إسبانيا تدعو إلى التفاوض مع الأسد.. والنمسا تطالب بإشراكه مع إيران وروسيا في قتال «التنظيم»

مؤتمر دولي في باريس يقر «خـــطة عمل» لحماية الأقليات من «داعش»

صورة

أقرّ مؤتمر دولي عقد، أمس، في باريس برعاية الأمم المتحدة ومشاركة نحو 60 دولة، «خطة عمل» لحماية الأقليات المهددة من قبل تنظيم «داعش» في منطقة الشرق الأوسط، في حين دعت إسبانيا إلى «التفاوض» مع الرئيس السوري بشار الأسد، على «وقف لإطلاق النار»، بينما طالبت النمسا الدول الغربية بضم الأسد وحليفتيه إيران وروسيا من أجل قتال «داعش».

وافتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، أعمال «المؤتمر الدولي لحماية ضحايا العنف الإثني والطائفي في الشرق الأوسط»،الذي عقد بمشاركة 60 بلداً وممثلين عن 15 منظمة غير حكومية، في خطوة تعد استكمالاً لاجتماع مجلس الأمن الدولي الذي دعت إليه باريس وترأسته في 27 مارس الماضي.

ودعا إلى تعزيز المساعدة للدول المجاورة لسورية والعراق، التي تستقبل لاجئين من هذين البلدين.

وقال «إذا لم نساعد أكثر الدول التي تستقبل لاجئين، واذا لم ندعم اكثر الأسر في مخيمات اللاجئين او المشتتة في الدول المجاورة، عندها لن يكون هناك مآس فحسب، بل ستستمر موجة الهجرة التي نشهدها».

وأشار إلى «الأوضاع الإنسانية الطارئة» في كل من تركيا ولبنان والأردن.

وأكد أن الهجرة إلى أوروبا «لن تتوقف في غياب تحرك على نطاق واسع لاستقبال الذين غادروا سورية أو العراق في ظروف أفضل في الدول المجاورة».

وأمل هولاند أن يكون «المؤتمر مفيداً»، وألا يكون «فقط شاهداً على المآسي والفظاعات»، ولا يكتفي بـ«كلمات سحرية»، بل ان يفضي إلى «خطة عمل سياسية وإنسانية وقضائية».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن فرنسا ستخصص 25 مليون يورو في إطار «خطة عمل» دولية لمصلحة الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط. وقال في ختام المؤتمر «لن نسمح بزوال التنوع في الشرق الأوسط، الذي يعود إلى آلاف السنين، من دون أن نحرك ساكناً».

وأضاف في مؤتمر صحافي، إلى جانب نظيره الأردني، ناصر جودة، أن «خطة العمل» التي أعلنت، تضم شقاً إنسانياً لتولي شؤون أفراد الأقليات المهجرة والتمهيد لعودتهم إلى ديارهم، وشقاً قضائياً «للتصدي لإفلات الإرهابيين من العقاب» و«الترويج لإطار سياسي لازم للحفاظ على هذا التنوع» الديني والإثني في المنطقة.

وستخصص الوكالة الفرنسية للتنمية 15 مليون يورو لتمويل مخيمات اللاجئين ودعم الدول التي تستقبلهم، خصوصاً لبنان والأردن وتركيا والعراق.

وأعلن فابيوس، أن الجيش الفرنسي نفذ، أمس، أولى طلعات الاستطلاع فوق سورية.

وقال إن القرار الذي أعلنه، الاثنين الماضي، هولاند «قد نفذ، وطلعات الاستطلاع هذه ستحدد الوقت المناسب لأي عمل يمكن أن يتخذ».

من ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغايو، أمس، إلى «التفاوض» مع الأسد على «وقف لإطلاق النار»، مؤكداً أن «السلام دائماً ما يصنع مع الأعداء».

ورأى الوزير الإسباني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى إيران، أنه من الضروري «التفاوض» مع الأسد على «وقف جزئي لإطلاق النار، يبدأ بحلب (شمال سورية)، وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار».

وقال في حديث مع إذاعة «كادينا سر»، إن «أحد الأطراف (المتورطين) هو حكومة بشار الأسد الذي لا أقدره على الإطلاق شخصياً، لكن السلام دائماً ما يصنع مع الأعداء، يجب التفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإلا وصلنا إلى وضع إنساني ميؤوس منه».

ودافع الوزير الإسباني عن الخيار العسكري ضد «داعش»، موضحاً انه ينتظر «بفارغ الصبر» قراراً من المجموعة الدولية في هذا الشأن.

وقال «ليس ممكناً التفاوض او التحاور مع (داعش)، فالحل العسكري ضروري، لكن في اطار الشرعية الدولية».

من جهته، أكد وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس، أمس، أنه يجب على الغرب ضم الأسد وحليفتيه إيران وروسيا من أجل قتال «داعش» في أكثر التصريحات تصالحاً نحو الأسد من مسؤول غربي.

وتصرّ معظم الدول الغربية على رحيل الأسد عن السلطة حتى يتسنى إحلال السلام في سورية، بينما تصر إيران وروسيا على أنه جزء من الحل. وعرقل هذا الخلاف المساعي لإنهاء الحرب الأهلية المستعرة منذ أكثر من أربعة أعوام.

وقال كورتس للصحافيين خلال زيارة رسمية لطهران «نحتاج إلى نهج عملي مشترك في هذا الصدد، يتضمن مشاركة الأسد في التصدي لإرهاب تنظيم داعش». وأضاف مردداً تصريحات مشابهة لتصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، «في رأيي ان الأولوية لقتال الإرهاب. هذا لن يكون ممكناً من دون قوى مثل روسيا وإيران».

وقال «ينبغي ألا ينسى المرء الجرائم التي ارتكبها الأسد، لكن ينبغي ألا ينسى أيضاً الرؤية العملية لحقيقة أننا في الصف ذاته في هذه المعركة». وكان روحاني، أكد أمس، أن الديمقراطية ليست أولوية حالياً في سورية فيما يتعرض السوريون للقتل.

وتساءل روحاني في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر، الذي يزور إيران «هل مناقشة الديمقراطية في سورية أولوية اليوم؟ وهل ان الأولوية للحديث عن المعارضة والحكومة او إصلاح الدستور السوري؟».

وأوضح أن سورية تعاني «حالة عدم استقرار كاملة، مع تشرد الملايين ومقتل مئات الآلاف».

وأكد أن «الخطوة الأولى هي وقف سفك الدماء، وإحلال الأمن النسبي في سورية، وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم». وأضاف «وبعد ذلك يمكن الحديث عن مستقبل سورية وجماعات المعارضة والديمقراطية والانتخابات».

وأكد روحاني ان إيران مستعدة «للجلوس على اي طاولة مفاوضات في اي مكان من العالم» للمساعدة على وقف العنف وإحلال السلام في سورية.

تويتر