دمشق تؤكد قدرة جيشها على توجيه ضربات للمسلحين بمساعدة حلفائها

المعارضة السورية تنسحب من مطار الثعلة العسكري

صورة

انسحب مقاتلو المعارضة السورية، أمس، من الأجزاء التي سيطروا عليها في مطار الثعلة العسكري، الخاضع لسيطرة قوات النظام في محافظة السويداء في جنوب البلاد، بعد ساعات من اقتحامه. في حين قالت دمشق إنها استطاعت التعامل مع ظروف أسوأ مما هي عليه الآن، معبرة عن ثقتها بأن الجيش يستطيع توجيه ضربات للمعارضة المسلحة في جميع أنحاء البلاد بمساعدة الحلفاء.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من الجزء الذي سيطروا عليه أول من أمس، في مطار الثعلة العسكري في السويداء، نتيجة القصف الجوي الكثيف، الذي استهدفهم من قوات النظام، وبعد وصول تعزيزات من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية إلى المنطقة. وأشار إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين، من دون أن يحدد حصيلة القتلى.

وأفاد بقصف الطيران الحربي، أمس، نقاط تمركز الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط المطار.

ويعد مطار الثعلة من أكبر المطارات العسكرية في جنوب سورية. وأعلنت «الجبهة الجنوبية»، التي تضم مجموعة فصائل معتدلة واخرى إسلامية أول من امس، سيطرتها على المطار، مشيرة إلى أنها تنفذ «عمليات تمشيط داخله».

وتعد السويداء ذات الأغلبية الدرزية من المحافظات القليلة الخاضعة بأكملها لسيطرة قوات النظام.

ونفذت فصائل مسلحة عمليات محدودة عدة خلال عامي 2013 و2014 في بعض أرياف المحافظة من دون أن تتمكن من السيطرة على منطقة محددة.

وفي جنيف، دان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا «مقتل 20 قروياً من الدروز على يد أعضاء تنظيم جبهة النصرة في شمال غرب سورية».

وقال بحسب بيان صادر عن مكتبه، «انه يدين بشدة هذه الهجمات على المدنيين بين المجتمعات السوريّة التي تكون في موضع الضعف الأشدّ، خصوصاً في خضم الصراع العنيف المستمر».

وأضاف أنه «يجب حماية التنوّع الاجتماعي في سورية، ويجب أن تبقى سورية موطناً لجميع الطوائف التي عاشت وازدهرت في تلك الأرض منذ آلاف السنين».

وكان المرصد، قال إن قيادياً في «جبهة النصرة» يحمل جنسية تونسية، حاول الأربعاء الماضي مصادرة منزل مواطن درزي في قرية قلب لوزة في منطقة جبل السماق بريف إدلب، بحجة أن «صاحبه موالٍ للنظام، إلا ان أفراداً من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم إطلاق نار».

وقتل 20 شخصاً من أهالي القرية الدرزية بينهم مسنون وطفل، بحسب المرصد، كما قتل ثلاثة عناصر من «جبهة النصرة» في تبادل إطلاق النار.

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع «رويترز»، في وقت متأخر أول من أمس، إن بلاده ستكون قادرة على مواجهة هجمات الجماعات المسلحة معتمدة على جيشها القوي والدعم القوي من حلفائها إيران وروسيا و«حزب الله» اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب القوات النظامية في مناطق عدة من سورية.

وأوضح أن الحكومة السورية «كانت قد شهدت أسوأ الضغوط العسكرية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات». وأكد أن «العاصمة الآن هي في وضع أقل خطورة والمناطق الرئيسة في الغرب آمنة».

وأضاف «أعتقد أن سورية كانت تحت مزيد من الضغط في السابق»، مشيراً إلى التطورات في أول عامين من الصراع الذي بدأ في عام 2011.

وقال «دمشق كانت تحت تهديد مباشر، وفي الوقت الحاضر دمشق هي قطعاً ليست تحت مثل هذا التهديد، حمص آمنة وحماة آمنة والآن القلمون آمنة».

وكان المقداد يتحدث بعد ثلاثة أشهر من تقدم مجموعات مسلحة بما في ذلك «جبهة النصرة» في مواجهة القوات الحكومية في شمال غرب البلاد، وأيضاً تنظيم «داعش» الذي استولى على مدينة تدمر في وسط البلاد.

واتهم المقداد «التحالف الجديد بين خصوم الأسد، الممثل في السعودية وتركيا وقطر وبدعم من الغرب، بإعطاء دفعة قوية لهذه الجماعات التي تقاتل القوات الحكومية».

وقال «لقد تم بعض التقدم سواء أحببنا ذلك أم لا»، لكنه أكد أن «الجيش أعاد تجميع صفوفه والتوقعات جيدة».

وأضاف «ما يدفعنا للتفاؤل عاملان، العامل الأول هو ازدياد قوة ومعنويات الجيش العربي السوري وتضحياته وتعزيز هذه القدرات خلال هذه الفترة بمزيد من تأمين مستلزمات أساسية للجيش ليقوم بمهامه».

وأشار إلى أن الجانب الآخر «هو الدعم القوي الذي تلقيناه وسنتلقاه من قبل حلفائنا، سواء كان ذلك من قبل إيران أو من قبل الاتحاد الروسي ومن قبل حليفنا الأساسي (حزب الله)».

وقال «نأمل أن يكون أداء الجيش السوري مختلفاً في غضون أيام قليلة إن لم يكن بضعة أسابيع».

من ناحية أخرى، قال المقداد إنه يأمل تحسين العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد الانتخابات البرلمانية التي «وجهت صفعة» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف «نحن بشكل أساسي نتطلع إلى أن تكون المهمة الأولى للقوى التي صنعت هذا التغيير هو إعادة العلاقات والزخم إلى العلاقات السورية ــ التركية وإلى الشراكة بين البلدين، وان يكون من الأولويات التي دعمها الشعب التركي نتيجة هذه الانتخابات هو طرد المجموعات الإرهابية من تركيا». وقال «نأمل أن تباشر هذه القوى الحية على الساحة التركية اغلاق الحدود بشكل كامل بين سورية وبين تركيا». كما دعا إلى تحسين التعاون والتنسيق مع العراق لقتال تنظيم «داعش»، مؤكداً أن الغرب «منع ذلك».

تويتر