«التنظيم» يقطع رأس المدير السابق لـ «الآثار» في تدمر.. وإدانات للجريمة

16 قتيلاً بتفجير لـ «داعش» استهدف مقر قيادة الأكـــراد في القــــامشلي

صورة

قتل 16 شخصاً، معظمهم من المقاتلين الأكراد، أمس، في هجوم انتحاري نفذه تنظيم «داعش»، واستهدف مقر قيادة قوات الآسايش الكردية، في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية. في وقت قطع التنظيم المتطرف رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر الأثرية، التي يسيطر عليها في وسط سورية، خالد الأسعد، وسط إدانات للجريمة بحق أحد أهم خبراء الآثار.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن انتحارياً في عربة مفخخة استهدف مقراً لقوات الآسايش الكردية في القامشلي، مشيراً إلى سقوط 10 قتلى منهم وستة مدنيين.

وأوضح أن «الانفجار كان ضخماً جداً، وأصيب 14 مدنياً على الأقل»، مؤكداً أن القوات الأمنية الكردية طوقت المنطقة في القامشلي، ذات الأغلبية الكردية.

وفي بيان نشر على الإنترنت، تبنى «داعش» الهجوم بصهريج مفخخ على مقر القيادة العامة للآسايش.

بدوره، قال الناشط والصحافي في القامشلي، آرين شيخموس، إن «انفجاراً ضخماً عن طريق سيارة مفخخة استهدف المنطقة الصناعية شرق مدينة القامشلي، بالقرب من أحد مراكز قوات الآسايش الكردية». وأضاف «لم أكن قريباً لكن كان بإمكاني سماعه»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الدمار، إذ تدمرت المباني في شارعين».

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن «وقوع تفجير إرهابي بسيارة مفخخة قرب دوار الصناعة في مدينة القامشلي». وأشارت إلى «ارتقاء 15 شهيداً وإصابة أكثر من 50 شخصاً بجروح».

ودان مجلس الوزراء السوري، في بيان بثه التلفزيون السوري «التفجير الإرهابي الجبان»، معتبراً أنه «محاولة يائسة لقتل إرادة الحياة» لدى السوريين.

وتعد الوحدات الكردية من أكثر القوات نجاحاً في قتال التنظيم المتطرف في الأجزاء الشمالية لسورية.

وسبق للتنظيم أن استهدف القامشلي وعدداً من المناطق ذات الأغلبية الكردية بعمليات انتحارية.

وتعرضت القامشلي، التي بقيت بمنأى نسبياً عن أعمال العنف التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربعة أعوام، لتفجيرات مماثلة، حيث تسبب هجوم نفذه ستة مقاتلين من «داعش» على فندق هدايا في مارس 2014، بمقتل 10 مدنيين.

كذلك قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، في تفجير انتحاري بحزام ناسف بالقرب من هذا الفندق في يونيو الماضي. واستهدف هجوم آخر مركز «وحدات حماية الشعب» الكردية والآسايش في أواخر يوليو الماضي، وأسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.

وتتقاسم القوات الكردية وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا، والتي تسكنها أغلبية من الأكراد والسريان، بالاضافة إلى نازحين سوريين من مناطق أخرى.

من ناحية أخرى، قطع تنظيم «داعش» رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر، خالد الأسعد.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سورية، مأمون عبدالكريم، لـ«فرانس برس»، إن الأسعد (82 عاماً)، الذي شغل منصب مدير آثار تدمر منذ عام 1963 وحتى 2003، أعدم على يد تنظيم «داعش» بعد ظهر الثلاثاء في مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص.

وأضاف أن التنظيم أعدم «أحد أهم الخبراء في عالم الآثار، لقد كان يتحدث ويقرأ اللغة التدمرية، وكنا نستعين به لدى استعادة التماثيل المسروقة، لمعرفة ما إذا كانت أصلية أم مقلدة».

ونشرت مواقع تعنى بأخبار المتطرفين صوراً تظهر جثة الأسعد معلقة على عمود كهرباء، وتحتها رأسه المقطوعة.

ووضعت لوحة تحت الجثة تعرف عن الضحية بأنها «المرتد خالد محمد الأسعد»، ويتهم التنظيم الأسعد بأنه مناصر للنظام السوري، لأنه مثل بلاده في مؤتمرات بالخارج.

كما اتهمه التنظيم المتطرف بالتواصل مع شخصيات أمنية من النظام السوري.

وأوضح الكريم أن الضحية خضع لاستجواب مع ابنه وليد، المدير الحالي لآثار تدمر، لمعرفة مكان وجود كنوز الذهب «لكن لا يوجد ذهب في تدمر». وأفرج عن الابن وليد، بسبب معاناته آلاماً في الظهر.

وأشار إلى أن «هذه العائلة متميزة، فالابن الآخر محمد والصهر خليل أسهما بفاعلية لحماية 400 قطعة أثرية خلال هجوم التنظيم على المدينة».

وأضاف: «لقد توسلنا إلى خالد أن يترك المدينة، لكنه كان يرفض دائماً»، لافتاً إلى أن الأسعد كان يجيب «أنا أتحدر من تدمر، وسأبقى فيها حتى لو قتلوني». من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان إعدام الأسعد، مشيراً إلى أن المتطرفين قطعوا رأسه «في ساحة بتدمر أمام عشرات الأشخاص».

ودان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، «القتل الهمجي» لعالم الآثار، مشيراً إلى أنه «رجل علم»، و«عمل مع عدد من البعثات الآثارية الفرنسية طوال فترة عمله».

وقال إن مقتله «يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبت منذ أربع سنوات في سورية».

وأضاف أنه «تجب إحالة جميع المسؤولين عن هذه الأفعال إلى القضاء».

وسيطر التنظيم، في 21 مايو الماضي، على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة أيام. وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة، التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء»، وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية، التي تشهد على عظمة تاريخها.

تويتر