي.. و«الحر» يهدد موسكو بتحويل سورية مقبرة لجنودها

مقتل وأسر 114 جندياً نظامياً.. وفقد العشرات في معارك إدلب ودير الزور

منظر عام لمقاتلات في مطار أبو الضهور العسكري الذي سيطرت عليه فصائل مسلحة في إدلب. أ.ف.ب

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بمقتل 56 عنصراً على الأقل من القوات النظامية وأسر نحو 40 آخرين، خلال سيطرة «جبهة النصرة» والفصائل المسلحة على مطار أبو الضهور العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب، بما فيه من 20 طائرة مقاتلة و15 مروحية عسكرية، فيما قتل 18 عنصراً من قوات النظام و23 من تنظيم «داعش» باشتباكات عنيفة، الليلة قبل الماضية، في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث سيطر المسلحون على مبنى كتيبة الصواريخ، ليصل إجمالي من خسرهم النظام بين قتيل وأسير إلى 114 جندياً. وفي وقت نفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية، هدد «الجيش السوري الحر» موسكو بتحويل سورية «مقبرة للروس».

كي مون: الوضع في سورية أسوأ أزمة إنسانية

وصف أمين عام منظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، الوضع في سورية بأنه أسوأ أزمة إنسانية في الوقت الراهن، مؤكداً أن المنظمة بحاجة إلى إرادة سياسية وتمويل، حيث يتعين أن يسمو كل من يتمتعون بالنفوذ فوق مصالحهم الضيقة، وأن يعملوا من أجل المصلحة العامة للمنطقة والعالم.

جاء ذلك في كلمة للأمين العام للمنظمة، في المنتدى رفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، حول «ثقافة السلام»، وشارك فيه رئيس الدورة الحالية للجمعية والناشط، أرون غاندي، حفيد المهاتما غاندي.   نيويورك ــــ وام

«داعش» يستخدم صورة الطفل الكردي لتحذير المهاجرين


استخدم تنظيم «داعش» الصورة المؤثرة لجثة الطفل، ألان الكردي، على شاطئ تركي لتحذير المهاجرين من محاولة الوصول إلى الغرب، معتبراً ذلك «إثما عظيماً».

وقد هزت صورة الطفل الكردي على شاطئ بودروم، بعد غرقه بحادث مركب أثناء محاولة عائلته الوصول إلى اليونان، الرأي العام العالمي، وأسهمت في تركيز الاهتمام الدولي على معاناة اللاجئين.

وفي العدد الأخير من مجلته «دابق»، التي تصدر باللغة الانجليزية، كتبت المجلة إن المسلمين يرتكبون «إثماً عظيماً» عبر نقل أولادهم إلى الغرب «حيث يكونون عرضة للفحش والكحول والمخدرات».   بيروت ــــ أ.ف.ب

وفي التفاصيل، اندلعت اشتباكات عنيفة، الليلة قبل الماضية، بين قوات النظام السوري وتنظيم «داعش» في جنوب وجنوب شرق مطار دير الزور العسكري. وأسفرت، بحسب المرصد السوري، عن «مقتل 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و23 عنصراً من تنظيم داعش، بينهم اثنان، أحدهما طفل، فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين استهدفتا كتيبة الصواريخ ومحيط المطار».

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «داعش» «وصل على بعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من مطار دير الزور العسكري، بعدما سيطر على مبنى كتيبة الصواريخ». وأشار إلى «إصابة نحو 50 عنصراً من التنظيم نقلوا إلى مستشفى مدينة الميادين، الواقعة تحت سيطرة» المتطرفين. وأوضح أن «حالياً ليس هناك اشتباكات، إلا أن الهجوم هو الأعنف على المطار».

وفي محافظة إدلب «قتل 56 عنصراً على الأقل من قوات النظام خلال سيطرة جبهة النصرة والفصائل الإسلامية على مطار أبوالضهور العسكري»، وفق عبدالرحمن. وأضاف «أُسر نحو 40 آخرين، والعشرات لايزالون مفقودين»، مشيراً إلى «إعدام عدد من الجنود».

ومن جهتها، نشرت «جبهة النصرة» على موقع «تويتر» صوراً لـ15 شخصاً قدمتهم على أنهم جنود سوريون أُسروا في معارك أبوالضهور. ونشر ناشطون على موقع «تويتر» صوراً لطوافات وطائرات عسكرية في مطار أبوالضهور، وأخرى تظهر مسلحين يرفعون علامات النصر من على متن الطائرة. وبحسب عبدالرحمن، فإن مصير الجنود السوريين الذين فروا من المطار لايزال مجهولاً.

