الأمم المتحدة تدعو إلى ممر آمن للراغبين في مغادرة مخيّم اليرموك

مقتل 9 بينهم 5 أطفال بقـصف جوي للنظام على مدرسة فـي حلب

صورة

قصف الطيران الحربي السوري، أمس، مدرسة في شرق مدينة حلب، ما تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي وقت دعا رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) من دمشق، إلى ممر آمن لمن يرغبون في مغادرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف المدينة، الذي يحاول تنظيم «داعش» السيطرة عليه، قال مبعوث للأمم المتحدة إنه على ثقة بأن الحكومة السورية ستتعاون في تخفيف الوضع الذي يواجهه نحو 18 ألف شخص في المخيم.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قصف الطيران الحربي مدرسة جميل قباني في أطراف حي الانصاري شرق حلب، ما تسبب في مقتل تسعة اشخاص هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل». وأشار إلى ان «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما أفاد المرصد بمقتل طفل بغارة أخرى في حي الشيخ خضر في حلب، الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

ويأتي ذلك بعد مقتل 18 مدنياً، أول من أمس، في قصف جوي وصاروخي من قوات النظام على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، و17 آخرين في سقوط قذائف صاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة على احياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب.

وقال المرصد في بريد إلكتروني أمس «ارتفع إلى 35 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في مدينة حلب (أول من) أمس».

ودعت وزارة الخارجية السورية الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن في رسالتين متطابقتين أرسلتهما أمس «إلى إدانة الجريمة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في حلب (أمس)، وإلى اتخاذ التدابير الرادعة بحق هذه التنظيمات والدول الداعمة والراعية لها». وأعلنت دمشق في الرسالتين «تصميمها على الاستمرار في محاربة الإرهاب والدفاع عن شعبها وحمايته».

واعتبرت أن «الاعمال الارهابية ما كانت لتستمر لولا تواصل تقديم الدعم المباشر للتنظيمات الإرهابية التكفيرية، ولولا حماية بعض الدول لها من العقاب وإمدادها بالأسلحة والمتفجرات وأدوات القتل الأخرى».

من ناحية أخرى، أعرب مسؤولان أمميان في دمشق، أمس، عن قلق بالغ إزاء اوضاع المدنيين داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، الذي يسيطر تنظيم «داعش» المتطرف على أجزاء واسعة منه.

وقال مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) بيار كرينبول لصحافيين خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من مخيم اليرموك «اليوم نحن لانزال نشعر ببالغ القلق على وضع اللاجئين والمدنيين داخل اليرموك». وأضاف «نحن مصممون على تقديم المساعدة إلى الذين قرروا الخروج مؤقتاً من المخيم وإيجاد مأوى في مكان آخر».

وأشار كرينبول إلى ان «الاهتمام منصب منذ التغييرات المأساوية التي بدأت في أبريل مع تورط مجموعات مسلحة جديدة في المخيم، على كيفية تقديم المساعدة للناس في الداخل». وأكد أن الوكالة «تعمل على كيفية تمكين الراغبين من سكان المخيم من الخروج بأمان والحصول على المساعدة»، مضيفاً «هذه هي الأولوية العليا لدينا في الوقت الحالي، لأننا نشعر بالقلق إزاء حفظ حياة الناس في الداخل».

ودعا كرينبول المجموعات المسلحة «إلى احترام المدنيين داخل المخيم والسماح لمن يرغب في الخروج منه بأمان».

وكان المفوض العام لـ«أونروا» وصل أول من أمس إلى دمشق في زيارة تهدف، بحسب بيان صادر عن الوكالة، إلى البحث مع المسؤولين السوريين «في مقاربات سلمية لمعالجة التداعيات الانسانية للوضع» في اليرموك.

في الوقت ذاته، أجرى مساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي محادثات مع مسؤولين في العاصمة السورية. وقالت مديرة مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في دمشق خولة مطر، إن رمزي وصل الجمعة الماضية إلى دمشق، مشيرة إلى ان «هدف الزيارة هو إيجاد حل للموجودين في مخيم اليرموك نتيجة للقلق العالمي الشديد على المدنيين، وتفادي أن يكونوا ضحايا الاقتتال الجاري فيه».

وأوضحت أن زيارة رمزي «تأتي بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون»، الذي دعا إلى العمل على تفادي «مجزرة» في مخيم اليرموك. والتقى رمزي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وتواصل مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، بحسب مطر. وتفقد مفوض «أونروا» النازحين من اليرموك في مدرسة زينب الهلالية في حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك، التي حولتها السلطات إلى مركز ايواء مؤقت لعدد من العائلات التي نزحت عن المخيم، والبالغ عدد أفرادها نحو 98 شخصاً بينهم 40 طفلاً. وشكا عدد كبير من الاشخاص الذين تحلقوا حول المفوض خلال جولته في قاعات المدرسة، له «ظروف معيشتهم الصعبة». وقال رجل مسن للمفوض «نحن نريد ان نرسل أطفالنا إلى المدرسة». ونقل المتحدث باسم الـ«أونروا» كريستوفر غانيس عن كرينبول قوله خلال الزيارة «كان من الاهمية القصوى بالنسبة الي أن ألتقي هؤلاء الاشخاص وجهاً لوجه، كمبادرة تضامن ودعم»، مضيفاً «لا يمكن للعالم أن يتخلى عنهم وهم في أمس حاجة إليه».

 

 

تويتر