«داعش» يخطف 230 مدنياً بينهم 60 مسيحياً في مدينة «القريتين» بريف حمص

مجلس الأمن يشكّل لجنة تــــحقيق بالهجمات الكيماوية في سورية

صورة

قرّر مجلس الأمن الدولي، أمس، تشكيل لجنة خبراء لتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية، التي شهدتها سورية في الفترة الأخيرة، في حين خطف تنظيم «داعش» 230 مدنياً، بينهم 60 مسيحياً على الأقل، غداة سيطرته على مدينة القريتين، التي تعد رمزاً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في محافظة حمص في وسط سورية.

وصوّت مجلس الأمن بالإجماع على قرار بتشكيل لجنة خبراء، لتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية التي شهدتها سورية في الفترة الأخيرة.

وصوّتت روسيا حليفة سورية لصالح القرار. وتتهم واشنطن ولندن وباريس القوات السورية النظامية بشنّ هجمات بغاز الكلور، لكن موسكو تؤكد انه لا توجد أدلة تدعم هذه الاتهامات.

وينص القرار على إنشاء «آلية مشتركة للتحقيق» مؤلفة من خبراء في الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

ومن المفترض تشكيل فريق الخبراء خلال 20 يوماً، ويستمر عمله عاماً كاملاً مع احتمال تمديد يوافق عليه مجلس الأمن في قرار جديد، كما عليه أن يسلم أول تقاريره خلال 90 يوماً من بدء التحقيق.

وبحسب القرار فإن مهمة الفريق «تحديد قدر الإمكان الأشخاص والكيانات والمجموعات أو الحكومات إن كانوا من المنفذين أو المنظمين أو الداعمين أو المتورطين في استخدام المواد الكيماوية كسلاح» في سورية.

كما ينص القرار على ضرورة تعاون الحكومة السورية مع الخبراء عبر تقديم «جميع المعلومات ذات الصلة»، وعبر السماح لهم بالوصول الى اماكن حدوث هجمات بالأسلحة الكيماوية، وأخذ العينات والاستماع إلى الشهود.

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أنه يرى بارقة أمل للحل السياسي في سورية، لأن حليفي النظام في دمشق، روسيا وإيران، باتا يعتقدان أن أيام النظام أصبحت معدودة.

وقال خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عدد من الصحافيين من كاتبي الافتتاحيات «أعتقد أن هناك نافذة فتحت قليلاً لإيجاد حل سياسي في سورية».

وأضاف بحسب ما نقل عنه الصحافي روبن رايت، الذي يعمل في مجلة «نيويوركر» وحضر الاجتماع، أن سبب ذلك يعود «جزئياً لأن روسيا وايران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لمصلحة الأسد».

وأوضح أوباما أن أياً من هاتين الدولتين «تتسم بالعاطفية» في تحديد مواقفها، مضيفاً أن لا موسكو ولا طهران تتأثران كثيراً بـ«الكارثة الإنسانية» في سورية، الا أنهما قلقتان بالمقابل من احتمال «انهيار الدولة السورية».

وقال «وهذا يعني، وأعتقد ذلك، أنه باتت لدينا اليوم فرص أكثر لقيام محادثات جدية مما كانت لدينا في السابق» بشأن الأزمة السورية.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن تنظيم «داعش» خطف 230 مدنياً (هم نحو 170 سنّياً و60 مسيحياً)، أول من أمس، بتهمة التخابر مع النظام، خلال دهم نفذه عناصره داخل مدينة القريتين.

وسيطر التنظيم ليل الأربعاء ــ الخميس بالكامل على المدينة الواقعة في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وأوضح عبدالرحمن، أنه كان بحوزة عناصر التنظيم لائحة تضم أسماء أشخاص مطلوبين، لكنهم اعتقلوا عائلات بأكملها كانت تنوي الفرار والنزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمناً.

وقال سكرتير بطريركية السريان الأرثوذكس في دمشق، المطران متى الخوري، لـ«فرانس برس»، أمس، «لا معلومات أكيدة لدينا عن حادثة الخطف، لأن الاتصالات صعبة مع سكان المدينة، لكننا علمنا ان التنظيم احتجز المواطنين في أماكن إقامتهم، وفرض عليهم الإقامة الجبرية».

وأشار الخوري إلى أن 180 مسيحياً كانوا حتى مساء أول من أمس، لايزالون في المدينة التي تقطنها أغلبية مسلمة على خلاف المدن والقرى المحيطة بها. وناشد الخاطفين السماح لمن يرغب من السكان في الخروج من المدينة.

من جهته، أكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، وجود نحو 100 عائلة سريانية محتجزة من قبل التنظيم داخل المدينة.

وقال سكان مسيحيون من المدينة مقيمون في دمشق، إن نحو 18 ألف سنّي و2000 مسيحي من الطائفة السريانية، كاثوليك وأرثوذكس، كانوا في القريتين قبل اندلاع النزاع عام 2011، ولكن لم يبق منهم سوى 300 مسيحي قبل هجوم تنظيم «داعش» عليها.

وشهدت القريتين والبلدات المجاورة لا سيما الحواريين ومهين وصدد حركة نزوح واسعة منذ تقدم «داعش» في المنطقة في الأيام الأربعة الأخيرة، بحسب عبدالرحمن، الذي أفاد عن نزوح مئات السكان المسيحيين وتوجه معظمهم إلى مدينة حمص.

وتحظى مدينة القريتين بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى التنظيم، لوجودها على طريق يربط مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها في 21 مايو الماضي، بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، حيث للتنظيم وجود في نقاط عدة، ما يمكنه من نقل مقاتليه وإمداداته بين المنطقتين، بحسب المرصد السوري.

تويتر