أميركا قلقة من تحركات عسكرية روسية.. وبريطانيا تشير إلى تحرك في اتجاه شن غارات جوية

السلطات السورية توقف عـنصراً من «النصرة» بتهمة تنفيذ تـفجـيرَي السويداء

عبدالله شنو والد الطفل إيلان الذي غرق أمام الساحل التركي يقف أمام منزل جاره المدمّر في مدينة كوباني أمس. أ.ف.ب

أعلنت السلطات السورية، أمس، أنها ألقت القبض على عنصر في «جبهة النصرة»، قالت إنه اعترف بتنفيذ تفجيري السويداء (جنوب)، وبالمشاركة في الحوادث التي تلته، حسب ما أفاد الإعلام الرسمي، وفي وقت أبلغ فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، نظيره الروسي سيرجي لافروف، أول من أمس، بأن واشنطن تشعر بقلق عميق بسبب تقارير تقول إن موسكو تتجه نحو تعزيز عسكري كبير في سورية، يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يهدف إلى تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد، تتجه بريطانيا نحو تحرك باتجاه شن غارات جوية في سورية.

وفي التفاصيل، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) خبراً، جاء فيه: «ألقت الجهات المختصة في السويداء (أمس) القبض على الإرهابي الوافد أبوطرابة، الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي». وقال التلفزيون الرسمي السوري إن أبوطرابة ينتمي إلى جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية.

ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة السويداء «أن الإرهابي اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والأمن الجنائي، ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة، إضافة إلى أعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة في مدينة السويداء».

وانفجرت سيارتان مفخختان، الجمعة، في منطقة السويداء، ما أسفر عن مقتل 31 شخصاً، بحسب حصيلة جديدة أمس للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم رجل الدين الدرزي البارز وحيد البلعوس، المعروف بمواقفه الناقدة للنظام السوري، ومعارضته للإسلاميين المتطرفين.

وذكر الإعلام الرسمي من جهته أن الاعتداء أسفر عن مقتل 38 شخصاً، وجرح العشرات. وفور انتشار خبر مقتل البلعوس، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الدروز، خرج عشرات المواطنين في تظاهرات احتجاجية أمام مقار حكومية، وأحرقوا سيارات وحطموا زجاجاً. كما هاجم مسلحون فرع الأمن العسكري في المدينة، ما تسبب بمقتل ستة عناصر أمنية، بحسب المرصد.

وأشار المرصد إلى أن المتظاهرين، الذين اتهموا النظام بالوقوف وراء مقتل البلعوس «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء».

وذكرت «سانا»، نقلاً عن رئيس اللجنة الأمنية في السويداء، أن اعترافات أبوطرابة (مواليد 1969 بحسب الوكالة) «تمت أمام عدد من مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين» الدروز.

ونقلت تفاصيل حصول العملية عن مصدر في قيادة شرطة السويداء، وفيها أن أبوطرابة «اعترف بإقدامه يوم الخميس الماضي على استئجار سيارة بيك آب»، وقتل صاحبها قبل أن يفخخها «بكميات كبيرة من المتفجرات، ومن ثم ركنها يوم الجمعة في موقع عين المرج على طريق ضهر الجبل».

وتابعت أنه أقر «بأنه لدى مرور موكب الشيخ وحيد البلعوس، المؤلف من سيارات عدة، قام ومجموعته بتفجير السيارة المفخخة»، قبل أن يقدم بعد نحو الساعتين على تفجير سيارة ثانية أمام المستشفى الوطني».

وهي المرة الأولى، التي يأتي فيها الإعلام الرسمي على ذكر البلعوس، منذ وقوع التفجيرين.

من ناحية أخرى، قال مسؤول أميركي رفيع إن السلطات الأميركية اكتشفت «خطوات تمهيدية مقلقة»، تشمل نقل وحدات إسكان سابقة التجهيز لمئات الأشخاص لمطار سوري، ما قد يشير إلى أن روسيا تجهز لنشر معدات عسكرية ثقيلة هناك. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى روايات إعلامية تلمح إلى «تعزيز عسكري روسي مدعم وشيك».

وقالت الخارجية الأميركية إن «وزير الخارجية (جون كيري) أوضح أنه إذا كانت مثل هذه التقارير صحيحة، فقد تؤدي هذه الأعمال إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر، وتؤدي إلى إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء، وزيادة تدفق اللاجئين وتخاطر بحدوث مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم داعش، الذي يعمل في سورية».

وقال المسؤول الأميركي إن من بين أحدث الخطوات، التي قامت بها روسيا، تسليم وحدات إسكان مؤقت ومركز متنقل للمراقبة الجوية لمطار قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وهي أحد معاقل الأسد. وأضاف المسؤول أن الروس قدموا أيضاً طلبات لدول مجاورة، للسماح بتحليق رحلات جوية عسكرية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه بالإضافة إلى ذلك أرسلت روسيا فريقاً عسكرياً إلى سورية.

‭ ‬ونقلت عن مسؤولين أميركيين، لم تنشر أسماءهم، قولهم إنه على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى اعتزام روسيا إرسال قوات برية ضخمة، فإن وحدات الإسكان يمكن أن تؤوي نحو 1000 مستشار عسكري وأفراد آخرين، وتتيح أن يصبح المطار مركز إمدادات أو نقطة انطلاق لغارات جوية روسية.

لكن المسؤول قال «لا يُعرف على وجه الدقة ما هي نية الروس، لم نرَ انتشاراً فعلياً لمعدات عسكرية أو طائرات أو قوات». وقال المسؤول إن النتائج استُخلصت من «مصادر شتى».

وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن المخابرات الأميركية جمعت الأدلة من صور التقطتها أقمار تجسس.

وقال مصدر أمني أميركي إن هناك علامات على تحرك روسي للتدخل في سورية، على نحو أبعد من دور الدعم العسكري القوي، الذي تقوم به موسكو بالفعل، والذي يتضمن تقديم أسلحة وتدريب.

وامتنع المسؤول الأميركي عن توضيح رد لافروف على مخاوف كيري، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الاثنين اتفقا على مواصلة المناقشات بشأن الصراع السوري هذا الشهر في نيويورك، حيث تلتقي الجمعية العامة للأمم المتحدة.

يأتي ذلك في وقت تقترب فيه بريطانيا بشكل أكبر من القيام بعمل عسكري في سورية، في الوقت الذي قال فيه وزير كبير، أول من أمس، إنه لابد من معالجة أزمة المهاجرين في أوروبا في منبعها، وقالت صحيفة إنه قد يتم إجراء تصويت في البرلمان في الشهر المقبل، بشأن قصف تنظيم «داعش».

وقال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إنه يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سورية، بالإضافة إلى منح اللجوء للفارين بشكل حقيقي من الاضطهاد.

وأردف قائلاً على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في تركيا‭ ‬«لابد من مواجهة المشكلة في المنبع، وهي نظام الأسد الشرير وإرهابيو (داعش)، ولابد من خطة شاملة لسورية أكثر استقراراً وأكثر سلاماً، إنه تحدٍّ ضخم بالطبع، لكن لا يمكن ترك تلك الأزمة تستفحل، علينا أن ننخرط في مواجهة ذلك».

تويتر