مقتل 462 شخصاً خلال 8 أيام من المعارك للسيطرة على المدينة

آثار تدمر و50% من الأراضي السورية في قبضة «داعش»

ارتفاع أعمدة الدخان في منطقة الغوطة الشرقية جراء قصف قوات النظام السوري المنطقة أمس. رويترز

سيطر تنظيم «داعش» بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية، الليلة قبل الماضية، ما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي، فيما بات التنظيم يسيطر على أكثر من 50% من الأراضي السورية، بعد سقوط المدينة ومنطقتها الأثرية، التي أسفرت المعارك فيها على مدى ثمانية أيام عن مقتل 462 شخصاً على الأقل، هم 71 مدنياً، و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من «داعش»، بينما قتل 40 مقاتلاً معارضاً من كتيبة واحدة، جراء قصف جوي ببرميل متفجر، تبعه صاروخ استهدف مقرهم في حلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس «انتشر عناصر داعش في كل أنحاء المدينة، بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها». وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي، المتحدر من تدمر عن «انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر، بعد تأمين خروج معظم الأهالي، واستقدام تنظيم داعش أعداداً كبيرة من إرهابييه». وانسحبت معظم قوات النظام في اتجاه مدينة حمص، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن «قسماً من السكان نزح إلى حمص، بينما لازم آخرون منازلهم».

ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر الواقع شرق المدينةـ والذي وصفه الناشط محمد الحمصي على حسابه على موقع «فيس بوك» بـ«القبر الكبير».

وقال المرصد إن قوات النظام قامت خلال الأيام الماضية بنقل السجناء إلى مكان آخر لم يحدد. وبحسب المرصد، أسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية أيام عن مقتل 462 شخصاً على الأقل، هم 71 مدنياً، و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من «داعش».

ويثير دخول «داعش» إلى المدينة العريقة قلقاً في العالم، إذ سبق للتنظيم أن دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في سورية، وفي العراق خصوصاً، بينها آثار الموصل، ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، ايرينا بوكوفا، أمس، من أن «أي تدمير لمدينة تدمر لن يكون جريمة حرب فحسب، وإنما أيضاً خسارة هائلة للبشرية».

وطالب المدير العام للمتاحف والآثار السورية، مامون عبدالكريم الخميس، المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المدينة. وقال «أناشد المجتمع الدولي، لا تكونوا متقاعسين أكثر من ذلك، يكفي تقاعساً، طالما أن التراث السوري هو تراث إنساني فعلى المجتمع الدولي أن يتحرك ويمنع التهريب والتدمير بحق التراث».

وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على البادية السورية، حيث لايزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية، بينها ثلاثة مطارات عسكرية «س 1» و«س 2» ومطار تيفور العسكري.

وقال عبدالرحمن «بات التنظيم بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر، والغالبية الساحقة من البادية السورية، يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسورية»، أي ما يوازي نصف مساحة البلد، وإن كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.

وأوضح الخبير الفرنسي في الشؤون السورية، فابريس بالانش، أن سيطرة التنظيم «تؤمن تواصلاً جغرافياً مع العراق من خلال البادية السورية». وأشار إلى أن السيطرة على تدمر تعني ايضاً «السيطرة على حقول مهمة للغاز، تغذي محطات التوليد الكهربائي السورية». وبات التنظيم يسيطر على «الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سورية».

من ناحية أخرى، قال المرصد «قتل ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من كتيبة إسلامية، بينهم ثلاثة قياديين، جراء قصف ببرميل متفجر، عقبه قصف صاروخ من الطيران الحربي، استهدف مقرهم في حي الشعار في مدينة حلب». وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب «وجود إصابات خطرة». وأشار مدير المرصد إلى أن «المقاتلين ينضوون في كتيبة تابعة للجبهة الشامية».

تويتر