«الائتلاف» يتهم النظام السوري بـ «ارتكاب مجزرة» بحق 23 معتقلاً

40 قتيلاً بقصف جوي للنظــام على ريف إدلب.. وغـارات علـى جســر الشغور

رجل يحمل طفلاً تم إنقاذه من تحت أنقاض قصف على الغوطة الشرقية. رويترز

قتل 40 شخصاً على الأقل، أمس، بقصف جوي لقوات النظام، استهدف بلدة بريف إدلب شمال غرب البلاد، فيما كثف الطيران الحربي السوري غاراته الجوية على مناطق عدة بجسر الشغور، شمال غرب سورية، غداة سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب مسلحة بالكامل على هذه المدينة الاستراتيجية، فيما اتهم الائتلاف السوري المعارض قوات النظام بـ«ارتكاب مجزرة» بحق 23 معتقلاً.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «40 شخصاً على الأقل قتلوا، جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة دركوش بريف إدلب، بالإضافة إلى عشرات الجرحى». وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن القصف الجوي استهدف سوقاً بالبلدة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وقال إن «بين القتلى تسع نساء وثمانية الأطفال»، مشيراً إلى أن العدد «مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة».

كما قال المرصد «نفذ الطيران الحربي 20 غارة على مناطق بمدينة جسر الشغور ومحيطها». ولم يشر إلى خسائر بشرية، لكنه أفاد بارتفاع حصيلة قتلى غارات أول من أمس إلى أكثر من 27 شخصاً. وتعرضت المدينة لقصف جوي مكثف، إثر انسحاب قوات النظام منها أمس، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي «النصرة» والكتائب المسلحة، التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «مدنيين اثنين على الأقل، و20 مقاتلاً قضوا، جراء قصف الطيران الحربي مناطق وسط جسر الشغور، أول من أمس، بالإضافة إلى وجود خمس جثث لم يتم التعرف إلى هوياتها». ولفت إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة».

ولاتزال المعارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة جنوب المدينة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من أسر 40 عنصراً من قوات النظام والدفاع الوطني، بحسب المرصد.

وقال عبدالرحمن إن «مقاتلي الفصائل المسلحة تمكنوا من أسر 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني أمس، و30 عنصراً من قوات النظام كانوا متوارين داخل المستشفى الوطني» المجاور لمركز الأمن العسكري. وأشار إلى أن «قوات النظام حاولت تحرير عناصرها، لكنها فشلت في تحقيق هدفها».

وأورد التلفزيون السوري الرسمي، في شريط عاجل، أن «وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على كامل مجموعة إرهابية في كمين محكم، بمحيط المستشفى الوطني»، دون أي تفاصيل عن أسر العسكريين.

وتأتي سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب مسلحة على جسر الشغور أول من أمس، إثر انسحاب قوات النظام في 28 مارس الماضي من مدينة إدلب، مركز المحافظة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أمس، عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت غارات ليلية على عدد من النقاط العسكرية، التي تسللت إليها المجموعات الإرهابية بمحيط المدينة». وقالت إن «المجموعات الإرهابية ترتكب مجزرة مروعة بحق المدنيين بعد دخولها جسر الشغور، ذهب ضحيتها أكثر من 30 مدنياً، معظمهم نساء وأطفال».

ولم تدلِ الوكالة بأي تفاصيل إضافية في هذا الصدد، فيما قال عبدالرحمن إن المرصد لم يتلقَ أي تقارير عن وقوع مجزرة بحق المدنيين.

وأعلن المرصد، السبت الماضي، وجود 60 جثة على الأقل لعناصر من قوات النظام بشوارع المدينة. ولفت إلى إعدام قوات النظام نحو 23 معتقلاً قبل انسحابها.

ونشرت «جبهة النصرة» على أحد حساباتها على موقع «تويتر» صورة لجثث داخل غرفة، بدا معظم أصحابها في سن الشباب وعليها آثار دماء. وتحدثت عن «مجزرة ارتكبها الجيش قرب المستشفى الوطني». وبات وجود النظام بمحافظة إدلب يقتصر اليوم على مدينة أريحا (على بُعْد نحو 25 كيلومتراً من جسر الشغور)، ومعسكر المسطومة القريب منها.

من جانبه، اتهم ائتلاف المعارضة السورية، أول من أمس، قوات بشار الأسد بارتكاب مجزرة بحق 23 معتقلاً بسجونه. وقال الائتلاف، في بيان له، إن «فصائل الثوار اكتشفت، أثناء تمشيطها مقار النظام الأمنية بعد تحرير مدينة جسر الشغور، مجزرة مروعة بحق 23 معتقلاً في زنازين الأمن العسكري بالمدينة، قام عناصر النظام بتصفيتهم».

ودان الائتلاف، الذي يتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقراً له، هذا الفعل ووصفه بأنه «يعد جريمة حرب حسب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المعتقلين خلال النزاعات المسلحة، إضافة لجريمة استهداف المدنيين العزل».

وفي وقت لاحق، قال التلفزيون السوري، أمس، عن مصدر عسكري قوله إن الجماعات «الإرهابية» ارتكبت مذبحة مروعة للمدنيين، بعد أن دخلت جسر الشغور. وأضاف أن 30 مدنياً على الأقل قتلوا بالبلدة القريبة من الحدود التركية. لكن المرصد السوري، ومقره بريطانيا، قال إن المقاتلين اعتقلوا مؤيدين للحكومة، ولم يرد تأكيد حتى الآن بأنهم قتلوا أحداً. وكان الائتلاف السوري الوطني المعارض قال إن «الهيئة السياسية بحثت في اجتماعاتها الدعوة المقدمة من المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا إلى الائتلاف، لحضور مشاورات ثنائية في جنيف، سيجريها الفريق الدولي بشكل منفصل بين أطياف المعارضة السورية وأطراف من النظام أوائل الشهر المقبل». وأضاف الائتلاف في بيان «أن هذه اللقاءات المتواصلة بإسطنبول تأتي تحضيراً لمؤتمر جنيف 3، الذي لم يتم تحديد موعده بَعْد، كما أنه لم يتم توجيه أي دعوات بخصوصه حتى الآن».

تويتر