«وحدات حماية الشعب» تحاصر المدينة.. وتفجيران في حمص

اشتباكات بين الأكراد و«داعــش» على مشارف «تل أبيض» الاســـتراتيجية

جانب من الاشتباكات في مدينة تل أبيض القريبة من الحدود مع تركيا أمس. أ.ف.ب

أعلن قائد كردي، أمس، أن القوات الكردية وصلت إلى مشارف بلدة تل أبيض السورية، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، على الحدود مع تركيا، إثر معارك ضارية مع المتطرفين، لتعزز القوات الكردية حصارها وسيطرتها حول المدينة الحدودية مع تركيا، وفي وقت بدأت تركيا استقبال لاجئين سوريين فارين من المعارك الجارية بين الأكراد و«داعش»، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل أبيض، مشيراً إلى أنها قد تشكل تهديداً لتركيا في المستقبل، بينما أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن 27 مدنياً أصيبوا عندما انفجرت قنبلتان بمنطقتين في مدينة حمص، أغلب سكانهما من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.

وتفصيلاً، قال القائد في وحدات الحماية الكردية ومسؤول العلاقات العامة في جبهة تل أبيض حسين خوجر، «الاشتباكات تدور الآن على مشارف تل أبيض على بعد 50 متراً من المدينة»، مضيفاً ان «الاشتباكات تدور على اول حاجز للمدينة على أطرافها».

وقال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل، إن مقاتليها يحاربون متشددي التنظيم على المشارف الشرقية لتل أبيض، مشيراً إلى أن التنسيق مع التحالف الدولي «ممتاز» وذكر ان الغارات تنفذ حسب الحاجة. وأضاف «الطريق الواصل بين تل أبيض والرقة تحت مرمى نيران وحدتنا».

ووصل المقاتلون الأكراد السوريون أمس، إلى مشارف مدينة تل ابيض الحدودية التي يسيطر عليها التنظيم الذي يستخدمها كممر عبور لمقاتليه عبر الحدود مع تركيا، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتقدم القوات الكردية نحو المدينة الاستراتيجية بمؤازرة فصائل معارضة ودعم من غارات طيران قوات التحالف.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن وحدات حماية الشعب الكردي تقدمت، أول من أمس، نحو تل ابيض وباتت على بعد خمسة كلم من المدينة التي تقع في محافظة الرقة معقل التنظيم. كما تمكنت القوات من السيطرة على 20 قرية على الأقل تقع إلى جنوب غرب المدينة، بحسب المرصد.

وفي وقت سابق أمس، أوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، ان القوات باتت على المشارف الشرقية للمدينة، مشيراً إلى ان «الجبهة الجنوبية الغربية هي الأصعب نظراً لاكتظاظها بالسكان». ولفت الناشط الكردي ارين شخموص، الذي يرتاد يومياً الجبهة مع القوات الكردية إلى «أن مدينة تل ابيض باتت محاصرة بشكل شبه كامل».

وأجبرت هذه المعارك في شمال سورية الكثير من السكان العرب والأكراد على الهرب نحو المناطق الواقعة تحت السيطرة الكردية، كما تجمع آلاف الأشخاص، أمس، على الحدود التركية لطلب اللجوء، بحسب الناشط، الذين بدأت تركيا، أمس، استقبالهم.

ولم يتبق في مدينة تل ابيض سوى 150 متطرفاً الذين هددوا بالانسحاب ما لم يتلقوا تعزيزات من الرقة «عاصمة» التنظيم، التي نصب التنظيم نفسه ولياً عليها، حسب ما أوضح عبدالرحمن. وأضاف مدير المرصد «لكن قادة التنظيم لن يتمكنوا من ارسال امداداتهم لأن غارات التحالف الدولي تستهدف ارتال التنظيم».

وأعلن ناشط كردي آخر من مدينة كوباني مصطفى عبدي «اننا ننتظر ان يتم تحرير كامل الشريط الحدودي من شمال شرق سورية إلى كوباني (عين العرب)». ويرى عبدي ان القوات الكردية تسعى لقطع الطريق الحيوي للتنظيم، الذي يصل تل ابيض بالرقة.

وتمكنت القوات الكردية من قطع الطريق المؤدية إلى شرق مدينة تل ابيض، بعد ان قامت بطرد مسلحي التنظيم من مدينة سلوك المجاورة. وأشار عبدي إلى ان التنظيم الذي كان يستخدم سلوكاً كقاعدة بشرية ومخزناً لعتاده «قد انسحب بشكل كامل (من المدينة)، وتقوم الوحدات الكردية بتمشيط المدينة وإزالة الألغام والسيارات المفخخة».

وكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معرض التعبير عن قلقه من توسع رقعة الهيمنة الكردية في سورية، وقال إن الجماعات الكردية تسيطر على مناطق يخليها العرب والتركمان، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد الحدود التركية.

وقال أردوغان إنه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكداً ان تركيا استقبلت نحو 15 الفاً منهم الأسبوع الماضي قبل اغلاق الحدود. وأضاف ان مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني يسيطرون على الأماكن التي يغادرها اللاجئون. وقال للصحافيين من بعض وسائل الإعلام التركية على متن طائرته الرئاسية اثناء عودته من اذربيجان، «إن هذا ليس مؤشراً جيداً». وتابع «قد يؤدي ذلك إلى انشاء كيان يهدد حدودنا. على الجميع ان يأخذ في الاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع».

تويتر