واشنطن لا تعتبر إيران حليفاً في الحرب على «داعش»

ائتلاف المعارضة السورية يرفض المشاركة في «منتدى مـــوسكو 2»

أطفال سوريون لاجئون في مخيم بمدينة صيدا اللبنانية أمس. أ.ف.ب

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في «منتدى موسكو 2»، الذي من المقرر عقده في العاصمة الروسية موسكو مطلع أبريل المقبل، فيما قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان، أمس، إن زخم تنظيم «داعش» في العراق وسورية جرى إضعافه، وإن التنظيم «لا يتقدم» كما كان من قبل، وإن أميركا لا تعتبر إيران حليفاً في القتال ضد «داعش».

وتفصيلاً، قال بيان للائتلاف، أمس، إن «هيئته العامة اطلعت خلال اجتماعها في مقر الأمانة العامة بمدينة إسطنبول التركية على الرسالة الموجهة إلى الائتلاف من قبل الخارجية الروسية لحضور المنتدى وقررت عدم المشاركة». وأضاف بيان الائتلاف أن «الهيئة العامة للائتلاف ثمنت في الوقت ذاته عدم استخدام الروس للفيتو (حق النقض) خلال التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2209، القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيميائي في سورية».

ولفت الائتلاف المعارض لحكومة الرئيس بشار الأسد في دمشق «إلى أن أعضاء الهيئة العامة لاحظوا تطوراً في الموقف الروسي لمصلحة الاعتراف بالائتلاف، بخلاف ما ظهر بمنتدى موسكو 1» الذي عقد في الآونة الأخيرة.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدأت الجمعة الماضية اجتماعها الدوري رقم 20، واختتمته أمس.

يذكر أن اجتماعات عقدت بين المعارضة السورية وحكومة الأسد في العاصمة الروسية موسكو نهاية شهر يناير الماضي، ووقع الطرفان حينها على بيان باسم «بيان موسكو» ضم جملة من النقاط، أهمها: إطلاق عملية سياسية ترتكز على مبادئ بيان جنيف، والحفاظ على وحدة وسيادة سورية، ورفض التدخل الخارجي في البلاد دون موافقة حكومة الأسد، والحفاظ على القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، ورفض وجود المسلحين الأجانب على الأراضي السورية.

عسكرياً، قال جون برينان لبرنامج «فوكس نيوز صنداي»: «من الواضح أن زخم تنظيم داعش داخل سورية والعراق جرى إضعافه، كما جرى إيقاف التنظيم، ومن ثم فهو لا يتقدم كما كان منذ شهور مضت». وأضاف «تحقق بعض التقدم من خلال عملنا مع العراقيين ومساعي العراقيين لصد التنظيم». وتابع أنه رغم أن الولايات المتحدة وإيران تقاتلان التنظيم المتطرف إلا «أنني لا أعتبر إيران دولة حليفة» في هذا القتال.

يأتي ذلك في وقت تبنى «داعش» الهجوم المزدوج الذي استهدف الجمعة احتفالات كردية شمال شرق سورية، كما أعلن مسؤوليته عن الهجمات الدموية الاخيرة ضد حواجز لقوات النظام في وسط البلاد، وفق ما ذكرت إذاعة ناطقة باسمه.

وأعلنت اذاعة البيان التابعة للتنظيم، أول من أمس: «هلك 20 وجرح 30 من متمردي ال ب ك ك (حزب العمال الكردستاني) في تفجير جنود الخلافة لسيارة ودراجة مفخختين في حي المفتي بمدينة البركة». ويطلق التنظيم على محافظة الحسكة تسمية «ولاية البركة».

واستهدف هجومان الجمعة الماضية تجمعات للأكراد في مدينة الحسكة خلال احتفالات عشية عيد نوروز، (رأس السنة الكردية)، ما أدى إلى مقتل 45 شخصاً بينهم خمسة أطفال، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولم تشهد المدينة التي تتقاسم قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة عليها أي تجمعات احتفالية أول من أمس، خوفاً من هجمات مماثلة.

واعتبر المجلس الوطني السوري، أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان أمس، أن «ارتكاب هذه الجرائم الهمجية في هذا اليوم الذي يرقى إلى عيد وطني سوري مؤشر إلى أن القتلة لا يربطهم بالشعب السوري ولا بقيمه أي رابط، وأنهم يتربصون بالسوريين». وأضاف «وهي صفات تنطبق على نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وعلى التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي استجلبها أو تسبب في وجودها واستخدمها شر استخدام».

من جهة أخرى، أعلن «داعش» مقتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام و15 من عناصر «حزب الله» اللبناني في هجمات شنها في اليومين الأخيرين في ريف حماة الشرقي. وقال ان مسلحيه اقتحموا في عملية نوعية حواجز النظام على الخط الرابط بين مدينة السلمية في ريف حماة ومعامل الدفاع بالقرب من مدينة السفيرة في مدينة حلب. وقال التنظيم إن هذا الطريق «يعد خط الإمداد البري الوحيد للنظام إلى ولاية حلب». ويعني قطعه توقف إمدادات النظام إلى حلب بشكل كامل.

وكان المرصد أفاد أول من أمس، بمقتل أكثر من 63 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين خلال هجمات بدأها التنظيم الجمعة على حواجز منطقة الشيخ هلال في ريف السلمية. كما أشار إلى مقتل 20 عنصراً من قوات النظام في هجمات شنها التنظيم الجمعة الماضية على حواجز ومواقع لقوات النظام في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي.

على صعيد آخر، قالت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية، أول من أمس، إن تسعة طلاب طب بريطانيين سافروا إلى سورية للعمل على ما يبدو في مستشفيات يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال التقرير الذي نشر على موقع صحيفة «الغارديان» وهي الصحيفة الشقيقة لصحيفة «أوبزرفر» إن مجموعة مؤلفة من أربع فتيات وخمسة شبان دخلوا سورية من تركيا الأسبوع الماضي بعد أن سافروا من السودان حيث كانوا يدرسون.

ونقلت الصحيفة هذه القصة عن السياسي التركي المعارض محمد علي أديب أوغلو، الذي التقي مع أفراد عائلات الطلاب الذين يحاولون إقناع الطلاب بالعودة.

تويتر