وذكرت مصادر في المعارضة أنها بسيطرتها على مطار أبوالضهور العسكري، سيطرت على 20 طائرة مقاتلة و15 مروحية، بعضها صالح للطيران، تخلت عنها القوات الحكومية خلال انسحابها من القاعدة.

ونشر ناشطون صوراً على الإنترنت لما قالوا إنها طائرات ومروحيات غنموها بعد أن طردوا الجيش السوري من آخر معاقله في محافظة إدلب الاستراتيجية، التي تشترك بحدودها مع محافظات اللاذقية وحماة وحلب.

كما أشار ناشطون إلى أن المعارضة سيطرت على أسلحة وذخائر، بينها مدافع عيار 130 ملم، ورشاشات مضادة للطائرات عيار 23 ملم، ومدافع هاون، إضافة إلى دبابة وعربة مجنزرة، وأسلحة أخرى.

وقالت شبكة «سورية مباشر» إن «جيش الفتح»، الذي سيطر على مطار أبوالضهور، استولى أيضاً على «مستودعات مليئة بصواريخ كاتيوشا»، التي تستخدم في راجمات الصواريخ، وصهاريج مياه ووقود وآليات مختلفة.

واعتبرت الشبكة أنه بالسيطرة على هذه الأسلحة والذخائر، فإنها تكون قد حالت دون قيام هذه الطائرات والأسلحة بقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سقوط مطار أبوالضهور يشير إلى أن القوات الحكومية خسرت «آخر نقاط وجودها في محافظة إدلب»، رغم أن ميليشيات موالية لدمشق لاتزال تسيطر على بلدتي كفريا والفوعة.

من جانبه، وفي مؤتمر صحافي قال لافروف «إن خبراء عسكريين روساً يعملون في سورية، يساعدون الجيش السوري على تعلم كيفية استخدام أسلحتنا». وأضاف «إن روسيا لم تتخذ أي إجراء إضافي» لتعزيز وجودها.

وقال لافروف «إذا تطلب الأمر القيام بذلك فإنما سيتم بشكل يتوافق مع قوانيننا والقانون الدولي، ومع التزاماتنا الدولية وبموجب طلب فقط، ومع موافقة الحكومة السورية وحكومات دول أخرى في المنطقة». لكن وزير الخارجية الروسي أقر بأن «الطائرات التي أرسلتها روسيا إلى سورية تنقل تجهيزات عسكرية بموجب عقود قائمة (موقعة مع دمشق) ومساعدة إنسانية».

وفي أول رد رسمي من المعارضة السورية، توعد المتحدث باسم هيئة أركان الجيش السوري الحر، العقيد مصطفى فرحات، روسيا قائلاً إن الجيش الحر والثوار سيجعلون من سورية مقبرة للروس.

من جانبه، قال مسؤولون أميركيون إن روسيا أرسلت أخيراً سفينتين حاملتين للدبابات إلى ميناء طرطوس، وأكثر من 10 حاملات جنود روسية مدرعة إلى مطار باسل الأسد. هذا المطار المعروف أيضاً باسم مطار اللاذقية الدولي، وهو مطار عسكري صغير يبعد عن مدينة اللاذقية 23 كلم، وعن القرداحة مسقط رأس الأسد 14 كلم.

من ناحية أخرى، أفاد موقع «ديلي بيست» الإخباري الإلكتروني، أول من أمس، بأن مسؤولين عسكريين أميركيين أعادوا صياغة تقارير استخباراتية لإعطاء تقييم أكثر تفاؤلاً لنتائج حملة الضربات الجوية الأميركية ضد «داعش» و«جبهة النصرة» في سورية.

يأتي ذلك في وقت قال قائد قوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش»، جوان إبراهيم، إن دولاً غربية دربت قوات الأمن الكردية التي تحارب تنظيم «داعش» على مكافحة الإرهاب في سورية. وأضاف أن أكثر من 450 فرداً من قوات الأسايش تلقوا تدريباً في شمال سورية، بمنطقة تعرف باسم روجافا بالكردية، وإن التدريب تضمن كيفية التعامل مع السيارات الملغومة والمباني المفخخة.

وذكر أن الأسايش تحتجز نحو 30 من أفراد جماعة مسلحة موالية للحكومة السورية، بعد أن استسلموا للقوات الكردية أثناء القتال، وبينهم أجانب. وأشار إلى أن الهدف من احتجازهم هو مبادلتهم بأسرى لدى الحكومة السورية.

تويتر