واشنطن تواجه صعوبة في بدء تدريب المعارضة المعتدلة

روسيا تبحث مع أميركا آلية لتحديد المسؤول عن هجمات الغاز في سورية

صورة

كشفت روسيا عن إعدادها آلية لتحديد المسؤول عن الهجمات بأسلحة كيماوية في سورية، وأنها ستبحث تلك الآلية المقترحة مع الولايات المتحدة. فيما أكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، أن واشنطن تواجه صعوبة في تنفيذ برنامجها لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة تنظيم «داعش».

وأكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين لـ«رويترز»، أن بلاده أعدت بعض المقترحات التي تشكل آلية لتحديد المسؤول عن الهجمات بأسلحة كيماوية في سورية.

وقال إنه «إذا أريد تحقيق ذلك فلابد من الوصول إلى قرار، لكننا نتساءل: ما هي أفضل الطرق المباشرة والمعقولة للتعامل مع هذا الموضوع؟». وأضاف «لدينا بعض الأفكار ونطلع عليها زملاءنا الأميركيين، وهم يدرسونها، وسنعقد المزيد من المناقشات».

وأشار إلى أنه لا يريد الخوض في التفاصيل، وقال «أعتقد أنه يوجد سبيل للتعامل مع هذا الموضوع».

وتسعى واشنطن من أجل تشكيل فريق من محققي الأمم المتحدة لهذه الغاية.

وسلمت الولايات المتحدة روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل ستة أسابيع سيتضمن إنشاء آلية للمحاسبة لتمهيد السبيل إلى اتخاذ المجلس إجراء لمعاقبة المسؤولين عن تلك الهجمات.

وكانت سورية وافقت على تدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية في عام 2013، لكن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اكتشفت منذ ذلك الحين أن غاز الكلور استخدم «بشكل منهجي مراراً» كسلاح. ولا تملك المنظمة تفويضاً لتحديد من تقع عليه المسؤولية عن ذلك الاستخدام.

وقال مسؤول أميركي، أول من أمس، «نحن نتصور آلية (للمحاسبة) بموجب تفويض من الأمم المتحدة، لكن ذلك سيتضمن بعض التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وروسيا حليف لسورية وحمت الرئيس بشار الأسد مراراً من اتخاذ مجلس الأمن إجراء ضده. وقال تشوركين إنه إذا عقد اجتماع «جيد» بين الدبلوماسيين الروس والأميركيين، «فلا أرى أن الوصول إلى قرار سيستغرق وقتاً طويلاً».

من ناحية أخرى، أظهرت أرقام أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية، أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة في تنفيذ برنامجها لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة «داعش».

وقال المتحدث باسم الوزارة الكولونيل ستيف وارن، «في حين أن الهدف المعلن هو تدريب 5000 سوري سنوياً، فإن ما بين 100 و200» سوري فقط بدأوا حتى الآن هذا التدريب فعلياً في الموقعين اللذين أقيما لهذا الغرض في الأردن وتركيا.

وأطلقت ادارة الرئيس باراك أوباما هذا البرنامج بضغط قوي من الكونغرس الذي رصد 500 مليون دولار لتمويله.

وأوضح أن نحو 6000 سوري حتى الآن أبدوا استعدادهم لإجراء التدريب، وخضع 1500 للمرحلة الاولى من التحقق والاختيار من بين 4000 ينتظرون التحقق من شخصياتهم.

وقال وارن «حتى الآن لم يكمل أحد التدريب». وأضاف «نحن بالتأكيد دون توقعاتنا بشأن سرعة (التدريب)».

وأشار إلى أن بلاده راضية في ما يتعلق بالمجندين لمهمة التدريب والتسليح السورية «لكننا نواجه صعوبة بشأن الخطوة الأخيرة».

وقال وارن «هذه عملية بالغة الصعوبة للقيام بها، يجب أن نحدد هوية السوريين الذين يريدون دخول هذا البرنامج، ويجب أن نتحقق منهم وهي عملية صعبة».

وأضاف «توجد صعوبة أخرى وهي إخراج هؤلاء الأفراد من سورية، فسورية مكان بالغ التعقيد وشديد الخطورة، حيث تقاتل أطراف مسلحة عدة بعضها بعضاً. ولذلك فإن عملية إخراجهم تشكل تحدياً كبيراً أيضاً». وقال مسؤولون أميركيون إنهم يخططون لتدريب نحو 5000 مقاتل سوري سنوياً لمدة ثلاث سنوات بموجب البرنامج باستخدام مواقع عرضها الأردن وتركيا والسعودية وقطر. وبدأ البرنامج في مايو حيث يوجد نحو 90 شخصاً في أحد المواقع، كما يوجد عدد مماثل في موقع آخر.

وقال وارن إن التدريب في سورية مختلف عما يتم مع القوات الحكومية في العراق وليس له نقطة نهاية محددة.

وأضاف «سيستغرق التدريب ما يحتاجه من وقت بناء على مستوى المهارة الذي نراه في المتدربين، وسنواصل التدريب إلى أن نصل إلى نقطة نعتقد عندها أنهم جاهزون للعودة إلى ساحة المعركة». ورداً على سؤال عما إذا كانت (البنتاغون) لاتزال تأمل في أن تكون أول دفعة من المتدربين جاهزة لدخول المعركة في الصيف الحالي، قال وارن «دعونا نرَ كيف تتطور الأمور».

وأقر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الأربعاء الماضي، أمام الكونغرس بأنه «من الصعوبة بمكان تحديد» المقاتلين الذين تتوافر فيهم الشروط المحددة.

وإضافة الى الصعوبات التنفيذية، فإن البرنامج يواجه أيضاً تباينات استراتيجية بين واشنطن وبعض شركائها مثل تركيا. وتأخذ أنقرة على الولايات المتحدة انها تريد توجيه تحرك العناصر المقرر تدريبهم فقط ضد تنظيم «داعش»، على حساب مقاتلة نظام الأسد.

تويتر