قتلت معتقلين قبل سقوط المدينة.. و70 ألمانية يلتحقن بـ «داعش»

قوات النظام السوري تعيد تمـــوضعها بعد سيطرة المسلحين على إدلــب

مقاتلون من «النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية يحطمون تمثالاً للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مدينة إدلب بعد السيطرة عليها. أ.ف.ب

أعادت قوات النظام السوري تموضعها بعد سيطرة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، وكتائب اسلامية أخرى على مدينة إدلب في شمال غرب سورية، لتصبح بذلك مركز المحافظة الثاني الذي يخرج عن سيطرة دمشق بعد الرقة، وقامت بقتل 15 معتقلاً قبل سيطرة جبهة النصرة وحلفاؤها على المدينة، فيما أوضحت هيئة حماية الدستور (جهاز أمن الدولة بألمانيا) أن أكثر من 70 من النساء الألمانيات ذوات خلفية إسلامية سافرن إلى مناطق النزاع في سورية والعراق.

وتفصيلاً، شهدت إدلب القريبة من الحدود التركية هدوءاً نسبياً الأحد بعد قصف جوي متقطع لقوات النظام ليلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعملت قوات النظام على اعادة تنظيم صفوفها في محيط المدينة. وقال مصدر أمني سوري «أعيد تموضع القوات في محيط مدينة ادلب بشكل مناسب من اجل مواجهة افواج الإرهابيين المتدفقين عبر الحدود التركية إلى المنطقة ليكون الوضع اكثر ملاءمة لصد الهجوم».

ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات أمس، عن مصدر ميداني في إدلب قوله إن «الجيش نفذ عملية إعادة تجميع ناجحة لقواته في جنوب المدينة وضبط خرق المجموعات الاسلامية المتشددة في جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة وأوقف تقدمها من الجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية».

وأشارت الصحيفة إلى «ارسال تعزيزات عسكرية للجيش لبدء عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق اخلاها سابقاً بعد إجلاء السكان إلى مناطق آمنة عبر طريق اريحا اللاذقية».

وبحسب المرصد عثر، أمس، على جثامين 15 شخصاً في معتقل تابع للمخابرات العسكرية في مدينة ادلب، ناقلاً عن مقاتلين قولهم ان «المخابرات العسكرية اعدمتهم قبل طردها من المدينة».

وبثت جبهة النصرة شريطاً مصوراً على حسابها في موقع «تويتر» يظهر اكتشاف المقاتلين لجثامين المعتقلين في سجن بإدلب. وتظهر في الشريط المصور تسعة جثامين على الأقل في احدى الزنزانات المظلمة، ولا يمكن التحقق من كيفية مقتلهم.

وأشاد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالسيطرة على المدينة، بعد اربع سنوات من النزاع الذي بدأ منتصف مارس بتظاهرات سلمية تحولت لاحقاً إلى نزاع دام. وقال في بيان إن «تحرير مدينة إدلب يمثل انتصاراً مهماً على طريق تحرير كامل التراب السوري».

ولم يسم الائتلاف الفصائل التي قال إنها تمكنت من «تحرير كامل مدينة ادلب»، لكنه أكد «ثقته بقوى الثورة التي تدافع عن المدنيين وتحترم العهود والمواثيق الدولية». ورأى محللون ان دور النصرة في ادلب وضع الائتلاف والفصائل «المعتدلة» في موقف صعب.

وتسيطر جبهة النصرة على مناطق واسعة في محافظة ادلب بعد هجوم شنته في نوفمبر وأدى إلى طرد عدد من الفصائل المعتدلة المدعومة من الغرب، حيث سيطرت الجبهة وحلفاؤها أول من أمس، بالكامل على مدينة إدلب (شمال غرب) الاستراتيجية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم «داعش»، منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011. وقامت الجبهة وحلفاؤها بالسيطرة الكاملة على المدينة بعد معارك مع القوات النظامية استمرت لمدة خمسة ايام أسفرت عن مقتل 130 مقاتلاً من الطرفين.

وبسيطرتها على مدينة ادلب اصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة ادلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور واريحا التي لاتزال، بالإضافة إلى مطار ابوالضهور العسكرية وقواعد عسكرية اخرى، في أيدي قوات النظام.

ويقول خبراء إن الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سورية، تسعى إلى اقامة كيان خاص بها مواز لـ«الخلافة» التي اعلنها تنظيم «داعش» في مناطق اخرى في شمال وشرق سورية وشمال وغرب العراق.

من ناحية أخرى، أوضحت هيئة حماية الدستور في ألمانيا أن أكثر من 70 من النساء الألمانيات ذوات خلفية إسلامية سافرن إلى مناطق النزاع في سورية والعراق. وقال رئيس الهيئة، هانز-جورج مآسن، «نحو 40% من هؤلاء النساء تقل أعمارهن عن 25 عاماً، وهناك تسع منهن فتيات قاصرات». وبشكل إجمالي سافر حتى الآن نحو 650 من المتطرفين من ألمانيا إلى سورية والعراق، وفقاً للهيئة.

وأشار مآسن إلى أنه على الرغم من أن سفر الفتيات الصغار والسيدات إلى مناطق الأزمات لا يعد ظاهرة جديدة، إلا أن الهيئة تتابع بقلق متزايد الدعاية الموجهة من تنظيم «داعش» إلى السيدات والفتيات الصغار.

وقال: «يروج في شبكة الإنترنت نوعية من الإرشاد للنساء تمنحهن معلومات عن الطريقة المثلى للسفر كنساء. ويتم التواصل على نحو هادف مع النساء اللائي يعلن عن أنفسهن على الإنترنت كمتعاطفات مع تنظيم داعش، من أجل حثهن على السفر والزواج بالمتطرفين في ما بعد».

وأضاف رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية «هناك حالياً مفكرات يومية على شبكات التواصل الاجتماعي توضح السمات الرومانسية للحياة هناك، ويتم إيهامهن بحياة مثالية هناك، ولكنهن لا يعرفن ما ينتظرهن حقاً هناك». وأوضح أنه يتم أخذ جوازات السفر والهواتف الجوالة من الفتيات والسيدات هناك، وقال: «يصبحن في عزلة تامة».

 

 

تويتر