أكد انفتاحه على حوار مع واشنطن وأعرب عن أمله في حدوث تقارب مع مصر

الأسد يدعو روسيا إلى توسيـــــع وجودها العسكــري في المرافئ الســــــــورية

صورة

دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، روسيا إلى توسيع وجودها العسكري في المرافئ السورية، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة، فيما أعرب عن انفتاحه على حوار مع الولايات المتحدة، وأمله في حدوث تقارب بين بلاده ومصر.

وقال الأسد في لقاء مع عدد من وسائل الاعلام الروسية، بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم، بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري (غرب)، ضروري جداً لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي».

وأضاف «بالنسبة لنا كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور مهم لاستقرار العالم».

وقال «إننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط، وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية للهدف نفسه الذي ذكرته».

وأشار إلى أن «هذا الشيء طبعاً يعتمد على خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة، وفي البحار المختلفة، وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات».

ولروسيا قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ طرطوس السوري على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق، موروثة من العلاقات الوثيقة التي تربط موسكو بدمشق. وأنشئت بموجب اتفاق أبرم في عام 1971 إبان الحقبة السوفييتية، وهي تضم ثكنات ومباني تخزين وأحواضاً عائمة وسفينة للقيام بأعمال صيانة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الروسية.

وتصف موسكو القاعدة بأنها «نقطة إمداد عسكري تقني للبحرية الروسية». وتنشر روسيا بشكل دائم سفناً حربية في شرق البحر المتوسط منذ بداية الازمة السورية قبل أربعة أعوام.

من جهة أخرى، علّق الأسد على المبادرة الروسية القاضية بجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين، تمهيداً لحوار محتمل لحل الازمة، فوصفها بأنها «مهمة وضرورية، لأنها أكدت على الحل السياسي، وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية».

وأكد أن إنجاحها «يتطلب ألا تتدخل الدول الأخرى، وأن يكون الحوار سورياً»، مشيراً إلى أن الدور الروسي «دور تسهيلي لعملية الحوار بين السوريين، وليس دوراً يفرض عليهم أي أفكار».

وجمعت موسكو في يناير الماضي 32 ممثلاً عن مجموعات معارضة مقبولة من النظام، ووفداً حكومياً لبدء البحث في أسس حوار من شأنه أن يقود إلى حل للازمة المستمرة منذ أربع سنوات. وغاب عن اللقاء أي ممثلين عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ولم يتوصل المجتمعون إلى نتائج ملموسة، باستثناء التوقيع على اتفاق لإجراء مفاوضات أخرى.

وتنوي موسكو عقد جولة ثانية من المشاورات بين ممثلين عن النظام والمعارضة بين السادس والتاسع من أبريل المقبل.

واعتبر الأسد أن رفض الائتلاف المشاركة في لقاء موسكو سببه الضغوط من الدول الداعمة له.

وقال إن «الغرب غير راغب في الحل السياسي، بالنسبة لها (الدول الغربية) الحل السياسي يعني تغيير الدولة، إسقاط الدولة واستبدالها بدولة عميلة لها، كما حصل في أوكرانيا تماماً».

وأضاف «لا يهمنا إن قالوا إن الرئيس سيسقط أو سيبقى، ولا يهمنا إن قالوا إن الرئيس شرعي أو غير شرعي، فالشرعية نأخذها من الشعب»، مؤكداً أن «الأزمة السورية قابلة للحل، ليست مستحيلة، إذا جلس السوريون مع بعضهم وتحاوروا فسنصل إلى نتائج».

إلى ذلك، أعرب الأسد عن تمنياته برؤية «تقارب سوري مصري، لأهمية العلاقة السورية المصرية بالنسبة للوضع العربي».

وأشار إلى وجود «علاقة في إطار محدود جداً بين الدولتين عملياً على مستوى الأجهزة الأمنية»، مضيفاً «لكن لا نستطيع أن نتحدث عن علاقة حقيقية أو تقارب إلا عندما يحصل لقاء مباشر بين المؤسسات السياسية المعنية في البلدين. حتى هذا الوقت لم يحصل».

وتبادلت مصر وسورية سحب السفراء في فبراير 2012، إلا أن مصر أعلنت في يوليو 2013 أنها ستعيد تقييم العلاقات مع سورية.

من ناحية أخرى، أعلن الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «سي بي اس» نشرت مقتطفات منها، أول من أمس، أنه منفتح على حوار مع الولايات المتحدة.

وقال إن مثل هذا الحوار يجب أن يرتكز على «الاحترام المتبادل»، لكن حتى الآن لا اتصالات مع الأميركيين.

وأضاف للصحافي تشارلي روز في برنامج 60 دقيقة الذي سيبث بالكامل، غداً «في سورية يمكننا أن نقول إنه من حيث المبدأ كل حوار هو شيء إيجابي».

ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كانت توجد حالياً علاقات بين سورية والولايات المتحدة، أجاب الأسد أنه لا توجد اتصالات مباشرة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت أخيراً إن الأسد لن يكون «أبداً» جزءاً من المفاوضات لإنهاء النزاع السوري، لكن مسؤولين في حكومته يمكنهم المشاركة فيه.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في مقابلة، رداً على سؤال عن احتمال التفاوض مع الأسد «علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1».

وأضاف أن «الأسد لم يكن يريد التفاوض، وإذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع نحن نضغط من أجل حثه على أن يفعل ذلك»، لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي قالت بعد ذلك إن كيري كان يشير إلى مسؤولين في نظام الأسد، وليس الرئيس السوري.

تويتر