النظام يقلّل من أهمية إدلب ويعتبر دمشق وحمص وحماة والساحل مناطقه الحيوية الأساسية

المعارضة السورية تسيطر على قرى قرب أريحا

صورة

حقّقت المعارضة المسلحة، أمس، تقدماً جديداً في محافظة إدلب، وسيطرت على أربع قرى قريبة من مدينة أريحا، آخر المدن الكبرى في المحافظة الحدودية مع تركيا، التي سيطرت عليها أمس. في وقت اعتبر مصدر أمني سوري، أن المناطق الحيوية الأساسية بالنسبة إلى النظام هي دمشق وحمص وحماة (وسط) والساحل، مؤكداً أن انسحاب الجيش من أريحا، مرتبط بـ«تقلص هامش المناورة» المتاح أمام وحداته، بعد هجوم المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقاتلون، إن «جيش الفتح» المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية حقق تقدماً جديداً، أمس، في محافظة إدلب شمال غرب سورية، عندما سيطر على الأقل على أربع قرى قريبة من أريحا بعد اشتباكات عنيفة.

وتعرضت مناطق في أريحا، أمس، لقصف من الطيران الحربي التابع لقوات النظام، وفق المرصد الذي أحصى مقتل 18 من قوات النظام والمسلحين الموالين على الأقل في معارك الريف الغربي لأريحا.

وأشار المرصد إلى إعدام «جيش الفتح» 13 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام داخل أريحا، أول من أمس.

ويوشك النظام السوري أن يفقد سيطرته على كامل محافظة إدلب، بعدما تمكن «جيش الفتح»، أول من أمس، من السيطرة على مدينة أريحا بشكل كامل، بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه عبر الجهة الغربية للمدينة.

وإذا استكمل النظام انسحابه من آخر المواقع المتبقية له للتركيز على حماية مناطقه الأكثر استراتيجية، تصبح إدلب المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرته بعد محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في شمال البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أمس، لـ«فرانس برس»، إن المدينة «لم تشهد اشتباكات حقيقية بين قوات النظام ومقاتلي النصرة وحلفائها، لانه لم يعد بإمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية».

وأضاف أنه «حتى مع دعم إيران و(حزب الله)، لا يتمكن النظام من تعويض الخسائر في صفوف جنوده».

ويقدر المرصد وجود «70 ألف متخلف عن الخدمة العسكرية في انحاء سورية، وتحديداً في معاقل النظام».

وبحسب المرصد، فإن الآلاف من قوات النظام بالإضافة إلى مقاتلين ايرانيين ومن «حزب الله» كانوا يتحصنون داخل أريحا.

وقال عبدالرحمن إن «أولوية النظام السوري في الوقت الجاري هي انشاء خطوط دفاع لحماية محافظتي اللاذقية (غرب) وحماة (وسط)، ولم يعد ابداً في موقع الهجوم».

وأضاف أنه «اذا استمرت الأمور على هذا النحو، فيمكن للنظام ان يخسر مدينة حلب» في شمال البلاد، التي تشهد منذ صيف 2012 اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة، اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها.

ولايزال النظام يحتفظ بمطار أبوالضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من 20 كيلومتراً جنوب غرب أريحا، وقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، بالإضافة إلى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

من جهته، قال الناشط المعارض ابراهيم الإدلبي لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت ان المعارك بين الطرفين «تتركز حالياً في الريف الغربي للمدينة»، مضيفاً أن الفصائل المقاتلة «تريد استكمال السيطرة على مواقع النظام الأخيرة وابرزها مطار أبوالضهور العسكري».

في السياق، قال مصدر أمني سوري، أمس، لـ«فرانس برس»، إن «المناطق الحيوية الاساسية بالنسبة إلى النظام هي دمشق وحمص وحماة (وسط) والساحل، أما إدلب فلم تعد من ضمنها، وهو ما يفسر انسحاب الجيش السريع من أريحا».

وأوضح أن انسحاب الجيش من أريحا، مرتبط بـ«تقلص هامش المناورة» المتاح امام وحداته، بعد هجوم «جيش الفتح».

وقال «أخلت وحداتنا مواقعها الخميس من مدينة أريحا، بعدما باتت مناطق مناورة الجيش محدودة»، مضيفاً أنه «نتيجة لتقديرات عسكرية اتخذت قواتنا القرار بالانتقال إلى مواقع جديدة في محيط المدينة والتحضير للمرحلة المقبلة».

وتحدث المصدر الأمني عن «اعتبارات» عدة أملت اتخاذ قرار الانسحاب، ابرزها «تجنيب المدنيين المعركة أو تعريض المدينة للدمار، ونقل القوات إلى وضعية تكون فيها قادرة بشكل اكبر على اتمام عملها».

وتأتي خسارة قوات النظام أريحا، بعد سيطرة «جيش الفتح» خلال الأسابيع الاخيرة على مناطق عدة في محافظة إدلب، ابرزها مدينة إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكرا القرميد والمسطومة. لكن المصدر الأمني قال إن «إخلاء الجيش هذه المواقع يرتبط بالخطط العسكرية، وما فيها من اولويات وحسابات تفرض نفسها على متخذ القرار وتشكل مرتكزاً لما سيأتي لاحقاً».

وأضاف «لقواتنا وجود في مناطق معينة في محافظة ادلب ودخول الإرهابيين إلى منطقة ما، لا يعني فقدان السيطرة عليها او انها باتت آمنة للإرهابيين، فهم تحت ضربات مختلف الوسائط النارية، كسلاح الطيران والمدفعية وسلاح المشاة».

وغالباً ما يعمد الطيران الحربي التابع للنظام بعد انسحاب قواته من منطقة ما إلى قصفها جواً.

وفيما يسعى «جيش الفتح» إلى السيطرة على المواقع المتبقية للنظام في المحافظة، قال المصدر الأمني ان «وجود الإرهابيين لا يعتبر حالة من الاستقرار، ووفق مبدأ الكر والفر في الحرب، فهذه ساحة يأخذونها اليوم وسيفقدونها غداً».

تويتر