30 ألف لاجئ فلسطيني دخلوا الأردن هرباً من سورية

مجلس الأمن يطالــب بـإدخـــال مساعدات إلى مخــيـــم اليــرموك

صورة

طالب مجلس الأمن الدولي جميع أطراف الأزمة السورية بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، قرب العاصمة السورية، الواقع بين مجموعات متطرفة مسلحة وقوات النظام. في وقت كشف الأردن أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين دخلوا أراضيه من سورية منذ بدء الأزمة السورية يراوح بين 30 و33 ألفاً، بينما أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نداء استغاثة لتأمين مساعدة عاجلة لـ17 ألف لاجئ فلسطيني قدموا من سورية إلى الأردن مسجلين لديها.

وطالب مجلس الأمن في إعلان صدر بعد مشاورات مغلقة بين اعضائه الـ15 بإتاحة «وصول إنساني حر» إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ودعا جميع الأطراف إلى وقف هجماتهم على المدنيين خصوصاً القصف الجوي.

كما طلب الإعلان من مسلحي تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» التي تعتبر فرع «القاعدة» في سورية «ان ينسحبوا فوراً» من المخيم. وأكد الإعلان «ضرورة دعم الجهود لنجدة المدنيين في اليرموك، خصوصاً من خلال الاستجابة لنداء جمع 30 مليون دولار» الذي أطلقته «أونروا».

وقال المدير العام لـ«أونروا» بيار كراهينبول، إن الاستجابة ضعيفة جداً للنداء، حيث لم تسهم فيه حتى الآن إلا جامعة الدول العربية. وأقرّ أن وصول «الأونروا» إلى المخيم «محدود جداً»، لكنها تعمل على تأمين المؤن للفارين من المخيم المستقرين في الأحياء المجاورة.

واقتحم تنظيم «داعش» في الاول من أبريل الجاري المخيم، وخاض اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين.

وفاقم اقتحام التنظيم للمخيم من الصعوبات التي يعانيها سكانه المحاصرون من قوات النظام منذ اكثر من 18 شهراً. وانخفض عدد سكان المخيم من 160 ألف شخص قبل بدء النزاع إلى 18 ألفاً. وبعد هجوم التنظيم، فر نحو 2500 لاجئ إلى الأحياء المجاورة.

وقال دبلوماسي حضر اجتماع المجلس، إن كراهينبول أطلع المجلس في جلسة مغلقة على «الظروف القاسية والمعاناة» في المخيم.

وانسحب معظم مقاتلي الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي، بعدما ألحقوا الهزيمة بجماعة «أكناف بيت المقدس» المنافس الرئيس في المخيم، ليتركوا بذلك «جبهة النصرة» لتكون الجماعة الرئيسة في المخيم.

وأكد دبلوماسيون غربيون ومسؤولون في الأمم المتحدة أنه قبل وصول المتطرفين إلى مخيم اليرموك كانت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد هي التي تمنع سكان المخيم من الحصول على المساعدات.

وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، «من الأهمية بمكان أن تدعم جميع الأطراف لاسيما الحكومة السورية إطار الأمم المتحدة للاستجابة للوضع في اليرموك». وأضاف أن «العنف المتواصل وحصار نظام الأسد لليرموك منذ عامين تقريباً حول المخيم إلى جحيم لآلاف السكان، الذين مازالوا يعيشون هناك».

وقال مجلس الأمن إنه يؤيد خطة من ثلاث نقاط للأمم المتحدة لمساعدة المدنيين غير الراغبين أو غير القادرين على مغادرة مخيم اليرموك، ومساعدة أولئك الذين يريدون الانتقال من المخيم مؤقتاً للقيام بذلك بأمان، ومساعدة سكان اليرموك الذين فروا بالفعل.

في السياق، كشف مصدر حكومي أردني، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين دخلوا الأردن من سورية منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من أربع سنوات يراوح بين 30 و33 ألفاً.

وبين المصدر، لصحيفة «الغد»، صعوبة إعطاء رقم دقيق عن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى الأردن، لأن كثيرين كانت لديهم وثائق رسمية، تحمل بيانات مزورة، مؤكداً أن الظروف الإنسانية الصعبة والمتمثلة في النزاع الدامي في سورية، وعمليات القتل والتدمير التي طالت ملايين السوريين، منعت السلطات الأردنية المختصة من التدقيق في البيانات المزوّرة، ودفعتها إلى إدخالهم إلى الأردن، مراعاة لأوضاعهم الصعبة وحماية لهم. وأطلقت «أونروا» نداء استغاثة إلى الدول المانحة لتأمين نحو 17 مليون دولار بشكل عاجل لمساعدة 17 ألف لاجئ فلسطيني قدموا من سورية في الأردن مسجلين لديها، 80% منهم يعانون الفقر الشديد.

وحثت الوكالة، في بيان، مجتمع المانحين على تقديم الدعم المالي اللازم لتتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين، الذين يشكل الأطفال أقل من نصفهم بقليل، ويعتمدون على مساعداتها النقدية والعينية.

وقالت مديرة الإعلام والناطقة الرسمية باسم «أونروا» في الأردن أنوار أبوسكينة، «إن الوكالة تحتاج بصورة ملحة إلى نحو 16.5 مليون دولار لمساعدة 17 ألف لاجئ فلسطيني من سورية حتى نهاية العام الجاري».

وأضافت أن عدد اللاجئين الفلسطينيين من سورية في الأردن والمسجلين لدى الوكالة يبلغ 15.432 لاجئ، وفق إحصاءات صادرة نهاية الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الوكالة ترجح ارتفاع عددهم إلى 17 ألف لاجئ مع نهاية العام الجاري، ما يتطلب تقديم الدعم المالي اللازم لها، حتى تتمكن من تلبية احتياجاتهم.

من ناحية أخرى، أعدم تنظيم «داعش» الليلة قبل الماضية، معارضين اثنين، بتهمة القتال ضد عناصره في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ان التنظيم «أعدم رجلين اثنين في جنوب دمشق، وقام بفصل رأسيهما عن جسديهما»، بعد اتهامهما بأنهما «من مرتدي الصحوات»، وهي التسمية التي يطلقها التنظيم المتطرف على كل المقاتلين في الفصائل المعارضة التي تحارب ضده. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن التنظيم خطف المقاتلين من حي القدم، وأعدمهما في الحجر الأسود، مشيراً إلى ان التنظيم كان أقدم في المنطقة نفسها في 21 مارس الماضي، على إعدام ثلاثة مقاتلين آخرين بالتهمة ذاتها، وبالطريقة نفسها.

 

تويتر